وداعًا المعلمة عفت.. وفاة سهير البابلي بعد حياة فنية ثرية واعتزال مثير
من هي سهير البابلي؟ وكيف كانت حياتها الشخصية؟ وما أسباب اعتزالها؟ وما سر ظهورها بعد اعتزالها؟

السياق
بعد 15 عامًا من اعتزالها الفن، توفيت الفنانة المصرية سهير البابلي، بأحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، عن عمر ناهز 86 عامًا، إثر تعرضها لوعكة صحية.
الفنانة المصرية التي اعتزلت الفن عام 1997، اشتهرت بأدوار متميزة في السينما والدراما والمسرح المصري.
وفاة الفنانة سهير البابلي، جاءت بعد أيام من دخولها في غيبوبة، بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، أدت إلى مضاعفات صحية، ليقرر الأطباء في 11 نوفمبر حجزها في الرعاية المركزة بأحد مستشفيات العاصمة المصرية، قبل أن تفارق الحياة متأثرة بمضاعفات المرض.
فمن المُعلمة عفّت في مدرسة المشاغبين، مرورًا بـ«بكيزة هانم الدرملي» في ليلة القبض على بكيزة وزغلول، إلى سكينة في مسرحة ريا وسكينة، اشتهرت الفنانة المصرية بعدد من الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية المتميزة، التي أثرت الساحة الفنية.
شهرتها لم تقتصر على موطنها، بل امتدت إلى الوطن العربي، ففور إعلان خبر وفاتها، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء، يعدد مناقب الراحلة، ويكشف وصاياها الأخيرة، بينما تحدث آخرون، نقلًا عن تقارير صحفية، عن سبب اعتزالها الفن، وسر لقائها بالداعية ووزير الأوقاف المصري الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي.
فمن هي سهير البابلي؟ وكيف كانت حياتها الشخصية؟ وما أسباب اعتزالها؟ وما سر ظهورها بعد اعتزالها؟
«السياق» تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.
سهير البابلي
ولدت في مدينة دمياط شمالي مصر، في فبراير 1935، لأب معلم رياضيات، إلا أن الموهبة بدت عليها في سن مبكرة، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في آن واحد، الأمر الذي كانت ترفضه والدتها، رغم تشجيع والدها، الذي تنبأ منذ صغرها بأن تكون فنانة مشهورة، لأنها كانت تجيد تقليد الممثلين.
برعت سهير البابلي، في أداء الأدوار الكوميدية في السينما والتلفزيون والمسرح، تاركة وراءها رصيدًا هائلًا من الأعمال الفنية، جعلها من عمالقة المسرح في مصر .
تزوجت سهير البابلي 5 مرات، أولاها محمود الناقوري الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة نيفين، ثم الفنان منير مراد (شقيق الفنانة المصرية ليلى مراد) الذي قيل إنه أسلم ليتزوجها، ثم تاجر المجوهرات أشرف السرجاني.
بعد وفاة السرجاني، تزوجت سهير رجل الأعمال المصري محمود غنيم، لتكون آخر زيجاتها بالفنان المصري أحمد خليل، الذي توفي قبل 10 أيام، بعد انفصالها عنه قبل رحيله.
سهير البابلي، التي رفضت الزواج مرة أخرى، لتظل قرب ابنتها، شعرت بالخجل، بسبب ارتداء ابنتها الحجاب وانشغالها بدروس القرآن الكريم، لتقرر الأم عام 1992 اعتزال الفن وارتداء الحجاب هي الأخرى، خاصة بعد لقائها بالداعية المصري ووزير الأوقاف الراحل محمد متولي الشعراوي.
وعن كواليس لقائها بالشيخ الشعراوي، وما إذا كان طلب منها التخلص من أموال الفن، قالت سهير البابلي، إن الإمام الراحل، قال لها «بلاش الخروج عن النص جامد، ممكن تمثلي حاجات حلوة، حاجات تدي خبرة للشباب، ده كان بيضحك عليها لما كان بيشوفها».
وعن الإمام الراحل، قالت سهير: «طبعًا كان شيئًا جميلًا، الشيخ الشعراوي حد ميحبش يشوفه؟ إنسان واقعي جدًا، لم يقل اعتزلي ولا الفن وحش أبدًا، قال نقي الأدوار الحلوة اللي بتقول كلمة، راجل عقلاني جدًا وجميل ودارس».
إلا أنها بعد اعتزالها الفن، عادت البابلي إلى الشاشة مرة أخرى بعمل درامي «قلب حبيبة»، بعد أن أجبرها الاحتياج المادي إلى ذلك، إلا أنها اشترطت عدم السلام على الرجال، أو ارتداء ملابس لا تتسق مع الحجاب، عملًا بوصية الشيخ الشعراوي.
سهير البابلي ابتعدت مرة أخرى عن الأضواء، مدفوعة برغبة داخلية ومعاناتة مع المرض، إذ أجرت قبل 8 سنوات جراحة زرع كبد، بينما تعرَّضت أواخر الشهر الماضي لوعكة صحية نُقلت إثرها إلى العناية المركزة.
إرث البابلي الفني
أتقنت الفنانة الراحلة اللون الكوميدي وكذلك الدرامي، ولها رصيد هائل من الأعمال الفنية السينمائية والمسرحية، أهمها المسلسل الكوميدي «بكيزة وزغلول» ومسلسل الحقيقة، ومسرحية ريا وسكينة مع الفنانة المصرية شادية، التي لقيت نجاحًا باهرًا.
قدَّمت سهير البابلي مسرحية مدرسة المشاغبين، وفيلم جناب السفير، ولحظة ضعف مع صلاح ذو الفقار، ومسؤولة تنظيم الأسرة ناظلي في فيلم ليلة عسل، وأدت دورًا في فيلم «استقالة عالمة ذرة»، إلى جانب عشرات الأدوار الأخرى التي لقيت إعجابًا كبيرًا.
وصية سهير البابلي
رضا طعيمة، صهر الفنانة الراحلة سهير البابلي، كشف في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، عن وصيتها التي أعلنتها قبل وفاتها، قائلًا: «وصية الحاجة سهير البابلي، لم تكن عن تقسيم مال أو ميراث، لكن كان لها العديد من الأعمال الخيرية، وطلبت مني عدم التوقف عن مساعدة الذين كانت تهتم بهم».
وأوضح صهر الفنانة الراحلة، في تصريحات صحفية، أن سهير البابلي طلبت منه «الاستمرار في الأعمال الخيرية التي تقوم بها بعد وفاتها»، مشيرًا إلى أنها طلبت منه -كذلك- استمرار الاهتمام بعدد من طلاب الطب الذين كانت تتكفل بهم.