إندبندنت: جوازات سفر اللقاح ستنتشر في أرجاء العالم سواء أرادها الناس أم لا
نركز على قوانين دولتنا لكن يجب ألا نغفل رؤية المشهد الذي يشمل قوى اقتصادية قوية تقرر الاتجاهات العالمية

ترجمات - السياق
بعد أن فرضت دول عدة، إثبات تلقي لقاح كورونا لدخول المجمعات التجارية والمؤسسات، من المُقرَّر فرض معيار عالمي جديد، من أجل مكافحة كورونا، عبر طرح جوازات سفر اللقاح.
لكن المعيار الجديد يتطلب سنتين على الأقل، وسيواجه مقاومة لأسباب عدة.
في المقابل، يشكل ذلك توجهاً لدى الدول المتقدِّمة، وستلحقها الدول الناشئة، حين يصبح اللقاح متوافراً على نطاق أوسع.
وقال الكاتب هاميش ماكراي -في مقال بموقع إندبندنت، إن هذا التوجه بات مكتسحاً، وأضاف: "في المملكة المتحدة، يبدو أن تقديم إثبات على تلقي اللقاح سيصبح إلزامياً، من أجل الانضمام إلى التجمعات الكبيرة في الأماكن المغلقة، بما فيها الأندية الليلية، وسوف تصوت اسكتلندا هذا الأسبوع على مخططات مشابهة".
جواز المرور الصحي
وفي فرنسا، يبدو أن "جواز المرور الصحي" الذي طرح الشهر الماضي، كشرط يتيح للناس دخول مراكز التسوق وتناول الطعام في الأماكن المغلقة بالمطاعم وغيرها، كسب تأييدًا شعبيًا في بلد تدنت معدلات قبول اللقاح فيه، بداية حملات التطعيم، وفقًا للكاتب.
وأشار إلى أن الأمر نفسه، ينطبق على مناطق أخرى من أوروبا وكندا وبعض المدن الأميركية، لافتاً إلى أن بعض الأماكن الأخرى توفِّر بديلاً لجواز سفر اللقاح، يتمثَّل في فحص كورونا حديث، يثبت خلو صاحبه من الفيروس، لكن ذلك أمر مزعج مقارنة بتلقي اللقاح.
وتساءل الكاتب: "هل يجب إرغام العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية على أخذ اللقاح؟ وهل يجب إعطاؤه للأطفال؟، مشيراً إلى أن هذه الخطة قيد الدراسة منذ أسابيع.
وأوضح أن قرار توسيع نطاق التطعيم، كي يشمل الفئات العمرية من 12 إلى 15 سنة، سيتأكد قريباً رغم قول وزير اللقاحات البريطاني نديم زهاوي، إنه لم يجرِ التوصل بعد إلى أي قرار في هذا الخصوص، كذلك أكد زهاوي أنه سوف يُشترط الحصول على موافقة الأهل.
وأضاف: "نحن نصب تركيزنا على البلد الذي نقيم فيه، أو الذي ننوي زيارته، لأن ذلك هو ما يؤثِّر في حياتنا اليومية".
مرحلة التقلبات
في المقابل، يؤدي اقتصار القلق على ذلك الشأن، إلى عدم رؤية المشهد المتضمن أن القوى الاقتصادية القوية، هي التي تقرر الاتجاهات العالمية، إذ تتمتع الحكومات بشكل فردي، أو في حالة الولايات المتحدة، الولايات والمدن، حالياً بحرية فرض قوانينها الخاصة.
وقال الكاتب: إن ذلك يعود "إلى كوننا ما زلنا في مرحلة من التقلبات، وحين تستقر الأمور، سيكون خيارها الوحيد أن تعتمد المعيار العالمي".
وأضاف: "انظروا إلى الأمر من الناحية الاقتصادية، إذا حصلتم على اللقاح، هل تختارون النزول في فندق يشترط على نزلائه وموظفيه أن يحصلوا على اللقاح، أم في فندق لا يفرض عليهم هذا الشرط؟، وتابع "إنه أمر بديهي، طبقوا المثل نفسه على شركة الطيران، ستختارون تلك التي تشترط التطعيم، لذلك تتطلب الجدوى الاقتصادية فرض التطعيم".
ينطبق الأمر نفسه على مكان العمل، سوف يواصل بعض الأشخاص العمل من المنزل بعض الوقت، بينما قد يصبح تلقي اللقاح شرطاً لدخول المكتب، على غرار ما سيُفرض على العاملين في دور الرعاية من 11 نوفمبر2021.
ويقول الكاتب: "بالنسبة إلى مَنْ تتاح لهم الظروف العمل من المنزل، سوف يظل الحصول على اللقاح اختيارياً، لكنني أظن أنهم سيخسرون مع الوقت، مقارنة بنظرائهم الذين يعملون من المكتب".
على غرار تحذير من بول جونسون، مدير معهد الدراسات المالية، تعتمد المؤسسات على رأس المال الاجتماعي، الذي يتراكم بفعل التقاء الموظفين، وإذا لم يكن الناس داخل المكتب، سوف يتقلص رأس المال.
العمل من المنزل
وأشار الكاتب إلى أن الأمر يشبه محاولة بيع سلعة معينة، فهل ترجح أكثر أن تنجح في إبرام الصفقة، إذا التقيت العميل المحتمل وجهاً لوجه أم عبر تطبيق زووم؟ يبدو أن الضغط التجاري سيفرض على الناس التطعيم.
وتابع: "يجب ألا ننسى أن كثيرين، بل الذين يشكلون أغلبية القوى العاملة، لا يستطيعون العمل من المنزل، ففي السنة الماضية، تعذَّر على 63 في المئة من العاملين في المملكة المتحدة، العمل من المنزل، حتى حينما بلغت الجائحة ذروتها".
لذلك، سيوضع الجميع تحت ضغط متزايد كي يحصلوا على اللقاح، وفقًا للكاتب، مضيفًا: "مهما كانت القوانين، سوف يفرز الاقتصاد تلك الضغوط".
وقال الكاتب: "إذاً، يمكنكم اختيار عدم الحصول على اللقاح، لكن ذلك سيحرمكم أنشطة عدة، من قضاء العطلة في الخارج، إلى تناول الطعام داخل مطعم مغلق، وسيقصيكم أيضاً من وظائف كثيرة".
وأضاف: "بالنسبة إلى بعض الأشخاص، ربما في الولايات المتحدة أكثر من أوروبا أو المملكة المتحدة، سيشكل هذا الأمر احتمالاً مقلقاً، بمعنى تقييد الحرية. في المقابل، لا أعتقد أن ذلك القلق ضروري، مع ملاحظة أن قيوداً عدة مفروضة علينا، على غرار احترام الإشارات الضوئية وتنظيف براز الكلاب".
وأشار إلى أن من الصعب على المرء تسيير شؤونه، من دون معرفة استخدام الحاسوب، وأضاف: "إذا كنتم تقيمون في الولايات المتحدة، من الصعب أن تتنقلوا إذا كنتم لا تستطيعون القيادة، كما يحتاج معظمنا إلى هواتف جوالة، وهكذا دواليك"، وتابع: "إذاً، تتغير حرياتنا مع الوقت، وتتطلب المصلحة العامة أن نقضي على هذا الفيروس المريع".