ماذا نعرف عن عاموس هوشستين مهندس محادثات الحدود البحرية الإسرائيلية-اللبنانية؟

هوشستين وُلد في إسرائيل وخدم في الجيش الإسرائيلي قبل أن ينتقل إلى واشنطن

ماذا نعرف عن عاموس هوشستين مهندس محادثات الحدود البحرية الإسرائيلية-اللبنانية؟
عاموس هوشستين

ترجمات - السياق

رأت جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن محادثات الحدود البحرية الإسرائيلية- اللبنانية باتت تشهد تقدمًا بفضل تحركات كبير مستشاري البيت الأبيض لأمن الطاقة عاموس هوشستين، مشيرة إلى أنه اختير ضمن قائمة أكثر 50 يهوديًا تأثيرًا في عام 2022.

وبيَّنت أن هوشستين يحمل واحدة من أكثر المحافظ تحديًّا في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وهو ملف الطاقة، لافتة إلى أنه بصفته مبعوثًا للطاقة، كان يسافر كثيرًا إلى إسرائيل ولبنان خلال العام الماضي، في محاولة للتوسط بين البلدين لحل نزاعهما الطويل الأمد حول ترسيم حدودهما في البحر الأبيض المتوسط، قبل الضخ الإسرائيلي المرتقب من حقل غاز كاريش.

ويقع حقل كاريش للنفط والغاز الطبيعي، المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، على بُعد 100 كيلومتر من الساحل الإسرائيلي على البحر الأبيض المتوسط، وحوالي 75 كيلومترًا من ساحل حيفا، وقد تم اكتشاف الحقل في يوليو 2013، وتقدر احتياطياته المؤكدة من الغاز بنحو 1.3 تريليون قدم مكعب.

كانت وزارة الطاقة الإسرائيلية، أعلنت في 16 سبتمبر الجاري، أنها تستعد لإجراء اختبارات على حقل غاز كاريش، قبل ربطه بشبكة الغاز الإسرائيلية، بالتزامن مع تأكيد شركة "إنرجيان إسرائيل" أن مشروعها الرئيس كاريش، في طريقها لبدء الإنتاج في غضون أسابيع قليلة.

مهارة

وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن مهمة هوشستين الدقيقة- التوسط في محادثات الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية- تطلبت منه أن يتنقل بمهارة في الوضع الجيوسياسي الإقليمي من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي، وذلك على الرغم من تهديد حزب الله اللبناني بوقف هذه المحادثات، ومهاجمة منشآت الغاز الطبيعي الإسرائيلية.

وقال زعيم حزب الله  حسن نصر الله في منتصف سبتمبر الجاري: "لسنا جزءًا من المفاوضات، وأعيننا كلها على كاريش وصواريخنا أيضًا".

وأوضحت الصحيفة، أن ترسيم الحدود البحرية المشتركة سيساعد في تحديد موارد النفط والغاز التي تنتمي إلى أي دولة ويُمهد الطريق لمزيد من الاستكشافات.

ووفقًا لمسؤول لبناني، فإن الاتفاق النهائي حول ترسيم الحدود البحرية، بات وشيكًا، وهو ما أكده رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السبت الماضي، قائلًا: إن "تقدمًا حصل على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لكن لا تزال هناك تفاصيل ينبغي توضيحها، وبالتالي فإن الحل النهائي لم يُنجز بعد".

لماذا؟

وحول السبب وراء إقدام لبنان على إنهاء اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل، بيّنت جيروزاليم بوست أن هوشستين كان قد أوضح خلال مقابلة العام الماضي مع قناة (إل بي سي آي) اللبنانية، هذا السبب قائلًا: "سوق الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط تحول من لا شيء إلى كل شيء.. سواء في مصر أو في إسرائيل، أو قبرص واليونان وتركيا".

وأضاف: "منطقة البحر المتوسط تحولت حرفيًا من الصفر إلى القمة، وبالتالي تستعد هذه الدول لكسب استثمارات جديدة تعود عليها بمليارات الدولارات".

وفيما يتعلق بلبنان، رأى الوسيط الأمريكي، أن الاكتشافات الجديدة تمنح البلاد مزايا عديدة، خصوصًا في قطاع الكهرباء، إذ أنه بدلًا من الحصول على أربع ساعات فقط من الكهرباء يوميًا، سيتم ضخ الكهرباء على مدار اليوم، وبدلًا من دفع مبلغ باهظ من المال مقابل تلك الساعات القليلة من الكهرباء، سيحصل عليها اللبنانيون مقابل سعر زهيد للغاية.

من هو؟
وأوضحت جيروزاليم بوست، أن هوشستين وُلد في إسرائيل وخدم في الجيش الإسرائيلي قبل أن ينتقل إلى واشنطن لبدء حياته المهنية في الكابيتول هيل -مقر الكونغرس الأمريكي- والتي تضمنت مناصب مستشارًا أقدم للسياسة في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ولاحقًا كمستشار في قطاع الطاقة.

وأشارت إلى أنه خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، عمل هوشستين كمبعوث خاص ومنسق لشؤون الطاقة الدولية وقاد مكتب موارد الطاقة في وزارة الخارجية، لافتة إلى أنه من خلال هذا المنصب، أشرف على السياسة الخارجية للطاقة الأمريكية العالمية.

وخلال إدارة أوباما، لعب رجل الأعمال الإسرائيلي المولد أدوارًا بالغة الأهمية في ملف الغاز في شرق المتوسط وفي مساعدة إسرائيل على الاندماج في سوق الطاقة الإقليمي، فقد كان الوسيط الرئيس في صفقة الغاز التي وُقعت بين مُشغلي حقل "تامار" للغاز وشركة البوتاس الأردنية عام 2014، وقد زار الأردن 14 مرة لتهيئة الأرضية لتوقيع الصفقة.

كما لعب الرجل دورًا محوريًا في حل الإشكال الذي نشأ بين مصر وإسرائيل على خلفية صدور حكمٍ من غرفة التجارة الدولية بجنيف عام 2015 بتغريم شركات حكومية مصرية مبلغ 1.76 مليار دولار لصالح شركات إسرائيلية بعد وقفها توريد الغاز المصري لإسرائيل، وكانت وساطته تركز على السماح لإسرائيل استخدامَ البنية التحتية المصرية في قطاع الغاز مقابل تسوية الغرامة المفروضة على القاهرة.

وفي نفس العام، طار هوشستين إلى إسرائيل لحث الساسة هناك على تذليل العقبات أمام شركة الطاقة المُشغلة لحقول الغاز بعد إصدار هيئة مكافحة الاحتكار قرارًا يقضي بتفكيك تحالف تجاري بين تلك الشركات، إذ رأت الإدارة الأمريكية القرار في حينه تهديدًا لمشروع تحويل إسرائيل إلى مركز لتصدير الطاقة في المنطقة.

وفي عهد إدارة بايدن أعيد تعيين هوشستين مستشارًا أولًا لأمن الطاقة بوزارة الخارجية، وتتركز مهماته على ملفات الطاقة بين روسيا وأوروبا وملف الغاز في شرق المتوسط.

وأفادت الصحيفة الإسرائيلية، بأن دور هوشستين لم يقتصر على إسرائيل ولبنان فقط، إذ إنه بصفته عضوًا رئيسًا في الإدارة الأمريكية، فهو يركز على محاولة كبح جماح ارتفاع أسعار الطاقة في عالم لا يزال يعتمد على النفط والغاز، وفي الوقت نفسه، لا يعيق جهود بايدن بشأن الحفاظ على المناخ.

وأشارت إلى أنه مع بدء الصراع في أوكرانيا فبراير الماضي، تزعزع استقرار سوق الطاقة عالميًا، وأدى لارتفاع سريع في الأسعار، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى زيارة المملكة العربية السعودية في يوليو الماضي، لحث الرياض على زيادة إنتاج النفط.

ولفتت إلى أن هوشستين كان أحد الأشخاص القلائل الذين حضروا اجتماع بايدن مع القادة السعوديين، بما في ذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.