الكويتيون إلى صناديق الاقتراع.. تحديات جمة واستعدادات استثنائية

ينطلق الاستحقاق الدستوري في الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي ولمدة 12 ساعة متتالية، لتبدأ عملية فرز الأصوات عقب إغلاق باب الاقتراع عند الثامنة مساء، تمهيدًا لإعلان النتائج الرسمية وتسمية الفائزين بعضوية المجلس لأربع سنوات مقبلة.

الكويتيون إلى صناديق الاقتراع.. تحديات جمة واستعدادات استثنائية

السياق

يتوجه المواطنون الكويتيون إلى صناديق الاقتراع غدًا الخميس لانتخاب أعضاء مجلس الأمة في فصله التشريعي الـ17.

فما إن أشرقت شمس يوم الأربعاء، حتى دخل يوم الصمت الانتخابي حيز التنفيذ؛ انتظارًا للاستحقاق الدستوري الثامن عشر في تاريخ الحياة البرلمانية الكويتية التي بدأت مع المجلس التأسيسي في العام 1961، فيما يأمل الكويتيون أن يساهم في تصحيح مسار البلد الخليجي، عبر اختيار كفاءات وطنية، تقود دفة البلاد خلال المرحلة المقبلة.

 

فماذا نعرف عن انتخابات الكويت؟

 يقول مجلس الأمة الكويتي، إن الناخبين الذين يحق لهم التصويت في البلد الخليجي يبلغ عددهم 795911 ناخبًا وناخبة، مشيرًا إلى أنهم من المقرر أن يختاروا في الاستحقاق الدستوري المقرر له يوم غد الخميس 50 نائبًا من بين 305 مرشحين ومرشحات في عملية اقتراع تجرى وفق نظام الصوت الانتخابي الواحد.

وينطلق الاستحقاق الدستوري في الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي ولمدة 12 ساعة متتالية، لتبدأ عملية فرز الأصوات عقب إغلاق باب الاقتراع عند الثامنة مساء، تمهيدًا لإعلان النتائج الرسمية وتسمية الفائزين بعضوية المجلس لأربع سنوات مقبلة.

وتأتي انتخابات مجلس الأمة بعد قرابة شهرين من صدور مرسوم أميري، حُلَّ بموجبه مجلس الأمة، نظرًا إلى حالة عدم التوافق أو التعاون ما بين السلطتين، ليصدر بعدها بأيام مرسوم ثانٍ بدعوة الناخبين للاقتراع والذي تحدَّد له يوم غد، والذي من المقرر أن يشهد تعطيل العمل في الدوائر الحكومية.

ويتنافس في الدائرة الانتخابية الأولى 48 مرشحًا ومرشحة للحصول على أصوات ناخبي الدائرة وعددهم نحو 100185 ناخبًا وناخبة، فيما يتنافس في الدائرة الثانية 48 مرشحًا ومرشحة للحصول على أصوات 90478 ناخبًا وناخبة.

أما الدائرة الثالثة فيتنافس فيها 47 مرشحًا ومرشحة على أصوات 138364 ناخبًا وناخبة، في حين يتنافس في الدائرة الرابعة 80 مرشحًا ومرشحة على 208971 صوتًا انتخابيًا. ويسعى المرشحون في الدائرة الخامسة والبالغ عددهم 82 إلى حصد أصوات ناخبيهم وعددهم 257913 ناخبًا وناخبة.

 

من يحق له الاقتراع؟

 يحق لكل مواطن كويتي يبلغ 21 عامًا (يوم الاقتراع) وتوافرت فيه الصفات المطلوبة لتولي الحقوق الانتخابية التصويت في انتخابات مجلس الأمة 2022، على أن يحمل شهادة الجنسية معه لدى ذهابه إلى مقرّ التصويت.

 وفي حال فقدان شهادة، الجنسية فإنَّ وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر أكَّدت استعدادها لاستقبال الناخبين في يوم الاقتراع لإصدار شهادة (لمن يهمه الأمر) تمكنهم من التصويت، بحسب مجلس الأمة الكويتي.

 

كيف استعدت مؤسسات الكويت للاقتراع؟

بحزمة من الإجراءات الأمنية والخدمية، استعدت الكويت لـ«العرس الديمقراطي»، بحسب وكيل وزارة الداخلية رئيس لجنة الإعداد والتنظيم والتجهيز للانتخابات الفريق أنور البرجس، والذي أكّد توفير جميع الخدمات وتسهيل الإجراءات للمرشحين والمرشحات وللناخبين والناخبات.

من جانبه، قال المدير العام لبلدية الكويت رئيس اللجنة المشتركة لانتخابات «أمة 2022» أحمد المنفوحي، إن هناك خطة متكاملة لتنظيم وتسهيل عملية الاقتراع اعتمدت بالتعاون مع وزارة الداخلية والجهات.

فيما أعلنت وزارة التربية عن اختيار 123 مدرسة من قبل وزارة الداخلية لتكون مراكز اقتراع منها خمس مدارس اختيرت كلجان رئيسة و118 مدرسة اختيرت كلجان فرعية موزعة على جميع الدوائر الانتخابية.

يأتي ذلك، فيما أكدت وزارة الإعلام أنها استعدت للحدث بالتجهيز لتغطية شاملة وتفصيلية؛ إذ سيتولى التلفزيون الرسمي تغطية الحدث وبث عملية فرز الأصوات. كما استعدت وزارة الصحة برفع حالة التأهب وتوفير الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف في جميع مراكز الاقتراع باللجان الرئيسة والفرعية.

وفيما أعلنت قوة الإطفاء العام عن استعدادها للتعامل مع أي طارئ عبر وضع خطة لتأمين مراكز الاقتراع تشمل توزيع 36 نقطة إطفاء مزودة بآليات للتدخل السريع، أكّدت الهيئة العامة للشباب عن وجود فرصة تطوعية للشباب في يوم الاقتراع.

سبق تلك الاستعدادات اتخاذ إجراءات لتعزيز المشاركة في الاستحقاق الدستوري، تمثلت في إصدار مرسوم ضرورة بشأن اعتماد التصويت وفق عنوان السكن المقيد في البطاقة المدنية، وإضافة مناطق جديدة إلى الدوائر الانتخابية باعتبارها مأهولة فعليا بالمواطنين المستوفين شروط الناخب.

 

عودة المقاطعين

وعن تلك الانتخابات التي تجرى وقائعها في أحد أكبر مصدري النفط الخام في العالم، قال المرشح عن حركة العمل الشعبي التي قاطعت الانتخابات خلال السنوات الماضية محمد مساعد الدوسري، في تصريحات لـ«فرانس 24»، إن سبب عودتهم للمشاركة هو مضمون الخطاب الذي ألقاه ولي عهد الكويت نيابة عن أمير البلاد في يونيو/حزيران الماضي، والذي تضمن تعهدات والتزامات صريحة وواضحة بعدم التدخل في الانتخابات وحماية الديموقراطية.

وكان ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أكد في خطابه –آنذاك- أنه لن يكون هناك تدخل في اختيارات الشعب لممثليه «ولن نتدخل كذلك في اختيارات مجلس الأمة القادم في اختيار رئيسه أو لجانه ليكون المجلس سيد قراراته ولن نقوم بدعم فئة على حساب فئة أخرى».

فيما قال المحلل السياسي الكويتي عايد المناع عن الانتخابات السادسة في عشر سنوات، إنَّ القيادة الكويتية في هذا الخطاب «طمأنت الكويتيين، مما شجع القوى السياسية والنواب السابقين المقاطعين على العودة لخوض الانتخابات».

ومن المقرر أن يشارك في الاستحقاق الدستوري، شخصيات معارضة وتيارات سياسية قاطعت الاقتراع الماضي، فيما يأمل الكويتيون عودة المرأة إلى قاعة عبد الله السالم في مجلس الأمة الكويتي بعد أن فقدت مقعدها الوحيد خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2020.

الدوسري أكد أن هناك تعاونًا بين غالبية أعضاء مجلس الأمة الجديد والحكومة من أجل الإصلاح مع إقرار خطة تنمية حقيقة.

 

تحديات جمّة

تواجه البلد الخليجي عدة تحديات؛ أبرزها حاجة البلد الغني بالنفط إلى أن يحذو حذو جاريه الإمارات والسعودية، بتنويع اقتصاده المرتهن بشكل شبه كلي على النفط.

وتطمح دولة الكويت أن تفرز الانتخابات المحلية، عن قيادات شابة تقود مسيرة التحول والتنمية في البلد الخليجي، وخاصة بعد أن أعرب الكويتيون في السنوات الأخيرة عن رغبتهم في الإصلاح والتغيير.

وتحتاج الكويت –كذلك- إلى حسم ملف «البدون» والذي يتعلق بمصير عشرات الآلاف من السكان الذين لا يحملون جنسية، فيما توقع مراقبون أن يطوي البرلمان الجديد تلك الصفحة، بوضع تشريعات تنظم تلك المسألة التي تؤرق البلد الخليجي.