قادة 3 دول أوروبية إلى أوكرانيا... ما أسباب ودلالات الزيارة؟

يخطط المستشار شولتز للذهاب إلى كييف قبل قمة مجموعة السبع نهاية يونيو الجاري، مشيرًا إلى أن الرحلة المشتركة تدل على الوحدة الأوروبية في دعم أوكرانيا.

قادة 3 دول أوروبية إلى أوكرانيا... ما أسباب ودلالات الزيارة؟

السياق

رغم مررو قرابة 4 أشهر على الحرب الأوكرانية الروسية، فإنها لم تضع أوزارها، كاشفة عن سيناريوهات عدة، قد تؤجل حسمها إلى وقت آخر.

وبينما يحاول قادة دول عدة تسريع خطى المفاوضات، وتقديم حلول من شأنها وضع البلد الأوراسي على طريق الحل «الشائك»، كشفت الساعات الماضية عن مساعٍ أوروبية، لضم أوكرانيا إلى تكتل القارة العجوز، بعد أن قدمت كييف طلب العضوية في مارس الماضي.

وبينما من المتوقع أن تنشر المفوضية الأوروبية تقييمها بشأن ما إذا كان ينبغي منح البلاد وضع المرشح يوم الجمعة المقبل، قالت صحيفة بيلد الألمانية، إن المستشار أولاف شولتز يخطط للقيام برحلة إلى كييف نهاية يونيو الجاري.

إلا أن صحيفة «بيلد إم سونتاج» الألمانية، قالت إن رحلة المستشار الألماني أولاف شولتز إلى كييف، ستكون مشتركة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي.

 

الوحدة الأوروبية

ووفقًا للتقرير، يخطط المستشار شولتز للذهاب إلى كييف قبل قمة مجموعة السبع نهاية يونيو الجاري، مشيرًا إلى أن الرحلة المشتركة تدل على الوحدة الأوروبية في دعم أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن باريس وبرلين كانتا تتفاوضان بشأن زيارة مشتركة إلى كييف قبل وقت طويل، مؤكدة أن ماكرون كان ينوي إتمام الزيارة بعد الانتهاء من الانتخابات التشريعية الفرنسية التي بدأت الأحد وتنتهي في 19 يونيو الجاري.

إلا أن ضم رئيس الوزراء الإيطالي إلى الزيارة المرتقبة كطرف ثالث، كان اقتراحًا فرنسيًا، لإيصال رسالة تؤكد أن هناك وحدة أوروبية في القضية الأوكرانية.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية في تصريحات لوكالة رويترز: «لسنا قادرين على تأكيد ذلك»، بينما رفض قصر الإليزيه تأكيد هذه المعلومات، واعتذرت الحكومة الإيطالية عن عدم التعليق.

 

حوار وانتقادات

ولم يذهب أي من القادة الثلاثة إلى كييف، منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير الماضي، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعى إلى الحفاظ على الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بدء الحرب.

لكن موقفه تعرض لانتقادات من بعض الشركاء وفي دول البلطيق، لأنهم يرون أنه يقوِّض الجهود المبذولة لدفع بوتين إلى طاولة المفاوضات.

تأتي تلك التطورات، بعد ساعات من تصريحات لمسؤول في الرئاسة الفرنسية، قال إن بلاده غير مستعدة لتقديم تنازلات لروسيا، مشيرًا إلى أن باريس تريد أن تنتصر أوكرانيا في الحرب ضد القوات الروسية، وأن تستعيد وحدتها الإقليمية.

وحينما سُئل المسؤول الفرنسي عن تصريحات ماكرون المتعلقة بالإهانة، أضاف: "كما قال الرئيس، نحن نريد نصرًا لأوكرانيا، نحن نريد اسستعادة الوحدة الإقليمية لأوكرانيا".

وتعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات من أوكرانيا وحلفائها في أوروبا الشرقية، بعد مقابلات نُشرت السبت الماضي، تضمنت قوله إنه من المهم تجنُّب "إهانة" روسيا ليكون هناك حل دبلوماسي عندما ينتهي القتال.

المسؤول الفرنسي أضاف: «ليس هناك روح تنازل تجاه بوتين أو روسيا في الكلام الذي يقوله الرئيس، عندما يتحدث إليه مباشرة فإن هذه ليست مساومة، بل ليقول كيف نرى الأشياء».

المسؤول قال مدافعًا عن موقف ماكرون، إنه يتعين أن يكون هناك حل للحرب عن طريق المفاوضات، مشيرًا إلى أن باريس من كبار مؤيدي العقوبات، وأنها قدمت دعمًا عسكريًا قويًا لأوكرانيا.

 

انضمام أوكرانيا إلى أوروبا

عادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى كييف –السبت- للاجتماع بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، وسط محاولات من الاتحاد الأوروبي لتقييم محاولة أوكرانيا، لبدء العملية والانضمام في النهاية إلى الكتلة.

وقدمت أوكرانيا طلب العضوية في الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، ومن المتوقع أن تنشر المفوضية الأوروبية تقييمها بشأن ما إذا كان ينبغي منح البلاد وضع المرشح يوم الجمعة المقبل.

وقالت فون دير لاين عبر "تويتر": «سأقيم مع الرئيس زيلينسكي العمل المشترك المطلوب لإعادة الإعمار والتقدم الذي أحرزته أوكرانيا على طريقها الأوروبي»، إلا أنها لم تقدم أي وعود في ما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وأضافت: «لقد فعلتم الكثير في تعزيز سيادة القانون، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى تنفيذ إصلاحات لمحاربة الفساد على سبيل المثال، أو لتحديث هذه الإدارة التي تعمل بشكل جيد، للمساعدة في جذب المستثمرين».

وقال زيلينسكي إن الرد الإيجابي من الاتحاد الأوروبي على طلب بلاده للحصول على العضوية، سيكون لحظة تاريخية لأوروبا، مشيرًا إلى أنه سيكون «ردًا إيجابيًا على سؤال ما إذا كان للمشروع الأوروبي مستقبل على الإطلاق».

وأضاف زيلينسكي أن الشعب الأوكراني "قدم بالفعل مساهمة كبيرة في الدفاع عن الحرية المشتركة".