أوميكرون.. يعرض أسهم شركات الطيران والسياحة لضربة قاسية

عمليات التضييق على الحدود تشير إلى مستوى جديد من المخاطر للشركات المعتمدة على السياحة، التي توقف تعافيها هذا الشهر بسبب الموجة الرابعة من الإصابات بكورونا في أوروبا.

أوميكرون.. يعرض أسهم شركات الطيران والسياحة لضربة قاسية

ترجمات- السياق

كشفت شبكة بلومبرغ الأمريكية، أن أغلبية أسهم شركات الطيران والسياحة بالأسواق العالمية، تلقت ضربة قاسية نهاية تعاملات اليومين الماضيين، بعد فرض عدد من الدول قيوداً على السفر الجوي لبعض دول جنوب القارة الإفريقية، بسبب ظهور متحور جديد من كورونا يسمى "أوميكرون".

وأوضحت الشبكة، أن المملكة المتحدة حظرت الرحلات القادمة من جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها، بسبب متغير أوميكرون الفيروسي من سلالة فيروس كورونا الجديدة، بينما حذَّرت منظمة الصحة العالمية من التسرع في فرض القيود على السفر، وأوصت بأن تستمر الدول في تطبيق نهج علمي يستند إلى تقييم المخاطر عند تطبيق تلك القيود.

وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إن البيانات الأولية تظهر أن أوميكرون "السلالة الأكثر تحولًا التي يتم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء حتى الآن، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلِّص فعالية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة مجددًا".

وأمام ذلك، أوقفت بريطانيا عمليات الوصول من جنوب إفريقيا والعديد من الدول المجاورة يومين، كما قيَّدت الوصول بشكل أساسي إلى مواطنيها، من 28 نوفمبر فصاعدًا، مع الحجر الصحي الإلزامي في الفندق 10 أيام، بينما حذت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا حذوها بإجراءات مماثلة يوم الجمعة الماضي، كنوع من الإجراءات الوقائية ضد انتشار المتغير الجديد.

 

خسائر جمة

وعن الخسائر التي تعرَّضت لها شركات الطيران، كشفت "بلومبرغ" أنه في أسواق الأسهم الأمريكية، هبطت أسهم «أمريكا إيرلينز» 8.8% و«دلتا إيرلينز» 8.34% و«يونايتد إيرلينز هولدنغ» 9.6% هذا العام، عند إغلاق التداول في نيويورك مساء الجمعة 26 نوفمبر، وهو أكبر انخفاض لكل شركة طيران منذ يونيو 2020.

وفي أوروبا، هبط سهم «أي. إيه. جي. إس. إيه» وهي الشركة الأم لشركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتش إيروايز» 21%، وتراجعت أسهم شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» 14%، والخطوط الفرنسية 9.6%. في حين تراجع سهم كارنيفال المشغلة لرحلات بحرية وسهم «تي.يو.آي» السياحية بين 12 و15%.

كانت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا قد فرضت، الجمعة، تقييد السفر من جنوب إفريقيا و7 دول أخرى، في ظل المخاوف من المتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي عُثر عليه في جنوب إفريقيا، كما قررت ألمانيا تصنيف جنوب إفريقيا كمنطقة متحور كورونا، بسبب المتحور الجديد.

 

خسائر السياحة

وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن عمليات التضييق على الحدود تشير إلى مستوى جديد من المخاطر للشركات المعتمدة على السياحة، التي توقف تعافيها هذا الشهر بسبب الموجة الرابعة من الإصابات بكورونا في أوروبا.

وبينت أن عمليات الإغلاق في النمسا وأماكن أخرى في المنطقة، ألقت بظلالها على ملاذات التزلج الشهيرة، بينما قللت الحماس لرحلات الطيران نهاية العام، وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة Ryanair  مايكل أوليري.

ونقلت "بلومبرغ" عن نيك كننغهام، المحلل في Agency Partners  التي تتخذ من لندن مقراً لها، قوله: "هذه أسوأ هدية عيد ميلاد مبكرة يمكن أن تفكر فيها صناعة الطيران".

وحسب الشبكة الأمريكية، أثارت سلالة الفيروس (أوميكرون) -التي تم تحديدها لأول مرة في جنوب إفريقيا- قلق مسؤولي الصحة في جميع أنحاء العالم، ما يشير إلى أن المزيد من البلدان قد تغلق الحدود، حيث قررت إسرائيل وسنغافورة تقييد عمليات الوصول، بينما اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تفعيل "مكابح الطوارئ" لوقف السفر الجوي من منطقة جنوب القارة الإفريقية، بسبب المخاوف من السلالة الجديدة المتحورة»، ما يسمح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالعمل بسرعة للحد من المخاطر.

 

الأسوأ

من جانبها، قالت الصحة العالمية، إن ظهور متحور أوميكرون المثير للقلق، يعكس أهمية تسريع عمليات التوزيع العادل للقاحات، مع أهمية تطعيم العاملين الصحيين وكبار السن والمعرضين للعدوى، الذين لم يحصلوا على جرعتي اللقاح إلى الآن.

وعن مقارنتها بسلالة دلتا الماضية، وأيهما أسوأ، نقلت "بلومبرغ" عن كننغهام قوله: في حين أنه ليس من الواضح حتى الآن، ما إذا كانت أوميكرون ستتجاوز سلالة دلتا السائدة، فإن ردود الفعل من مسؤولي الصحة في عدد من البلدان، تظهر مستوى من القلق قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة.

وأضاف: "يبدو إلى حد ما وكأن أوميكرون إعادة لدلتا ولكن ربما أسوأ، إذا استمر هذا الوضع، فإن الأمور ستعود إلى سابق عهدها من الإغلاق وحظر سفر على نطاق واسع بين الدول".

قلق المستثمرين

وكشفت "بلومبرغ" أن سهم شركة بوينج الأمريكية هبط 5.4 بالمئة بعد أن تراجعت منافستها الأوروبية إيرباص إس إي 11 بالمئة في باريس، في إشارة إلى قلق المستثمرين من أن التأثير قد يقوِّض الطلب على الطائرات، كما انهار موردو الطيران التجاريون، بما في ذلك شركة جنرال إلكتريك لصناعة المحركات النفاثة، وشركة سبيريت إيرو سيستمز القابضة، التي تصنع أقسامًا من جسم طائرة بوينج.

وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن مشغلي الرحلات البحرية Carnival Corp   وهي شركة أمريكية بريطانية، من أكبر مشغلي سفن الركاب في العالم، ووحدة الرحلات البحرية التابعة لـTUI AG، من أكبر الخاسرين في سوق السندات.

 

توقف الانتعاش

وأضافت "بلومبرغ" أن شركات الطيران، وهي إحدى الصناعات الأكثر تضرراً من جائحة كورونا، عادت إلى استعادة طاقتها ببطء منذ يونيو، مع التركيز على الرحلات الإقليمية الأقصر، حيث بدأت البلدان رفع القيود على الحدود.

وأوضحت، أن السفر مسافات طويلة حصل أيضًا على دفعة، عندما أعادت الولايات المتحدة فتح حدودها للزوار الأوروبيين وغيرهم هذا الشهر، لكن هذا التقدم بدأ التراجع، بعد اكتشاف متغير أوميكرون.

وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أنه كان من المقرر أن تستأنف الخطوط الجوية البريطانية خدماتها اليومية إلى جوهانسبرج منتصف ديسمبر، بينما تكثف رحلاتها إلى كيب تاون، إلا أن ظهور أوميكرون أوقف كل هذه الخطط.

وبينت أن عمليات حظر السفر، أكبر تغيير في قواعد السفر الخاصة بـكورونا في المملكة المتحدة منذ إصلاح نظام إشارات المرور لتسهيل المعابر الحدودية.

وانتقد ويلي والش، المدير العام لمجموعة الضغط التابعة لاتحاد النقل الجوي الدولي، الحكومات "بالاستجابة لمخاطر متغير كورونا الجديد في وضع الطوارئ، ما يثير خوف المسافرين"، ودعا إلى "نهج منسق قائم على البيانات" يتجنب إغلاق الحدود والحجر الصحي.

 

تغيير مفاجئ

ونقلت "بلومبرغ" عن متحدثة باسم شركة فيرجن أتلانتيك إيروايز ليمتد البريطانية الجوية، قولها: إن الشركة كانت تسيِّــر رحلة جوية إلى لندن من جوهانسبرج، عندما وردت أنباء القائمة الحمراء حتى مساء الخميس، وقالت إن المسؤولين أمروا الذين يغادرون الرحلة الليلية بالعزل الذاتي.

وأضافت، أن إعادة إطلاق رحلات فيرجن أتلانتيك إلى كيب تاون 17 ديسمبر قد يتم تأجيله، مشيرة إلى أنه من المرجح استمرار الرحلات الجوية السريعة، لإعادة البريطانيين من جنوب إفريقيا إلى الوطن، وإن كان ذلك في ظل ظروف الحجر الصحي الصارمة عند وصولهم.

وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أنه يصل ما بين 500 و700 شخص يوميًا إلى المملكة المتحدة عبر جنوب إفريقيا في الرحلات الجوية، يُتوقع أن يزداد في الأسابيع الأربعة إلى الستة المقبلة بسبب السفر الموسمي.

ونقلت "بلومبرغ" عن ستيفن فورلونج المحلل في شركة ديفي للأبحاث، تأكيده أن الاختبار الحقيقي لشركات الطيران، سيأتي بعد أشهر الشتاء البطيئة بشكل عام، في إشارة إلى استمرار الإغلاق وحظر السفر طوال الشتاء.