أوميكرون.. ماذا نعرف عن متحور كورونا الجديد؟

العلماء يقولون إن أوميكرون يمكن أن يكون أكثر قابلية للانتقال، وأفضل في التهرب من دفاعات الجسم المناعية، ما يجعل اللقاحات أقل فعالية

أوميكرون.. ماذا نعرف عن متحور كورونا الجديد؟

ترجمات - السياق

سلَّطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الضوء على المتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون"، الذي يحتوي على عدد كبير من الطفرات، ما يجعله أكثر سهولة في الانتقال، و صنَّفته منظمة الصحة العالمية بأنه "متغير مثير للقلق"، وهو تصنيف منحته لأربعة متغيرات أخرى، كما أطلقت عليه اسم الحرف الـ15 من الأبجدية اليونانية "أوميكرون".

وأضافت الصحيفة، في تقرير، أن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تحركت لوقف الرحلات الجوية يومي الجمعة والسبت من جنوب إفريقيا، بينما بدأ علماء الأوبئة العمل لتحديد المدى الذي قد ينتشر به المتغير في المجتمع، وتحديد حالات في ثماني دول على الأقل، أغلبيتها مرتبطة بالسفر مؤخراً إلى إفريقيا.

 

توخي الحذر

وأشارت الصحيفة، إلى أن هناك القليل من الأبحاث التي توصلت إلى نتائج، وحثَّ الخبراء على توخي الحذر وليس الذعر، ومازالت الدراسات جارية لمعرفة قدرة اللقاحات على الصمود أمام المتغير الجديد.

وأعرب بعض الخبراء عن تفاؤلهم بأنها ستوفر الحماية ضده، إذ قال مسؤولون في جنوب إفريقيا إن معظم أولئك الذين نُقلوا إلى المستشفى بسبب الإصابة بأوميكرون لم يُحصنوا.

ونقلت الصحيفة عن مدير معهد Scripps Research Translational Institute  إريك توبول قوله: "هذا هو المتغير الأكثر إثارة للقلق الذي رأيناه منذ اكتشاف المتغير دلتا".

وتابع: "رغم عدم معرفة من أين جاء المتغير، فإنه اكتُشف لأول مرة في جنوب إفريقيا، ويعد المظهر الجيني لأوميكرون مختلفًا عن المتغيرات المنتشرة الأخرى، ما يعني أنه يمثل سلالة جديدة من الفيروس، إذ يختلف عن المتغيرات الأخرى بطريقة حاسمة، وهي احتواؤه على عدد أكبر من الطفرات، بأكثر من 30 طفرة في بروتين سبايك، وهو جزء الفيروس الذي يرتبط بالخلايا البشرية، ما يسمح لها بالدخول".

 

أكثر قابلية للانتقال

وفقاً لـ "واشنطن بوست" فإن العلماء يقولون إن أوميكرون يمكن أن يكون أكثر قابلية للانتقال، وأفضل في التهرب من دفاعات الجسم المناعية، ما يجعل اللقاحات أقل فعالية، ناقلة عن منظمة الصحة العالمية قولها إن الأدلة الأولية تشير إلى "زيادة خطر الإصابة مرة أخرى" مقارنة بالمتغيرات الأخرى.

من جانبها، تقول جيسي بلوم، عالمة الفيروسات في مركز "فريد هاتشينسون" لأبحاث السرطان، التي أجرت تجارب على المتغير الجديد، إن هناك ثلاث طفرات في المتغير، يمكن أن تجعل الفيروس هدفاً بعيد المنال للأجسام المضادة المنتجة من خلال اللقاحات أو العدوى، لكنها حذرت من أنه لا يزال هناك الكثير غير معروف عن المتحور.

 

لماذا سُمى "أوميكرون"؟

سمَّت منظمة الصحة العالمية المتغير الذي يعد اسمه العلمي "B.1.1.529" بهذا الاسم، وفقاً لتقليد إعطاء المتغيرات اسم أحد أحرف الأبجدية اليونانية.

وتقول المنظمة إنها تجاوزت حرفي "نو" و"شي" لأن الأول يمكن الخلط بينه وبين "جديد" باللغة الإنجليزية، بينما يعد الثاني اسم عائلة شائع، مضيفة أنه عند عملية اختيار أسماء الأمراض، لا يجوز "التسبب في الإساءة إلى أي مجموعة ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية أو عرقية".

 

وقف انتشار أوميكرون

في غضون أيام من اكتشاف المتغير، بدأت دول عدة فرض قيود على الرحلات الجوية، من وإلى جنوب إفريقيا وجيرانها، فقد أغلقت إسرائيل حدودها أمام الأجانب من جميع البلدان، وفرضت أستراليا وبريطانيا واليابان وتايلاند ودول أخرى حظرًا على السفر مع وضع قواعد الحجر الصحي، على ركاب الطائرات القادمين من منطقة جنوب إفريقيا، كما أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وضع قيود جديدة.

 

فعالية اللقاحات

يقول الخبراء إنه حتى إذا كان المتغير يحد من فعالية اللقاحات، من المحتمل ألا يفسد الحماية التي توفرها اللقاحات، ونقلت الصحيفة عن أحد العلماء توقعه أن الطفرات الموجودة في هذا المتغير لن تتلاشى أو تفلت من اللقاحات أو العدوى السابقة.

وأضاف: "بصرف النظر عما إذا كان هذا المتغير الجديد سينتهي بالانتشار أم لا، فإنني أقترح أن يبذل الناس ما في وسعهم، لتقليل الإصابة بكورونا، هناك بعض الأشياء الواضحة يمكن القيام بها مثل الحصول على الجرعات المعززة من اللقاح، وارتداء كمامة."

في الوقت نفسه، يدرك صانعو اللقاحات، الذين أجروا بحثاً أولياً باستخدام لقاحات مصممة لمتغيرات أخرى، قدرة لقاحاتهم على مواجهة أوميكرون.

ويقول متحدث باسم شركة فايزر: "في حال ظهور متغير لقاح الهروب، تتوقع شركتنا أن تكون قادرة على تطوير وإنتاج لقاح مخصص ضد هذا النوع في غضون 100 يوم تقريبًا، استنادًا إلى الحصول على الموافقة التنظيمية".

ونظرًا لانتشار B.1.1.529 في جنوب إفريقيا، أشار العديد من الخبراء إلى الحاجة الماسة لتلقيح البلدان المحرومة، لتعزيز حماية العالم من المتغيرات المستقبلية الأكثر مراوغة.

 

علاج أوميكرون

لا نعرف حتى الآن، كيف يمكن لأوميكرون أن يصمد أمام العلاجات المطورة لعلاج كورونا، بما في ذلك مضادات الفيروسات والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، كما أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك، لأن الطفرات المتعددة يمكن أن تتحد بطريقة تخفف من تأثير علاجات الأجسام المضادة أحادية النسل، فقد قال إنه من الصعب تقييم أي لقاح سيكون فعالًا ضده.

 

انتشار أوميكرون

يقول خبراء الصحة العامة، إن هناك احتمالاً كبيراً بأن النوع الجديد ينتشر بالفعل في عدد من البلدان، بخلاف تلك التي اكتُشفت حالات، مشيرين إلى أن العدوى الأولى في هونغ كونغ تشمل راكباً هبط 11 نوفمبر الحالي.