الغارديان: تفاؤل حذر يخيم على محادثات فيينا

رغم وجود حالة من التفاؤل، على النقيض من الكآبة التي سبقت المحادثات، لا يزال هناك العديد من العقبات أمام التوصل إلى اتفاق، ولا يزال هناك شك في بعض العواصم الغربية، بأن إيران تسعى إلى كسب الوقت لتطوير تقنيتها النووية

الغارديان: تفاؤل حذر يخيم على محادثات فيينا
إيران وافقت على أن المحادثات يمكن أن تستأنف من حيث انتهت في يونيو

ترجمات – السياق

رغم وجود حالة من التفاؤل، على النقيض من حالة التشاؤم التي سبقت المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني في فيينا، لا يزال هناك العديد من العقبات أمام التوصل إلى اتفاق، ولا يزال هناك شك في بعض العواصم الغربية، بأن إيران تسعى إلى كسب الوقت لتطوير تقنيتها النووية.

وسلَّطت صحيفة الغارديان البريطانية، الضوء على تفاصيل اليوم الأول من محادثات فيينا، مشيرة إلى أنه رغم ظهور بعض التقدم في المحادثات، فإن هناك مخاوف من تراجع طهران، كما فعلت.

وتوقفت المفاوضات النووية عند الجولة السادسة، في 20 يونيو الماضي بطلب من إيران، بينما يترقب المجتمع الدولي الجولة الجديدة، وسط مخاوف من قرب امتلاك طهران سلاحًا نوويًا.

كان من المفترض أن يقيد اتفاق 2015 بشكل جذري برنامج إيران النووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، لكن الولايات المتحدة انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض العقوبات، متهمة طهران بالسعي إلى امتلاك أسلحة ذرية تحت ستار برنامج نووي مدني.

وأكدت بريطانيا وإسرائيل، أنهما ستعملان لمنع تحول إيران إلى قوة نووية.

 تفاؤل حذر

وأعرب دبلوماسيون غربيون عن تفاؤل حذر، بعد أن حققت المحادثات النووية الإيرانية المستأنفة في فيينا تقدمًا غير متوقع، عندما وافقت طهران رسميًا على مناقشة خطوات العودة إلى الامتثال لاتفاق 2015.

وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، إن إيران وافقت على أن المحادثات يمكن أن تستأنف من حيث انتهت في يونيو، بدلًا من تقديم أجندة جديدة.

وذكرت "الغارديان" أنه كانت هناك مخاوف من أن الإدارة الإيرانية الجديدة -برئاسة إبراهيم رئيسي- ستعمل على تمزيق التقدم المحرز في الجولة الأولى من المحادثات، وتصر على أن القضية الوحيدة للنقاش هي قائمة العقوبات الاقتصادية، التي يجب على الولايات المتحدة رفعها.

وتعليقًا على هذه المخاوف، قال مورا: "هناك نية لدى الوفود للاستماع إلى الموقف الإيراني، وهناك نية لدى الطرف الإيراني لاستعادة الاتفاق النووي"، مشيرًا إلى أن الوفد الإيراني يمثل إدارة جديدة في طهران، لديها حساسيات سياسية شديدة مفهومة، وسنأخذ في الاعتبار تلك الحساسيات.

وتابع مورا أن إيران متمسكة بمطلبها الخاص برفع العقوبات، لكنه أردف أنه رغم الإحساس بالأهمية، فليس هناك جدول زمني للعملية.

من جانبه، وصف المندوب الروسي في المحادثات ميخائيل أوليانوف، افتتاح المحادثات بالناجح.

أما علي باقري، كبير المفاوضين الإيرانيين الجديد، فقال إنه متفائل، لكنه يبحث عن ضمان أمريكي، بأنها لن ترفع العقوبات الاقتصادية فحسب، بل تتعهد أيضًا بعدم إعادة فرضها في المستقبل.

وأضاف أنه من الضروري أن يكون رفع العقوبات أولوية في مفاوضات فيينا، معتبرًا أن إحياء الاتفاق سيكون صعبًا، إذا استمرت "سياسة الضغوط الأمريكية القصوى".

وقال باقري أيضًا: "أثبتنا التزامنا بتعهداتنا ونؤكد عزمنا على التوصل لاتفاق عادل يضمن مصالحنا".

 تصنيف العقوبات

ومن المقرر أن تستمر المحادثات يومين آخرين على الأقل، للتفاوض بشأن العقوبات التي سيتم رفعها، على أساس أنها مرتبطة بالاتفاق النووي، ولم يتم فرضها بسبب استمرار انتهاكات حقوق الإنسان الإيرانية أو النشاط الإرهابي.

ولا تزال هناك خلافات بين الجانبين، على كيفية تصنيف العقوبات.

وذكرت "الغارديان" أن إيران وافقت أيضًا على أنها ستناقش الخطوات التي يتعين عليها اتخاذها للعودة إلى الامتثال للاتفاق، مشيرة إلى أن طهران اعتبرت أن تسلسل المناقشة مهم.

وحذرت الصحيفة، من رد الفعل الإيراني إذا فشلت المحادثات، بالقول: "عندما انسحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، ردت إيران باتخاذ سلسلة من الخطوات التي انتهكت شروط الاتفاق، بما في ذلك تخزين اليورانيوم المخصب، وتكثيف استخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في المواقع النووية".

وكشفت أن المحادثات تجرى بين إيران وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، بعيدًا عن الولايات المتحدة المستبعدة من المفاوضات المباشرة مع إيران.

 عقبات جديدة

وقالت "الغارديان": رغم وجود حالة من التفاؤل، على النقيض من الكآبة التي سبقت المحادثات، لا يزال هناك العديد من العقبات أمام التوصل إلى اتفاق، ولا يزال هناك شك في بعض العواصم الغربية، بأن إيران تسعى إلى كسب الوقت لتطوير تقنيتها النووية".

وأشارت إلى عقبة أخرى، هي موقف إسرائيل، قائلة إن "إسرائيل معزولة في الشرق الأوسط، لدرجة أن دولًا في المنطقة تحذو حذو الولايات المتحدة، في قبول أن إحياء الاتفاق النووي سيكون مفيدًا للاستقرار في المنطقة، أكثر من أي تصعيد آخر، لكن هذه العزلة قد تكون مؤقتة إذا لم تنجح المحادثات في إحراز أي تقدم".

وأشارت إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، قال إن إيران وافقت على استئناف المفاوضات النووية لرفع العقوبات وتعزيز برنامج أسلحته سِرًا.

وفي حديثه في لندن ، أشار لبيد إلى أنه يمكن وقف الطموحات النووية الإيرانية من خلال "عقوبات أشد وتشديد الرقابة وإجراء محادثات من موقع قوة".

وقال وهو يقف إلى جانب وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، إن إيران كانت "في المحادثات لسبب واحد فقط، هو رفع العقوبات لأنها بحاجة إلى المال، لتمويل شبكتها الإرهابية العالمية، ولسباقها المستمر نحو سلاح نووي".

من جانبها، نددت وزارة الخارجية الإيرانية بالقرار البريطاني، باستضافة وزير الخارجية الإسرائيلي يوم بدء المحادثات، معتبرة أنه يكشف عن افتقار بريطانيا لحُسن النية وإحياء الاتفاق النووي، مضيفة في بيان موجه للحكومة البريطانية: "لا يمكنك تناول الغداء مع خصم الصفقة، وتناول العشاء على طاولة أخرى، للمطالبة بدعم الصفقة نفسها".