لوقف التظاهرات.. خامنئي قد يأمر بمذبحة
قال مسؤول أمني إيراني سابق، إن انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران قد فاجأ النظام.

ترجمات - السياق
كشف موقع إيران واير، أن المرشد الأعلى في البلاد علي خامنئي، قد يأمر الحرس الثوري بالتدخل لفض الاحتجاجات الملتهبة منذ نحو أسبوع، احتجاجًا على مقتل فتاة تدعى مهسا أميني -22 سنة- أثناء احتجازها من قِبل شرطة الآداب بدعوى "عدم ارتداء الحجاب بالشكل اللائق"، حتى لو وصل الأمر لحدوث مذبحة كتلك التي شهدتها البلاد عامي 2009 و2019.
وامتدت التظاهرات، التي تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالتعامل معها بحزم، إلى معظم محافظات إيران البالغ عددها 31 محافظة، ما جعل مراقبين يعتبرون أنها تشكل أخطر اختبار لسلطة الدولة المتشددة منذ أكثر من 13 سنة.
وأعادت مظاهرات إيران الحالية للأذهان صورًا لمظاهرة مناهضة للنظام عام 2009، عُرفت بالثورة الخضراء، أعقبت انتخابات رئاسية مثيرة للجدل، وكانت آخر مرة يواجه فيها المواطنون قوات الأمن على نطاق واسع.
مفاجأة النظام
ونقل موقع "إيران واير" الذي -يديره صحفيون إيرانيون مغتربون وآخرون من الداخل الإيراني- عن مسؤول أمني سابق -لا يزال يقدم المشورة لأجهزة أمن الدولة الإيرانية- قوله: إن انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران قد فاجأ النظام.
وقال المسؤول السابق -الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية- إن قادة الحرس الثوري الإيراني يتهمون الشرطة والجيش والمخابرات بالإهمال، ويعتزمون إنهاء الاحتجاجات بعنف بأمر مباشر من خامنئي.
وقال المصدر إنه سمع من مسؤول في الحرس الثوري الإيراني أن خامنئي قال: إنه ينبغي أن لا يرحموا المتظاهرين، وإنه ليس من المنطقي أن تحرق النساء الحجاب في الشارع"، وأضاف أن خامنئي اعتبر ذلك "حربًا على الله".
وحسب الموقع الإيراني فإن "محاربة الله" جريمة بموجب قانون العقوبات الإيراني، وعقوبتها تصل لحد الموت.
كما أكد المسؤول السابق أن الحكومة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني قلقان بشأن الأوضاع في المناطق الكردية، حيث حذر "الحرس الثوري" حكومة كردستان العراق من التعاون مع الجماعات الكردية الإيرانية المتمركزة في منطقتهم.
وأضاف المصدر -حسب إيران واير- أن العديد من مسؤولي المخابرات السابقين والحاليين في إيران ينتقدون تعامل السلطات مع المتظاهرين ومطالبهم، وبالأخص خامنئي البالغ من العمر 83 عامًا.
وقال إنهم -أي مسؤولي المخابرات السابقين والحاليين في إيران- يعتقدون أن خامنئي فقد الاتصال بالواقع ولم يكن براغماتيًا كما كان في السابق.
وختم المصدر قوله: "أخشى أن يرتكبوا مجزرة مثل تلك التي حدثت في مسجد جوهرداشت عندما قتل الجيش الإيراني 1600 من المتمردين الدينيين في عام 1935 بأمر من رضا شاه بهلوي".
تفاصيل مرعبة
ففي عام 2019، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ما سمتها حينها "تفاصيل مرعبة" عن الحملة التي شنها النظام الإيراني لقمع الاحتجاجات ضده، وكانت أقسى فصولها في مدينة عربية بالأحواز.
وبحسب التفاصيل، فقد ارتكب النظام الإيراني مجزرة بقتل عشرات المتظاهرين في مدينة بشمال غرب إيران، تسمى ماهشهر، أو مشعور كما يمسيها سكانها، وغالبيتهم من العرب.
وقالت الصحيفة: إنه في يوم 18 نوفمبر 2019 أرسل نظام الملالي قوات الحرس الثوري إلى المدينة لسحق التمرد المدني.
وأشارت إلى أنه عندما وصل الحرس الثوري إلى مدخل ضاحية شهرك شمران، التي تسكنها عائلات محدودة الدخل، بدأت عناصره بإطلاق الرصاص دون سابق إنذار على عشرات المحتجين الذين كانوا يغلقون تقاطع طرق، مما أدى إلى مقتل العديد منهم على الفور.
وعندما فر المتظاهرون باتجاه المدينة، لاحقتهم عناصر الحرس وتم تطويقهم، ثم فتحت عليهم النيران، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص.
وبعد ذلك -حسب الصحيفة- حمل الحرس الثوري الجثث في شاحنات ونُقلت خارج المدينة، فيما نقل السكان الجرحى إلى المستشفيات.
وفي عام 2009 شهدت إيران موجة احتجاجات عنيفة، إثر اتهامات بتزوير الانتخابات الرئاسية قتل خلالها 72 شخصًا على مدى 10 أشهر، مما يظهر أن حملات القمع تزداد قسوة بمرور الوقت.
وتمكن النظام الإيراني -حينها- من سحق الاحتجاجات بعد مرور أسبوعين على اندلاعها، أو أخفاها عن عيون العالم، عبر فرض التعتيم الإعلامي وقطع الإنترنت، الذي كان وسيلة المتظاهرين في نقل أخبار التظاهرات.
ولكن مع ذلك، فقد انتشرت التظاهرات في الأماكن التي يسكنها أفراد الطبقة العاملة وأصحاب الدخول المحدودة، مما يعني أن هذه الانتفاضة ولدت في قلب فئة يصفها النظام بأنها موالية له.
وأمام عمليات القتل الواسعة، تحدث المعارض البارز، مير حسين موسوي، الذي خسر انتخابات عام 2009، وبقي رهن الإقامة الجبرية منذ 2011.
وألقى موسوي مسؤولية جرائم قتل المتظاهرين على المرشد علي خامنئي وقارن بين قتلى التظاهرات الحالية وبين الذين قتلوا على أيدي نظام الشاه قبل ثورة الخميني عام 1979.