بعد صراع مع المرض.. هشام سليم يرفع الراية البيضاء
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ كثيرة للفنان الراحل وهو في مراحل عمرية مختلفة تظهر أدواره الفنية على مدى عقود والتي رغم قِلّتها إلا أنها علقت في وجدان الشعب المصري والعربي

السياق
حالة من النوستالجيا أسَرَت جموع المصريين صباح اليوم، بمعرفتهم خبر رحيل الفنان القدير هشام سليم 64 عاما، بعد صراع مرير مع المرض.. توالت الكلمات الناعية وتنوعت؛ كلٌّ يرثي الراحل بطريقته، مواقف كثيرة كتبها فنانون وصحفيون ومواطنون عرفوا الرجل عن قرب تُظْهِر إلى أي مدى كان دَمِثَ الخلق وديع القلب غير متكلِّف.
فيما اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ كثيرة للفنان الراحل وهو في مراحل عمرية مختلفة تظهر أدواره الفنية على مدى عقود والتي رغم قِلّتها إلا أنها علقت في وجدان الشعب المصري والعربي.
فهو المراهق الوسيم في «إمبراطورية ميم» برفقة الفنانة القديرة فاتن حمامة، والشاب الذي قدمه يوسف شاهين كـ"وجه المستقبل" في «عودة الابن الضال»، ولا يخفى على أحد دوره في مسلسل «ليالي الحلمية»، ولا دوره الثري في فيلم "الناظر“، ولا محاولاته الصلدة لتحدِّيه الفساد في «الراية البيضاء» .
ليستسلم اليوم ويرفع الراية البيضاء للمرض الذي قاومه شهورًا عديدة، راحلًا في صمت وهدوءٍ كما كان دائمًا بحضوره الخفيف الممتع والمبهج.
الخطيب لن يحضر عزاءه
هشام سليم سليل إحدى العائلات المصرية العريقة؛ فهو نجل صالح سليم، رجل النادي الأهلي الأشهر وأحد أعمدته ويعتبره ملايين من الكرويين "عراب الأهلي" الذي يعد مِن أشهر مَن تولوا رئاسة النادي.
وكان لسليم الابن موقف غير مؤيد لمحمود الخطيب، لاعب الكرة الشهير ورئيس النادي الأهلي الحالي؛ إذ طالما انتقده بسبب عدم وجود خبرات إدارية سابقة له، وكذلك وقوف الخطيب مع معارضي والده في انتخابات رئاسة النادي في وقت سابق.
في حين رفض هشام سليم الانضمام لقائمة محمود طاهر المنافسة لمحمود الخطيب في انتخاباته الأولى على رئاسة النادي.
إلى ذلك نعى الخطيب الراحل وكلف وفدًا من الأهلي بالمشاركة في تشييع جثمان الفنان وتقديم واجب العزاء للعائلة واعتذاره عن عدم الحضور بشخصه؛ لظروف صحية ووجوده خارج البلاد.
نور ونورا
من أكثر القضايا جدلا في حياة هشام سليم هو عملية العبور الجندري لابنه نور، والتي كشف عنها لأول مرة في مايو 2020.
وذلك عبر برنامج تلفزيوني تحدث فيه عن عملية عبور جنسي لابنته "نورا"، والتي تحولت إلى ذكر يحمل اسم "نور".
ووصف سليم قرار ابنه بالشجاع والجريء، مؤكدا أنه كان يشك بالأمر دائما.
وهو ما اعتبره كثيرون موقفا شجاعا ونادرا أن يُفْصَح عنه في المجتمع المصري.
ماجدة الرومي
توالت الكتابات التي تنعى وترثي الفقيد وكان أبرزها ما دونته الفنانة والمطربة اللبنانية ماجدة الرومي -سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وسفيرة لدى منظمة الفاو- حول وفاة الراحل بمرض السرطان.
وفي منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي كتبت الرومي -والتي شاركت كممثلة ومغنية بجانب سليم في فيلم عودة الابن الضال-: "یا هشام الزمن الجميل.. كم أوجعت قلبي اليوم، برحيلك المبكر.. بالأمس فقط كنا وكان يوسف شاهين وكان "عودة الابن الضال".. يذرعني وإياك أمل ندي على دروب الحياة، فكيف حدث وانقلب بنا الدهر هكذا فأضحى الألم مع الأيام يطوي آلاما والخوف يطوي مخاوف؟ "عودة الابن الضال" الذي عشته أنا واقعا مريرا في سلسلة حروب لبنان الفتاكة ونسخة طبق الأصل من هذا الفيلم الجميل.. عشته أنت نضالا لحياة أفضل وفن أجمل وعائلة أكثر تماسكا... یا زميلي وصديقي لا كلام أجده معبرا بما يكفي عن حزني اليوم، وأتساءل في صمت، أمضيت أنت أم مضى الزمن الجميل الذي عشناه ومعه ضحكاتنا وقهقهاتنا البريئة؟ أرحلت أنت أم رحل إلى الأبد معك بعض من قلبي الطفولي؟! أيجب أن أترحم عليك وأنت، یا زميلي وصديقي، في حضن الرب؟ أم أترحم على من تحرقه دموعه عليك اليوم"؟
وأضافت: "هشام، يا أيها العزيز الغالي غلاوة العمر، الساكن أضلع القلب منذ ذاك الزمن الجميل زمن الخالد يوسف شاهين ... حتى نلتقي على دروب السماء تفضل بقبول محبتي الصادقة ودمعتي الموجعة. وليتفضل أهلك الأكارم وكل قلب يحترق على رحيلك اليوم بقبول عزائي الآتي إليهم من أعماق فؤادي... ببالغ التأثر.. ماجدة الرومي".
وكتبت الفنانة يسرا وهي زوجة أخ الراحل: "أخويا و حبيبي وصديق عمري والسند وأخو زوجي خالد صالح سليم في ذمة الله، إنا لله و إنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله".
والفنان المصري القدير صلاح عبدالله كتب ناعيًا "الموت علينا حق والحزن الشديد لرحيلك حق والآن لا نملك يا حبيبي غير الدعاء بدموع القلب بأن يستقبلك الحق بعفوه وكرمه ورحمته وأن يجعل معاناتك في ميزان حسناتك ويرزقك نعيمه الخالد، يا من استقبلت قدرك بكل الرضا بقضائه وتحملت الألم الشديد بالصبر والإيمان وابتسامتك الرائعة التي لم تفارق وجهك ولا صوتك أرجوكم الفاتحة والدعاء للرائع إنسانيا وفنيا هشام سليم".
بالإضافة إلى الكثير من نجوم الفن والرياضة والسياسة والإعلام.