هجمات داعش في العراق وسوريا.. هل تنذر بعودة التنظيم الإرهابي؟
هجوم العراق، الذي أسفر عن مقتل 11 جنديًا، يأتي بالتزامن مع إعلان محافظة الرقة، أن مسلحين مجهولين هاجموا حاجزًا لقوات سوريا الديمقراطية بالقرب من دوار الدلة، إضافة إلى منطقة الحديقة البيضاء في مدينة الرقة، بمسدسات مزودة بكواتم صوت، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 بجروح.

السياق
هجومان متزامنان لتنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، وُصفا بـ«الأعنف»، كشفا هشاشة الوضع الأمني في البلدين، وأطلقا صافرة الإنذار، من احتمال عودة التنظيم، ما يستدعي إجراءات عاجلة، لدحر المشروع «الإرهابي»، قبل إعادة إحيائه.
وأعلن محافظ ديالى مثنى التميمي، مقتل 11 جندياً بينهم ضابط في العظيم، وهي المنطقة الفاصلة مع حدود محافظة صلاح الدين، مؤكدًا أن الهجوم نفذه تنظيم داعش الإرهابي على أفراد من الفرقة الأولى في المنطقة.
محافظ ديالي، أرجع الهجوم، إلى ما وصفه بـ«إهمال» المقاتلين في تنفيذ الواجب، «لأن المقر محصن، وفيه كاميرات حرارية، ونواظير ليلية، وأيضاً هناك برج مراقبة كونكريتي».
ورغم أنه قال إن قائد الفرقة الأولى على مستوى عال من المسؤولية، فإنه قال إن «الإرهابيين استغلوا برودة الطقس وإهمالاً في الالتزام بتنفيذ الواجبات، ونفذوا جريمتهم، ثم انسحبوا إلى صلاح الدين»، مشيرًا إلى أن المحافظة تطالب بضرورة التصدي لتسلل الإرهابيين من محافظة صلاح الدين إلى ديالي، ووضع حد لمساحة 65 كيلومتراً من الحدود بين المحافظتين لمنع تسلل الإرهابيين.
وأشار إلى أن العراقيين يخوضون حرباً عالمية ضد الإرهاب، ما يحتاج لتسخير إمكانات وزارة الدفاع للقضايا الفنية، وإنشاء منظومة فنية من كاميرات، ونواظير ليلية، وسواتر لتحصين الحدود الفاصلة مع محافظة صلاح الدين، متعهدًا بتنفيذ عمليات مضادة ضد العصابات الإرهابية.
فتح تحقيق
من جانبها، أعلنت قيادة عمليات ديالى، فتح تحقيق في مقتل 11 جندياً، مشيرة إلى أن تحقيقًا داخليًا يفتح من القيادات العسكرية، حال وقوع أي هجوم مماثل.
وفي سياق متصل، طمأنت قيادة عمليات غرب نينوى، المواطنين، قائلة، إن «الإرهابيين الهاربين من السجون السورية، لا قدرة لهم على تجاوز حدودنا»، مشيرة إلى أن الحدود مع سوريا مؤمنة، من خلال جاهزية القوات الأمنية، في منع تسلل الإرهابيين من سوريا.
وأكد قائد عمليات غرب نينوى، اللواء الركن جبار الطائي، أن هناك استعدادًا لصد أي حالة تسلل، خصوصاً في ظل تعاون المدنيين في مناطق المسؤولية، مشيرًا إلى أن الحدود الإدارية الممتدة على نحو 266 كيلومتراً لمحافظة نينوى مؤمنة، ولم تشهد وضعاً مستقراً كالوضع الحالي.
هجوم سوريا
هجوم العراق، الذي أسفر عن مقتل 11 جنديًا، يأتي بالتزامن مع إعلان محافظة الرقة، أن مسلحين مجهولين هاجموا حاجزًا لقوات سوريا الديمقراطية بالقرب من دوار الدلة، إضافة إلى منطقة الحديقة البيضاء في مدينة الرقة، بمسدسات مزودة بكواتم صوت، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 بجروح.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ذلك الهجوم، يأتي في ظل الانفلات الأمني ونشاط خلايا تنظيم داعش، في مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية.
وأكد المرصد السوري، أن الهجوم الأخير رفع عدد الخسائر البشرية ممن اغتيلوا منذ يونيو 2018 إلى 861 شخصًا، ضمن 4 محافظات، هي: حلب ودير الزور والرقة والحسكة، إضافة إلى منطقة منبج شمالي شرق محافظة حلب، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ورصد المرصد السوري اغتيال خلايا مسلحة لـ321 مدنياً، بينهم 20 طفلًا و20 مواطنة في دير الزور والحسكة والرقة ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 536 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية، بينهم قادة محليون في المناطق ذاتها، بينما قضى 4 من التحالف الدولي.
اشتباكات عنيفة
وفي سياق متصل، كشفت مصادر المرصد بمحافظة الحسكة، استمرار الاشتباكات العنيفة داخل سجن غويران بالحسكة، بين قوى الأمن الداخلي وقوات مكافحة الإرهاب وحراس السجن من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، بعد أن تمكن سجناء التنظيم من السيطرة على معظم السجن، بعد سيطرته على أسلحة وذخائر الحراس.
وأوضح المرصد السوري، أن القوى العسكرية تحاول استعادة زمام الأمور، مشيرًا إلى أن ذلك الهجوم هو «الأعنف» للتنظيم منذ إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان.
ووثق المرصد السوري مزيداً من الخسائر البشرية، بإعلان ارتفاع تعداد قتلى الأسايش وحراس السجن إلى 18، ممن قضوا جميعاً بالأحداث التي تشهدها المنطقة هناك، وسط معلومات عن قتلى آخرين.
ويضم سجن غويران نحو 3500 سجين من رجال وقيادات تنظيم داعش، بحسب المرصد السوري الذي أكد مقتل 6 من التنظيم الإرهابي ومدني واحد على الأقل، في أعمال العنف التي تشهدها منطقة سجن غويران بالحسكة.
وتمكنت القوى العسكرية المحلية، من إلقاء القبض على اثنين من 5 من تنظيم داعش، فروا من سجن غويران مستغلين الأحداث الجارية هناك، بينما لايزال مصير البقية مجهولًا حتى اللحظة.
فراغ أمني
وبحسب مراقبين، فإن تنظيم داعش الإرهابي، يحاول من تلك الأعمال الإرهابية المتزامنة، إثبات أنه على الساحة، مشيرين إلى أن التنظيم يسعى لاستغلال الفراغ الأمني في المناطق التي كان يسيطر عليها، للعودة مجددًا.
وبينما تفكك تنظيم داعش إلى حد كبير إقليمياً، بعد التدخل العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كشفت واشنطن عن اجتماع عقدته الشهر الماضي، لكبار الممثلين الدبلوماسيين من المجموعة المصغرة للتحالف العالمي لهزيمة داعش في بروكسل.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص بالإنابة للتحالف الدولي جون غودفري، إن التحالف سيركز جهوده على منع عودة ظهور داعش في العراق وسوريا، معربًا عن دعمه المستمر للاستفادة من جهود التحالف ضد تهديدات داعش المتزايدة في أماكن أخرى، مع التركيز على الجماعات التابعة لداعش في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي أفغانستان.
وأعلن نائب المدير السياسي الإيطالي لوكا فرانشيتي باردو والمبعوث الخاص غودفري، التزام التحالف بحملة هزيمة داعش إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية والقوى الشريكة الأخرى، التي تواصل التصدي للتهديد الذي يشكله التنظيم.
وأكد التزام التحالف بتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية، في المناطق المحررة من داعش، ومعالجة التحديات الأمنية الخطيرة لمقاتلي داعش المحتجزين شمالي شرق سوريا، وأفراد عائلاتهم في مخيمات النازحين.
إرادة دولية
وشدد على أن التحالف لا يزال متحداً ومصمماً على هزيمة تنظيم داعش أينما كان، وتقديم المسؤولين عن انتهاكاته إلى العدالة.
الاجتماع الذي كشفت عنه أمريكا، كشف بصورة غير مباشرة أن تنظيم داعش، لا يزال على الساحة، بل إن التخوفات من عودته إلى سالف عهده، قائمة.
وحذرت تقارير أمريكية من شن تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، ضربات «إرهابية» ضد واشنطن والغرب، في أقرب وقت، بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
وقال ثالث أعلى مسؤول في البنتاغون للمشرعين الأمريكييين، إن أحدث المعلومات الاستخباراتية، تشير إلى أن تنظيم داعش في خراسان، المعروف باسم «داعش خراسان»، يسير في مسار أسرع، لتجديد الضربات الخارجية، رغم أن نشطاء القاعدة «الإرهابيين» ليسوا بعيدين عن الركب.