زيارة محمد بن زايد إلى عُمان.. يومان من الاحتفاء الاستثنائي يُتوجان بـ16 اتفاقية

وقّعت الإمارات العربية المتحدة ودولة سلطنة عُمان، اليوم الأربعاء، بقصر العلم العامر على 16 اتفاقيةً ومذكرات تفاهم في مجال الطاقة، والتعاون حول النقل والمواصلات واللوجستيات، ومجال النقل البحري، والتعاون والاستثمار في مجالات الصناعة.

زيارة محمد بن زايد إلى عُمان.. يومان من الاحتفاء الاستثنائي يُتوجان بـ16 اتفاقية

السياق

بعد مراسم استقبال استثنائية لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى وصوله مساء الثلاثاء إلى سلطنة عمان، في زيارة دولة تستمر يومين، تُوِّجَت بتوقيع 16 اتفاقية، تدعم أواصر التقارب الشعبي والرسمي بين البلدين.

فالبلدان الجاران جغرافيًّا، والمتقاربان شعبيًّا ورسميًّا، وقّعا على هامش زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان، اتفاقيات على مستويات عدة، توطِّد من علاقة البلدين اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وستسهم في تحقيق التنمية المستدامة على المستويات كافة، فضلًا عن تقديمها نمطًا جديدًا للنقل البيني الذي يعزّز التبادل التجاري والنمو الاقتصادي.

فماذا نعرف عن تلك الاتفاقيات؟

وقّعت سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، بقصر العلم العامر على 16 اتفاقيةً ومذكرات تفاهم في مجال الطاقة، والتعاون حول النقل والمواصلات واللوجستيات، ومجال النقل البحري، والتعاون والاستثمار في مجالات الصناعة.

وُقِّعت في مجال التعاون بين شركة قطارات عُمان وشركة الاتحاد للقطارات، وبين المجموعة العمانية للاتصالات وتقنية المعلومات «مجموعة الذكاء»، وبورصة مسقط وسوق أبوظبي للأوراق المالية، وتداول شركات الوساطة عن بُعْد من خلال التداول الإلكتروني (منصة تبادل)، وعمليات الإدراج المزدوج للأوراق المالية، والتعاون بين شركة مسقط للمقاصة والإيداع وشركة سوق أبوظبي للأوراق المالية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وعمليات الإدراج المزدوج للأوراق المالية.

كما وقّعت الاتفاقيات في المجال الثقافي والشبابي، والثروة الزراعية والحيوانية والسمكية وسلامة الغذاء، والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتدريب المهني، والأخبار وتبادل المعلومات، وتبادل المعلومات المتعلقة بغسل الأموال والجرائم الأصلية المرتبطة بها وتمويل الإرهاب.

وشملت الاتفاقيات –كذلك- تأسيس شركة مشتركة بين «قطارات عُمان» و«الاتحاد للقطارات» باستثمارات تبلغ نحو مليار و160 مليون ريال عُماني، لتنفيذ وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية.

ومن المقرَّر أن يعمل مسار شبكة السكك الحديدية بين ولاية صحار وإمارة أبوظبي -والممتد لمسافة 303 كيلومترات- على تبنّي أعلى معايير الأمان والسلامة والبيئة العالمية لتقديم خدمات آمنة وسريعة لنقل الركاب وشحن البضائع.

وستصل سرعة قطار الركاب إلى 200 كيلومتر في الساعة، ليقطع المسافة بين صحار وأبوظبي في 147 دقيقةً، بينما تصل سرعة قطار البضائع إلى 120 كيلومترًا في الساعة.

الشيخ محمد بن زايد في عمان.. تحديات مشتركة ورؤى موحدة وتاريخ ممتد

دعم الاقتصاد الوطني

من جانبه، قال المهندس عبد الرحمن بن سالم الحاتمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد، إنَّ مشروع سكك الحديد المشترك بين البلدين سيعود بالفوائد الإستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية كدعم وتنويع الاقتصاد الوطني، وربط المراكز السكانية والصناعية بين البلدين، وتطوير البنية الأساسية وتقوية الترابط الاجتماعي والأسري، وتعزيز وتنظيم قطاع الخدمات اللوجستية، ورفع أداء قطاع الخدمات السياحية.

بدوره، قال المهندس شادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، إن الاتفاقية ترسم خارطة طريق إستراتيجية لمشروع مستدام سيسهم في تعزيز العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان، وتقوم بدور محوري في تسهيل التجارة على الصعيدين المحلي والإقليمي من خلال ربط شبكة السكك الحديدية الإماراتية بميناء صُحار.

وفي سياق متصل، قال المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في عُمان، إنَّ مشروع سكة الحديد الرابط بين السلطنة ودولة الإمارات يعدّ تتويجًا للأهداف الإستراتيجية المشتركة بين البلدين الشقيقين؛ نظرًا لارتباطه بين ميناء صحار والمنطقة الحرة مرورًا بالمناطق الصناعية والاقتصادية في دولة الإمارات.

الوزير العماني أكد أن المشروع سيسهم في تحقيق التنمية المستدامة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية كافة، وسيقدم نمطًا جديدًا للنقل البيني الذي يعزّز التبادل التجاري والنمو الاقتصادي، «بما تتميز به سكك الحديد من القدرة والكفاءة على نقل كميات ضخمة من البضائع واستيعاب عدد كبير من الركاب».

5 مليارات ريال استثمارات

وبأكثر من 5 مليارات ريال عُماني، وقع جهاز الاستثمار العُماني وعدد من شركاته اتفاقيات مع الشركة القابضة الإماراتية، قال عنها عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، إنها تجسّد مساعي الجهاز وجهوده الرامية إلى جلب الاستثمارات الخارجية للقطاعات المستهدفة.

بدوره، قال محمد بن حسن السويدي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«القابضة»، إنَّ الاتفاقية مع جهاز الاستثمار العُماني تؤكد التعاون المشترك وتحفّز روح التآزر لإيجاد المزيد من الاستثمارات في العديد من القطاعات الرئيسية بسلطنة عُمان.

من جهة أخرى، عقد سلطان عمان هيثم بن طارق والشّيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الأربعاء، لقاءً أخويًّا بقصر العلم العامر، بحثا فيه مسيرة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين وأوجه التعاون الوثيق بينهما.

وزار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، المتحف الوطني في سلطنة عمان، واستمع إلى شرحٍ وافٍ عنه وما يحويه من جوانب مُهمّة من تاريخ وحضارة عُمان.

كيف احتفت عُمان بالشيخ محمد بن زايد؟

احتفاء سلطنة عمان بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان «استثنائيًا»؛ ففور دخول طائرة رئيس دولة الإمارات الأجواء العُمانية، وحتى وصولها إلى المطار السُّلطاني الخاص، رافقها سربٌ من الطائرات العسكرية ترحيبًا بزيارته.

وما إن هبطت طائرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أرض المطار السُّلطاني الخاص، حتى كان السلطان هيثم بن طارق في مقدّمة مستقبلي رئيس دولة الإمارات لدى وصوله، ليتوجها بعدها إلى القاعة الخاصة بالمطار مرورًا بين صفّين من حرس الشرف من الحرس السُّلطاني العُماني.

وبعد استراحة قصيرة غادر الموكب المقلُّ للسلطان هيثم بن طارق والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسِ دولة الإمارات، المطار السُّلطاني الخاص إلى قصر العلم العامر لإجراء مراسم الاستقبال الرسمية والشعبية.

ولدى عبور موكب القائدين بوابة مسقط؛ كانت مجموعة من الهجانة السلطانية مصطفة على جانبي الطريق للترحيب برئيس دولة الإمارات، عقب ذلك حفت فرسان الخيالة السُّلطانية وخيالة الحرس السُّلطاني العُماني الموكب الرسمي بمصاحبة الموسيقى العسكرية الراكبة حتى مبنى المتحف الوطني.

وما إن وصل الموكب الرسمي إلى الساحة الخارجية لمدخل قصر العلم العامر، حتى كان هناك حفل استقبال شعبيّ في انتظار القائدين شارك فيه أكثر من 600 مواطن ومواطنة، فيما اصطفت مجموعات من فرق الفنون الشعبية المشتركة ومجموعة من فرق فن العيالة مردّدة العبارات الترحيبية بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

ولدى وصول موكب القائدين إلى الساحة الداخلية لقصر العلم العامرِ، عزفت موسيقى الحرس السُّلطاني العُماني «المقطوعة المنتظرة» ونُفخت الأبواق، ليصطحب بعدها السلطان هيثم بن طارق، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى منصة الشرف، حيث عُزف السّلام الوطني لدولة الإمارات وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيَّةً لرئيس دولة الإمارات.

تبادل الأوسمة

وبعد الترحيب الرسمي والشعبي برئيس دولة الإمارات، تبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسلطان هيثم بن طارق، بقصر العلم، الأوسمة والهدايا التذكارية.

ومنح السلطان هيثم بن طارق، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أرفع وسامٍ عُماني «وسام آل سعيد» تقديرًا لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة واعتزازًا بعمق الروابط الأخوية المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.

فيما منح الشيخ محمد بن زايد، السلطان هيثم بن طارق، «وسام زايد» والذي يُعدّ أرفع الأوسمة الإماراتية تقديرًا منه لسلطان عُمان، وتعبيرًا عما يجمع البلدين والشعبين من أواصر أخوة ووشائج قربى.

كما قدم السلطان هيثم بن طارق، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هديةً تذكاريةً عبارة عن سيف عُماني، فيما قدَّم رئيس دولة الإمارات هديةً تذكاريةً لسلطان عمان عبارة عن مجسّم لجامع الشيخ زايد الكبير.

بعدها عقد القائدان جلسةَ مباحثات رسميّة بقصر العلم العامر، استعرضا خلالها العلاقات الأخوية بين البلدين وسُبُل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة بما يخدم مصالح الشعبين ويحقق تطلعاتهما المشتركة، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة ومُجمل التطورات الإقليمية والدولية والأمور ذات الاهتمام المُتبادل.