اتفاقيات الإمارات تنقذ جولة شولتز الخليجية وتؤمِّن طاقة برلين

المستشار الألماني حضر إلى الخليج في وقت يواجه فيه ضغوطات داخلية كبيرة ودعوات للتخلِّي عن مسار العقوبات الغربية المفروضة على موسكو من أجل بقاء إمداداتها

اتفاقيات الإمارات تنقذ جولة شولتز الخليجية وتؤمِّن طاقة برلين

السياق

نجحت جولة المستشار الألماني أولاف شولتس الخليجية في التخفيف من آثار الحرب الأوكرانية على بلاده، ومواجهة شحّ الغاز والطاقة الذي تعاني منه برلين عبر زيارة   الإمارات العربية المتحدة، بعد توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية جديدة في مجال تسريع أمن الطاقة والنمو الصناعي تهدف لتسريع تنفيذ المشاريع ذات الاهتمام المشترك بين الدولتين.

المستشار الألماني حضر إلى الخليج في وقت يواجه فيه ضغوطات داخلية كبيرة ودعوات للتخلِّي عن مسار العقوبات الغربية المفروضة على موسكو من أجل بقاء إمداداتها، وهو ما صعَّب مهمة شولتس في الخليج وجعلها أشبه بمحاربة الزمن للحصول على مُورِّدين جدد لتعويض شحنات الغاز الروسي، وهو ما يبدو أنه نجح فيه.
ووقعت شركة أبو ظبي الإماراتية للنفط "أدنوك" اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال لشركة آر دبليو إي الألمانية، بموجبها تصدر أول شحنة غاز طبيعي مسال إلى ألمانيا وتسلمها في أواخر العام الجاري لاستخدامها في التشغيل التجريبي لمحطة استيراد الغاز الطبيعي العائمة في مدينة برونسبوتل الألمانية، مع تخصيص شحنات إضافية من الغاز الطبيعي المسال للشركات الألمانية التي يتم تسليمها في عام 2023.

 

كمية مماثلة لروسيا

وأوضحت شركة آر.دبليو.إي في بيان منفصل أن الشحنة التي ستسلمها أدنوك هذا العام تبلغ 137 ألف متر مكعب، وهي لا تقل عن الكمية التي ضخَّتها روسيا إلى ألمانيا عبر خط أنابيب نوردستريم 1 في فبراير الماضي قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأشارت الشركة الألمانية إلى أنَّ إمدادات الغاز الإماراتية تمثل ركيزة مهمة في تشكيل بُنَى تحتية لإمدادات الغاز الطبيعي المسال في ألمانيا وتوفير إمدادات غاز أكثر تنوعًا.

وفي وقت سابق الأحد، أكد المستشار الألماني عزم بلاده تنويع مواردها من الطاقة وألا تكون رهينة لمُورِّد واحدٍ مرة أخرى، مضيفا: "حقيقة أننا مرتبطون بمورّد واحد وبقراراته لن تتكرر معنا بالتأكيد مرة أخرى، وذلك في إشارة إلى روسيا التي كانت تمد ألمانيا بـ 55 % من احتياجاتها".

وأشار إلى أن بلاد ستحاول تنويع موارد الطاقة بطريقة منطقية وهي التركيز على المناطق التي تتيح لنا ضمان إمدادات الطاقة.

 

إعادة تشكيل قوى الطاقة

وأعلنت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" اتفاق أدنوك وشركة "ويهلم هوير جي إم بي إتش" على توريد الأولى ما يصل إلى 250 ألف طن شهريًا من وقود الديزل خلال عام 2023.

وأشارت الوكالة إلى اتفاق الدولتين على استكشاف المزيد من الفرص لتسريع النمو وتعزيز التعاون في جميع مجالات سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجية.

وأوضحت أنَّ شركة مصدر الإماراتية ستكثف جهودها لاستكشاف الفرص المتاحة في أسواق طاقة الرياح في شمال أوروبا وبحر البلطيق في ألمانيا لإنتاج ما يصل إلى 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ووفقًا لمجلة الإيكونيميست فإنَّ العقوبات المفروضة على روسيا تعيد تشكيل قوى موردين الطاقة من جديد، إذ يتوقع الخبراء تشكل الصادرات الخليجية من النفط والغاز 20 % من الواردات الأوروبية خلال الفترة القادمة بدلًا من 10 % فقط، ولا سيما مع توجيه الإنتاج الروسي حاليًا نحو الشرق.

وتعتبر محطة الإمارات العربية المتحدة الناجحة بشكل فعلي لشولتس بعد زيارتين للسعودية وقطر ناقش خلالهما تعميق التعاون المشترك في ملف الطاقة لكن دون إبرام أي اتفاقات.