جرعات كورونا المعزَّزة في الدول الغنية ستقتل كثيرين في العالم
وتخطط ألمانيا وفرنسا وإسرائيل، أو تدير بالفِعل، حملة تعزيزات بلقاح كورونا للمواطنين الأكبر سنًا، رغم أن منظمة الصحة العالمية، قالت إن وقف الحقن المعزَّز حتى نهاية سبتمبر المقبل، سيساعد -على الأقل- في تخفيف اللامساواة الصارخة في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة.

ترجمات - السياق
حذَّرت صحيفة الغارديان البريطانية، القادة الغربيين من تنصلهم من مسؤوليتهم، تجاه بقية البشر، عبر إعطاء سُكانهم جرعات معزَّزة من لقاح كورونا، بدلاً من تقاسم الجرعات، مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص سيلقون حتفهم بسبب كورونا.
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن مجموعة لقاح أكسفورد، البروفيسور السير أندرو بولارد، والرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات، سيث بيركلي، قولهما، إن الحالة العِلمية والصحية العامة للتعزيز على نطاق واسع، لم يتم إجراؤها، مؤكدين أنها ستكون لها عواقب بعيدة المدى في دول أخرى.
«هذه لحظة مهمة لصُنّاع القرار»، أضاف لولارد وبيركلي، مؤكدين أن تعزيز الجرعات على نطاق واسع، في بلد غني واحد، من شأنه أن يرسل إشارة للعالم، بأن التعزيزات مطلوبة في كل مكان، ما سيؤدي إلى امتصاص العديد من جرعات اللقاح من النظام، الذي سيؤدي بلا شك إلى وفاة العديد من الأشخاص، لأنهم لم يحظوا بفرصة الحصول على جرعة واحدة.
وقال المسؤولان الغربيان، إنه إذا تم تعزيز الملايين، في غياب حالة عِلمية قوية، فسوف يتذكر التاريخ اللحظة التي قرَّر فيها القادة السياسيون، رفض مسؤوليتهم تجاه بقية البشر، في أخطر أزمة في حياتنا.
وكان السياسي البريطاني ساجيد جافيد، قال -في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي- إن الخطط جاهزة لتقديم جرعة معزَّزة من فيروس كورونا، لمَنْ هم فوق الخمسينيات، في الوقت الذي يتلقون فيه لقاح الإنفلونزا، إلا أن البروفيسور آدم فين، عضو اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين، التي تقدِّم المشورة للحكومة البريطانية، قال إن مثل هذا النشر الشامل، قد لا تكون هناك حاجة إليه، حيث من المرجَّح أن تكون المعزَّزات ضرورية فقط، لحماية عدد صغير من الأكثر ضعفًا.
وتخطط ألمانيا وفرنسا وإسرائيل، أو تدير بالفِعل، حملة تعزيزات بلقاح كورونا للمواطنين الأكبر سنًا، رغم أن منظمة الصحة العالمية، قالت إن وقف الحقن المعزَّز حتى نهاية سبتمبر المقبل، سيساعد -على الأقل- في تخفيف اللامساواة الصارخة في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة، بحسب «الغارديان».
وبينما قالت الولايات المتحدة، إنها لن تستجيب لنداء منظمة الصحة العالمية، واصفة إياه بأنه «اختيار خاطئ»، قال بولارد وبيركلي لـ«الغارديان»: رغم أن اللقاحات جلبت الأمل، ومن المرجَّح أن تنقذ ملايين الأرواح على مستوى العالم، لا يزال الآلاف يموتون بسبب كورونا كل أسبوع، ولا تزال العديد من البلدان في حالة من اليأس، ومستشفياتها غارقة.
وتابعا: «كان من الممكن إنقاذ الأغلبية العظمى من الأشخاص، الذين سيموتون بسبب كورونا هذا العام، إذا كنا قد فهمنا ذلك بشكل صحيح»، مشيرين إلى أن تطعيم المعرَّضين للخطر في كل مكان... "في مصلحتنا الذاتية، ما قد يقلِّل من مخاطر ظهور متغيرات جديدة، ويخفِّف الضغط على النظم الصحية، ويفتح السفر، وينعش الاقتصاد العالمي، ويرفع السُّلطة الدولية للسياسيين المستعدين لتولي مثل هذه القيادة الأخلاقية".
وأكدا أن مستوى الأجسام المضادة، أو الخلايا التائية المطلوبة لمنع إصابة الأشخاص بمرض خطير، لا يمكن قياسه، فبينما يوفِّر جرعة واحدة من لقاح الحمى الصفراء، حماية مدى الحياة، يتم إعطاء لقاح الإنفلونزا سنويًا، وفي مكان ما بينهما يوجد لقاح الكزاز، الذي يتطلَّب من خمس إلى ست جرعات للحماية مدى الحياة.
ويقول بولارد وبيركلي: من غير الواضح أين يقع لقاح كورونا في الطيف، لكن -حتى الآن- من الواضح أنه يوفِّر الحماية ضد الأمراض الشديدة، بما في ذلك تلك التي تسبِّبها المتغيرات الرئيسية.
وقالا إنه لا يمكن أن يكون تركيز سياسة التطعيم في الحفاظ على مستويات عالية جدًا من الأجسام المضادة لمنع الإصابة الخفيفة، مشيرين إلى أنه "إذا ركزنا على مستويات الأجسام المضادة وحدها، فقد ينتهي بنا الأمر بتطعيم الجميع بشكل متكرِّر، للتعامل مع فيروس يستمر في التحور، لكن ليس الهدف من التطعيم، منع الإصابة بعدوى خفيفة، بل منع دخول المستشفى والموت".
لكنهما يضيفان أنه بالنسبة لأولئك الذين لا يستجيبون جيدًا للقاحات -المجموعة التي اقترح البعض أن تحصل على جرعة معزَّزة– فإن «المزيد من الجرعات لن يساعد»، مؤكدين أن على القادة الغربيين عدم التسرع في تعزيز الملايين من الأشخاص، بينما ينفد الوقت لمَنْ لا يملكون شيئًا، فـ«الجرعات الأولى تأتي أولًا بكل بساطة».
من جانبه، قال متحدَّث باسم الحكومة البريطانية: «نحن نستعد لبرنامج معزَّز، وقد نشرت اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين المستقلة نصائحها المؤقَّتة، عمَّن ستكون له الأولوية للقاح الثالث، اعتبارًا من سبتمبر 2021.
وأكد المسؤول البريطاني، أن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم التعافي العالمي لوباء كورونا، وتحسين الوصول إلى اللقاحات، مشيرًا إلى أن بلاده التزمت بالتبرع بـ100 مليون جرعة بحلول يونيو 2022، وقد بدأت بالفِعل عمليات التسليم الأولى، الأسبوع الماضي.