مع اشتداد القتال في إثيوبيا... آبي أحمد يتوجه إلى جبهة القتال وينقل مهامه إلى نائبه

تقول حكومة إثيوبيا إن توجه آبي أحمد لمناطق القتال، ألهم ملايين الإثيوبيين في الدفاع عن بلادهم وصون كرامتهم واستغلالهم في مواجهة داخلية وخارجية تقودها قوى لا تريد السلام والتنمية لإثيوبي

مع اشتداد القتال في إثيوبيا... آبي أحمد يتوجه إلى جبهة القتال وينقل مهامه إلى نائبه
رئيس الوزراء الإثيوبي

ترجمات – السياق

بعد إعلان جبهة تحرير تيغراي، زحفها نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ارتدى رئيس الوزراء آبي أحمد، بزته العسكرية، وتوجه لإدارة الحرب من الخطوط الأمامية، بعدما نقل مهامه إلى نائبه ديميكي ميكونين، ليتولى إدارة الشؤون اليومية للحكومة في غيابه.

وقال وزير مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي، ليجيسي تولو، إن آبي أحمد "توجه لإدارة الحرب من الخطوط الأمامية، حيث يقود قوات الجيش في معركة حاسمة، من أجل وحدة وسيادة البلاد"، مضيفاً أن "توجه آبي أحمد لمناطق القتال، ألهم ملايين الإثيوبيين في الدفاع عن بلادهم وصون كرامتهم واستغلالهم في مواجهة داخلية وخارجية تقودها قوى لا تريد السلام والتنمية لإثيوبيا".

وقال تولو، إن الحرب ليست في الميدان وحده، هناك قطاعات أخرى يمكن أن يلعب فيها الشعب الإثيوبي دورًا كبيرًا، خاصة الحفاظ على السلم والأمن والمكتسبات الاقتصادية ومواصلة التنمية.

دوريات حراسة

ومع اشتداد الحرب، شكل مدنيون دوريات لحراسة شوارع العاصمة أديس أبابا.

ففي الظهيرة كل يوم يجوب عامل البناء جيتاتشو ميجيرسا (55 عامًا) شوارع العاصمة الإثيوبية بحثًا عن جواسيس يعملون لصالح قوات إقليم تيغراي المتمرد، بحسب "رويترز".

ويقول جيتاتشو، وهو واحد من عشرات الآلاف من سكان أديس أبابا، الذين انضموا إلى مجموعات الدفاع عن المدينة، بعد أن هدد مقاتلو تيغراي بالزحف إليها الشهر الماضي، إن هذه ليست المرة الأولى التي يدافع فيها عن بلاده ضد المتمردين من إقليم تيغراي.

وقال الجندي السابق لـ "رويترز": "أنا الآن أحمي مدينتي متسلحًا فقط بعصا، لكن إذا لزم الأمر وأعطوني سلاحًا، فسأفعل الشيء نفسه".

وكل يوم من الظهر حتى العاشرة مساءً، يفتش جيتاتشو وفريقه المكون من عشرات الرجال، الذين يرتدون سترات برتقالية زاهية، ويلوحون بعصي غليظة، المارة والسيارات بحثًا عن أسلحة ومشتبه بهم.

وفي أيام شبابه، أمضى جيتاتشو 12 عامًا في الجيش، تحت حكم النظام الماركسي الذي أطاحه متمردو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وحلفاؤهم عام 1991. وهيمنت الجبهة على الحكومة لما يقرب من ثلاثة عقود، حتى وصل آبي أحمد إلى السلطة عام 2018.

إلى ذلك، تصاعد القلق الدولي بشأن احتدام القتال في إثيوبيا، خصوصًا مع إعلان متمردي تيغراي اقترابهم من العاصمة أديس أبابا، بينما طُلب من المزيد من الأجانب المغادرة.

وأوضحت صحيفة الغارديان البريطانية، أن المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان، تحدث عن بعض التقدم في الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية لإنهاء الصراع المستمر منذ عام، لكنه قال إن التقدم نحو دفع جميع أطراف الصراع الإثيوبي إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار مهدد بمخاطر تصعيد عسكري "مقلق".

وبينما أصبحت النمسا  أحدث دولة تطلب من مواطنيها الخروج من إثيوبيا،-بعد ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة- أمرت الأمم المتحدة بالإجلاء الفوري لأفراد عائلات الموظفين الدوليين، وفقًا لوثيقة داخلية نشرتها وكالة فرانس برس .

وقالت جبهة تحرير شعب تيغراي المتمردة هذا الأسبوع، إنها استولت على بلدة على بعد 135 ميلًا (220 كيلومترًا) من العاصمة، رغم صعوبة التحقق من هذه المزاعم بسبب انقطاع الاتصالات.

التطورات الأخيرة

وأوضحت "الغارديان" أن التطورات الأخيرة ألقت بظلال من الشك على الآمال في التوصل إلى حل سلمي للصراع، رغم الجهود الدبلوماسية بقيادة الاتحاد الإفريقي لوقف إطلاق النار.

وأشارت إلى أنه قُتل آلاف الأشخاص منذ اندلاع القتال شمالي إثيوبيا في نوفمبر 2020، ما تسبب في أزمة إنسانية تقول الأمم المتحدة إنها جعلت مئات الآلاف من الناس على شفا المجاعة، وشردت أكثر من مليوني شخص.

وأوضحت الصحيفة، أن التدافع لإجلاء الأجانب، استمر بقوة، بعد ثلاثة أسابيع من إعلان الحكومة حالة الطوارئ، إذ نص أمر أمني داخلي للأمم المتحدة على ضرورة إجلاء "أفراد عائلات الموظفين المعينين دوليًا المؤهلين" بحلول 25 نوفمبر، كما نصحت فرنسا مواطنيها بالمغادرة "من دون تأخير"، بينما أصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحذيرات مماثلة في الأسابيع الأخيرة.

مدينة آمنة

وخلافًا لما تنقله وسائل الإعلام الدولية، من تطور الأوضاع وتنامي انعدام الأمن، نقلت "الغارديان" عن مسؤولين إثيوبيين في العاصمة قولهم: إن قوات الأمن، بما في ذلك مجموعات الشباب، تعمل على ضمان سلامة المدينة.

وقال كينيا ياديتا، رئيس مجلس السلام والأمن في أديس أبابا: "إن الدعاية والحديث الإرهابي، الذي تنشره وسائل الإعلام الغربية، يتناقض مع حالة المدينة المسالمة على الأرض، لذلك ينبغي ألا يشعر المجتمع الدبلوماسي بأي قلق أو خوف".

وأشارت "الغارديان" إلى أن الصراع بدأ عندما أرسل آبي أحمد قوات إلى منطقة تيغراي الشمالية، لإطاحة حزب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، بعد أشهر من التوترات مع الحزب الذي هيمن على السياسة الوطنية ثلاثة عقود، قبل أن يتولى آبي أحمد السلطة عام 2018.

وقال آبي أحمد إن ذلك رد على هجمات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي على معسكرات الجيش الاتحادي، ووعد بنصر سريع، لكن أواخر يونيو استعاد المتمردون معظم تيغراي، بما في ذلك عاصمتها ميكيلي.

ومنذ ذلك الحين -حسب الصحيفة- توغلت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في المناطق المجاورة بعفار وأمهرة، وأعلنت السيطرة على شيوا روبت، على بعد 140 ميلاً فقط شمالي شرق أديس أبابا عن طريق البر.

مَنْ يسيطر على أديس أبابا؟

ونقلت "الغارديان" عن دبلوماسيين قولهم: "يُعتقد أن بعض مقاتلي الجبهة الإسلامية لتحرير أوروميا، وصلوا إلى دبري سينا، على بُعد 19 ميلًا من أديس أبابا".

وجبهة أوروميا، منظمة سياسية، شبه عسكرية، مقرها إقليم أوروموا في إثيوبيا أسسها قائدها العام، عبد الكريم إبراهيم حامد، المعروف أيضًا باسم جارا أبا جدا، وسبق أن انضمت الجبهة إلى تحالف يضم 9 فصائل لقتال آبي أحمد.

وذكرت وسائل إعلام أن مسلحي «جبهة تحرير تيغراي» استولوا على مدينة دبري سينا على بعد 189 كيلومترًا شمال شرقي العاصمة أديس أبابا.

وأشارت إلى أن «الاستيلاء على المدينة حدث بعد أن واصل المسلحون هجومهم من مدينة (شيفا-روبيت) التي سيطروا عليها»، بينما لم يصدر تأكيد رسمي لهذه المعلومات، بسبب انقطع الاتصال الهاتفي في المدينة.

وتقع «دبري سينا» و«شيفا-روبيت» على طريق استراتيجي سريع، والمسافة بينهما 32 كيلو مترًا.