متحور كورونا الجديد.. يغزو أوروبا ويربك العالم

تسجيل الإصابة المتحور الجديد في ألمانيا، يأتي في وقت تتصارع فيه ألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، وسط زيادة حالات الإصابة بكورونا.

متحور كورونا الجديد.. يغزو أوروبا ويربك العالم

السياق

«وصل أوروبا»... ناقوس خطر دوت أجراسه في القارة العجوز، بعد تسجيل إصابات بمتحور كورونا الجديد أوميكرون، وسط قلق دولي، استدعت اتخاذ إجراءات بتعليق السفر مع 7 دول إفريقية.

وزير ألماني في ولاية هيسن الغربية، قال إن متحور أوميكرون من فيروس كورونا، وصل على الأرجح إلى ألمانيا، بعد اكتشاف طفرات في راكب قادم من جنوب إفريقيا.

وقال كاي كلوزه، وزير الشؤون الاجتماعية في هيسن، عبر «تويتر»: «الليلة الماضية، عُـثر على العديد من الطفرات التي تشبه أوميكرون النموذجية في مسافر عائد من جنوب إفريقيا».

وأشار الوزير الألماني، إلى إجراء تسلسل للمتغير، قائلًا إن الشخص كان في حالة عزل، حاثًا أي سافر من جنوب إفريقيا، في الأسابيع القليلة الماضية، على الحد من الاتصالات وإجراء الاختبار.

 

زيادة كبيرة

تسجيل الإصابة المتحور الجديد في ألمانيا، يأتي في وقت تتصارع فيه ألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، وسط زيادة حالات الإصابة بكورونا.

وقال معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، إن ألمانيا سجلت 67125 إصابة بكورونا الجديد، بينما توفي أكثر من 100 ألف شخص بسبب كورونا.

وقال مصدر في تصريحات لوكالة رويترز، إن ألمانيا أعلنت جنوب إفريقيا منطقة متغيرة للفيروسات، ما يعني أنه يُسمح لشركات الطيران بسفر الألمان فقط إلى ألمانيا من جنوب إفريقيا، حتى أولئك الذين تم تطعيمهم، يجب أن يقضوا 14 يومًا في الحجر الصحي.

ألمانيا لم تكن وحدها التي غزاها المتحور الجديد، بل إن مسؤولي الصحة الهولنديين قالوا إنهم اكتشفوا 61 إصابة بكورونا بين الذين سافروا من جنوب إفريقيا يوم الجمعة، مشيرين إلى أنهم يحاولون تحديد ما إذا كان أي منهم مصابًا بالمتحور الجديد.

دخول الضيف الجديد غير المرغوب فيه، دفع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلى الموافقة على تعليق رحلات الطيران من سبع دول بمنطقة الجنوب الإفريقى، لاحتواء السلالة الجديدة التي ربما تكون أكثر خطورة لفيروس كورونا.

 

مكابح الطوارئ

واقترحت المفوضية الأوروبية، تفعيل آلية مكابح الطوارئ لقواعد السفر المشتركة للتكتل بشأن فيروس كورونا، في خطوة وقع عليها الدول الأعضاء في غضون ساعات.

المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، قال في بيان، إن البيانات الأولية تظهر أن السلالة «أوميكرون» المتحورة من فيروس كورونا هي «السلالة الأكثر تحولًا التي يتم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء حتى الآن، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلص فعالية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة».

وأوصى أندريا أمون، مدير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، بوضع أولوية لسد فجوة التطعيمات ودراسة إعطاء جرعات معززة لكل البالغين، وإعادة فرض تنفيذ تدخلات غير دوائية، بينها ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.

وزير الصحة في أستراليا جريج هانت، أعلن أنه سيتم إغلاق الحدود أمام أي شخص غير أسترالي كان في جنوب إفريقيا وناميبيا وزيمبابوي وبوتسوانا وليسوتو وايسواتيني وسيشل ومالاوي وزيمبابوي، مشيرًا إلى أنه يتعين على الأستراليين والمقيمين القادمين من تلك الدول، الدخول فورًا في حجر صحي 14 يومًا.

من جانبه، قال سيرو نوجيرا، كبير موظفي الرئيس البرازييلي جاير بولسونارو، إنه سيجري إغلاق حدود البلاد مع جنوب إفريقيا وناميبيا وزيمبابوي وبوتسوانا وليسوتو وايسواتيني وزيمبابوي، اعتبارًا من الاثنين المقبل.

من جهة أخرى، منعت سريلانكا الركاب، الذين لديهم تاريخ سفر إلى جنوب إفريقيا وناميبيا وزيمبابوي وبوتسوانا وليسوتو وإسواتيني في الأيام الـ14 الماضية، من دخول البلاد، بدءًا من السبت، منتصف الليل، (1800 بتوقيت جرينتش)، طبقًا لبيان هيئة الطيران المدني.

 

بلدان الخليج

تعليق الرحلات من جنوب إفريقيا، لم يقتصر على الدول الأوربية، بل إن بلدان الخليج سارعت لتعليق الرحلات مع 7 دول إفريقية، تخوفًا من تسرب المتحور الجديد إليها.

أولى تلك الدول كانت المملكة العربية السعودية، التي قالت إنه تقرر تعليق الرحلات الجوية من دول (جمهورية جنوب إفريقيا، جمهورية نامبيا، جمهورية بوتسوانا، جمهورية زيمبابواي، جمهورية موزمبيق، مملكة ليسوتو، مملكة إسواتيني) وإليها.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية، إنه تقرر تعليق السماح بدخول المملكة لغير السعوديين، من القادمين مباشرة وغير مباشرة من الدول المشار إليها، في ما عدا من قضى مدة لا تقل عن 14 يومًا في دولة أخرى، من الدول التي تسمح الإجراءات الصحية في المملكة بدخول القادمين منها، وفقًا للإجراءات الصحية المعتمدة.

وأشار إلى أنه يتم تطبيق إجراءات الحجر الصحي المؤسسي المعتمد 5 أيام، على جميع الفئات المستثناة القادمين من هذه الدول، بما في ذلك مواطنو المملكة، بصرف النظر عن حالة التحصين.

الإمارات قررت هي الأخرى، تعليق دخول المسافرين القادمين من جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق على جميع الرحلات الجوية لناقلاتها الوطنية والأجنبية وكذلك ركاب الترانزيت القادمين منها، من الاثنين المقبل.

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، إن تعليق الرحلات يشمل دخول المسافرين الذين كانوا في هذه الدول خلال 14 يومًا قبل القدوم إلى أبوظبي، مع استمرار تسيير الرحلات، مشيرة إلى أنه سيسمح بنقل الركاب من دولة الإمارات إلى هذه الدول .

وسيسمح -كذلك- بنقل الفئات المستثناة من جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق إلى الإمارات، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية، التي تشمل الوفود الرسمية ورعايا الإمارات، والبعثات الدبلوماسية المعتمدة بين الإمارات وهذه الدول وأصحاب الإقامة الذهبية.

 

شروط لدخول الخليج

من جانبها، أكدت الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات، أنه يشترط على المسافرين القادمين من  جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق عبر دول أخرى، أن تكون إقامتهم في تلك الدول لا تقل عن 14 يومًا، لكي يسمح لهم بدخول الدولة، مشيرة إلى أنه تقرر منع سفر مواطني دولة الإمارات إلى جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني زيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق، وتستثنى من ذلك الوفود الرسمية للدولة وحالات العلاج الطارئة والبعثات الدراسية.

وزارة الداخلية الأردنية، قررت اتخاذ اجراءات احترازية بحق القادمين من تلك الدول، من 28 نوفمبر الحالي، نظراً لظهور متحور جديد لفيروس كورنا (B.1.1.529) في جنوب إفريقيا وفي بعض الدول المجاورة لها.

وبحسب وكالة الأنباء الأردنية، يمنع دخول غير الأردنيين القادمين من هذه الدول إلاّ بعد 14 يومًا على مغادرتهم لهذه الدول إلى دول أخرى لا يكون فيها المتحور الجديد، مشيرة إلى أنه سيتم حجر الأردنيين القادمين من هذه الدول حجراً مؤسسياً 14 يومًا على نفقتهم الخاصة بصرف النظر عن نتيجة فحص كورونا في المطارات الأردنية أو في الدول القادمين منها.

 

مصر تدخل على الخط

ومن قلب إفريقيا كانت مصر إحدى الدول التي علقت الرحلات مع جنوب إفريقيا، بحسب بيان الحكومة المصرية، أكدت فيه إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب إفريقيا، على خلفية ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، بشأن المتحور الجديد لكورونا.

وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن هناك عددًا من الدول المستهدفة بقائمة من الإجراءات، هي: جنوب إفريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وناميبيا، واسواتيني.

وأشار إلى أنه سيتم إجراء اختبار فحص الحمض النووي السريع، وحال ظهور أي حالة إيجابية تمنع من صعود الطائرة التالية، على أن يعود الراكب على الطائرة القادم عليها، بينما للقادمين من تلك الدول عن طريق الطيران غير المباشر (ترانزيت) وتمثل القاهرة وجهتهم النهائية، سوف يتم عمل اختبار فحص الحمض النووي السريع، وحال إيجابية التحليل يعود الراكب على الطائرة القادم عليها، أما حال سلبية الاختبار يقوم بعمل حجر ذاتي منزلي 7 أيام، ويتم عمل اختبار pcr نهاية مدة الحجر، كما يستمر متابعته 7 أيام أخرى عن طريق فريق الحجر الصحي، حتى نهاية المدة القصوى لحضانة الفيروس.