لماذا يُظهر بايدن قوته تجاه روسيا وليس إيران؟

تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمثل تهديداً واضحاً للدول ذات السيادة في الكتلة السوفييتية السابقة والمصالح والقيم الأمريكية، بينما يشكل سعي المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، للهيمنة الإقليمية أيضاً تهديداً كبيراً، من خلال تدخلاته في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

لماذا يُظهر بايدن قوته تجاه روسيا وليس إيران؟

ترجمات - السياق

رأت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، أن الموقف الأمريكي الذي وصفته بـ"القوي" ضد التهديد المتزايد لروسيا للسيادة الأوكرانية، يتناقض مع السياسة الأمريكية، التي قالت إنها تبدو "غير مؤكدة" تجاه إيران.

وقالت المجلة، في تقرير: بينما تهدد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا، بعقوبات مدمرة في حال غزو موسكو لجارتها، فإن ردها على سلوك طهران "الخبيث" تمثل في التزام الصمت.

 

تدخلات إيران

وأضافت المجلة أن تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمثل تهديداً واضحاً للدول ذات السيادة في الكتلة السوفييتية السابقة والمصالح والقيم الأمريكية، بينما يشكل سعي المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، للهيمنة الإقليمية أيضاً تهديداً كبيراً، من خلال تدخلاته في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

وتابعت: "مع ذلك، فإن السياسة التي تتبعها إدارة بايدن تجاه إيران تبدو غير متسقة، وبسبب رفضها لحملة الضغط الأقصى، وسماحها بانتهاكات العقوبات الأمريكية من الصين وإيران، وسعيها الدؤوب لإحياء الاتفاق السياسي (خطة العمل الشاملة المشتركة) الذي فشل في وقف برنامج طهران النووي، فضلاً عن تقويض الخطاب القوي الذي تستخدمه الإدارة في كثير من الأحيان تجاه طهران، في المنطقة وفي فيينا، فإن إيران أصبحت أكثر عدوانية وتطلباً".

 

الخداع والفوضى

وأشارت المجلة إلى أن الحقيقة المزعجة، أن إيران تواصل استراتيجيتها الطويلة من الخداع والفوضى والعنف، التي استخدمتها لعقود، والتي لم ينجح نهج التصالح والاسترضاء في التعامل معها.

وأضافت: "حتى داخل المفاوضات، فإن هناك تضاربًا في السياسة الأمريكية بين روسيا وإيران، إذ أوضحت نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، أنه لن تكون هناك مناقشات بشأن أوكرانيا من دون كييف، ولن تكون هناك مناقشات للأمن الأوروبي من دون أوروبا، لكن هذه ليست هي الطريقة التي تجرى بها المفاوضات مع إيران، فلا تزال إسرائيل وحلفاؤنا العرب محرومين من مقعد على الطاولة، وهذا أمر خاطئ لأن تنفيذ استراتيجية ناجحة ضد انتهاكات إيران، لا يمكن أن ينجح إلا بمساعدة جيران طهران، وهم حلفاء وشركاء للولايات المتحدة، فمن خلال وجودهم فقط يمكن ضمان المساءلة والأمن".

ورأت المجلة أن تجاهل روسيا المخزي للمعايير الدولية، كما حدث في جورجيا وسوريا وأوكرانيا، يتماشى مع استهزاء إيران بالسلام وحُسن النية الدولي.

 

قتل الخصوم السياسيين

 

 وقالت المجلة إن بوتين يرغب في تغيير الحدود الدولية بالقوة، كما يأمر بتسميم أو سجن أو قتل خصومه السياسيين، كما أنه في عهده نسقت روسيا حملات التضليل في المجتمعات الحرة، وتدخلت في الانتخابات الأمريكية، وشاركت في حرب إلكترونية عدوانية، وهي الأعمال العدائية التي تقوم إيران بأمور شبيهة لها.

وأوضحت "ناشونال إنترست" أن النظام الإيراني يستهدف الأمريكيين بشكل مباشر، إذ يواصل شركاؤها ووكلائها الإرهابيون إطلاق الطائرات من دون طيار والصواريخ على الجنود الأمريكيين، في العراق وسوريا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وأشارت المجلة إلى أن طهران هددت مراراً وتكراراً، بشن عمليات إرهابية على أرض الولايات المتحدة، وكان إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قد تفاخر بشن حملة إرهابية داخل الولايات المتحدة، وفي العام الماضي، وجهت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهام لشبكة استخبارات إيرانية، بمحاولة اختطاف المنشقة الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد على أراضي الولايات المتحدة.

 

التهديد الإيراني

وقالت المجلة إن هذه الاستفزازات قوبلت من الولايات المتحدة ببيانات وعقوبات مجزأة فقط، بسبب التركيز الضيق على إحياء الاتفاقية النووية الإيرانية، التي وصفتها بـ"الفاشلة".

وأضافت المجلة، أن البعض قد يجادل بأن الولايات المتحدة، تجاوزت الحد الأقصى لما يمكنها فعله بشكل واقعي ضد إيران على عكس روسيا، التي لم تخضع للدرجة نفسها من العزلة، مشيرة إلى أن هذا الرأي غير صحيح.

وأوضحت أن عدم تطبيق الولايات المتحدة للعقوبات على إيران، لاسيما في ما يتعلق بتجارة النفط غير المشروعة مع الصين، والافتقار إلى ردع عسكري موثوق به، والقلق الظاهر من الولايات المتحدة، للبقاء على طاولة المفاوضات في فيينا، بصرف النظر عن سلوك طهران، كلها خطوات لم تنجح.

وطالبت "ناشونال إنترست" الإدارة الأمريكية، بضرورة توضيح سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران وتعزيزها، قائلة إنه كلما طال الانتظار، سيزداد التهديد الإيراني للمنطقة ولواشنطن.