اسجد للكلب... مقطع لطبيب يثير الجدل في مصر والنائب العام يتدخل

السياق

«صلِ للكلب... اضرب تعظيم سلام»، كان جزءًا من مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم، على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسبَّب في ضجة كبيرة، أدت إلى تدخل جهات عدة، للتحقيق في كواليسه.

وأمر أستاذ ورئيس قسم العظام، في كلية الطب بجامعة عين شمس عمرو خيري، ممرضًا مسنًا على السجود والاعتذار لكلبه، على مرأى من اثنين آخرين، يرتديان زي أمن إداري، ويمسك كل منهما حبلًا يقفز الممرض فوقه.

المقطع الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار غضبًا كبيرًا دفع جهات عدة إلى التدخل، وإعلان التحقيق في الواقعة، فمن إحالة نقابة الأطباء الطبيب المذكور إلى التحقيق، مرورًا بإعلان وزارة التعليم العالي، ضرورة التحقيق العاجل وكشف الملابسات، إلى دعوى قضائية جعلت القضية تأخذ بُعدًا جديدًا.

 

استياء شديد

وأعربت نقابة الأطباء عن استيائها الشديد، من محتوى الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة إحالة الطبيب صاحب الواقعة، إلى لجنة آداب المهنة بالنقابة، للتحقيق معه في ما ورد بالفيديو، على أن يتم إعلان نتيجة التحقيق فور الانتهاء منه.

بينما طالب الدكتور أسامة عبدالحي، أمين عام نقابة الأطباء، بتدخل النيابة العامة للتحقيق في المقطع المتداول، مؤكدًا ضرورة أن تكون هناك إجراءات قانونية ضد أي تصرف مماثل، لأنه غير مقبول، ويمثِّل تجاوزًا في حق العاملين بالمجال الصحي.

وأضاف المسؤول المصري: «ليس من حق الطبيب معاقبة الممرض، ولا أي شخص داخل منشأة العمل، بل هناك إجراءات إدارية وقانونية يجب اتباعها، حسب المخالفة التي ارتكبها المرؤوس، وهذا ليس أسلوبًا للتعامل ولا الإدارة، بل تجاوز إداري يستوجب المحاسبة».

 

إجراءات رسمية

وزير التعليم العالي في مصر الدكتور خالد عبدالغفار، أمر بالتحقيق في الواقعة التي تعرَّض فيها ممرض للإهانة مجبرًا من أستاذ، رئيس قسم العظام، في كلية طب عين شمس.

كما وجَّه الوزير بسرعة موافاته بتقرير لنتائج التحقيق، في الواقعة التي تتنافى مع الأعراف والتقاليد الجامعية وأخلاقيات أعضاء هيئة التدريس.

وبينما وصف النائب محمد عبدالله زين الدين، عضو مجلس النواب، الواقعة بأنها «عار على مهنة من أنبل المهن على مر التاريخ، أن يكون فيها شخص بهذا الشكل»، شدَّد على ضرورة محاسبة الطبيب على هذه الواقعة وكل من ساعده.

 

النائب العام يتدخل

وأمر النائب العام في مصر المستشار حمادة الصاوي، بالتحقيق في واقعة المقطع المتداول، الخاص بإهانة طبيب بجامعة عين شمس ممرضًا.

بينما تبرأت جامعة عين شمس، التي ينتسب إليها الطبيب، من حدوث الواقعة في أحد المستشفيات التابعة لها، مشيرة إلى أن الواقعة كانت بأحد المستشفيات الخاصة، وتم تحويل الطبيب المعنى إلى تحقيق عاجل.

وأعلنت جامعة عين شمس ومستشفياتها، احترامها لجميع العاملين فيها والمترددين إليها، مشدِّدة على تطبيقها مواثيق الشرف المهني، وفقاً للمعايير الإنسانية العامة والأعراف الجامعية.

 

بطل الواقعة يتحدَّث

الطبيب المصري عمرو خيري، رئيس قسم العظام بمستشفى جامعة عين شمس وبطل مقطع «اسجد لكلبي»، تحدَّث لأول مرة عن الواقعة قائلًا: إنه لم يجبر الممرض عادل سالم على السجود لكلبه بوبي، ولم يهدِّد بتعذيبه باللسع الكهربائي»، مشيرًا إلى أنه كان يعامل الممرض بصورة حسنة طوال 20 سنة.

وأضاف الطبيب: «ما حدث كان نوعًا من الهرج (..) هزار غريب، لكن طبيعة مهنتنا يحدث فيها ذلك في غرف العمليات»، مشيرًا بلهجته المحلية: «كنا بنهزر، والممرض زي أخويا، وبينا عيش وملح وعِشرة، وأنا مستغرب من نشر الفيديو... الفيديو تم تصويره وقت فراغنا، وموضوع السجود للكلب كان استكمالًا لحالة الهزار».

وقال الطبيب المصري، إن «الجميع أساءوا فهم الفيديو (..) الممرض تربطني به علاقة يومية، ويزورني في بيتي بأوقات مختلفة»، نافيًا ما تردد عن إجباره على السجود لكلبه، قائلًا: «هو أنا بوذي؟».

الممرض ينسف أقوال الطبيب

عذر المزاح، كان كل ما تسلَّح به طبيب العظام، ليدافع عن نفسه، إلا أن رواية أخرى للمريض، كانت منافية لتصريحات الأول: «وقت الواقعة مكنتش أقدر أعمل حاجة، لأن اللي حصل كان من أستاذي، فكنت بفكر بس أخرج من الموقف ده».

وتابع الممرض عادل سالم: «الطبيب استدعاني، فكنت فاكره عاوزني بشغل، لحد ما فوجئت باللي حصل»، مشيرًا إلى أنه لم يستطع الخروج، لأن هناك أحدًا ما كان يقف على الباب.

وقال سالم، إنه يعيش حاليًا في حالة نفسية سيئة، مشيرًا إلى أن نشر الفيديو أطاح مستقبل ابنته المحامية، التي كانت تحلم بدخول كلية الشرطة.

 

معركة قضائية

المحامي وليد السروجي، وكيل الممرض، قال في تصريحات صحفية، إن «التحقيقات التي أجريت بمنتهى الحيادية عن تفاصيل الواقعة انتهت، واستمعت النيابة لأقوال الممرض»، مشيرًا إلى أن كل محاميي بلدة القلج، المقيم فيها عادل سالم بمحافظة القليوبية، متضامنون معه بعد أن تمت إهانته وإهانتها والتنمُّر على أهاليها.

وأشار المحامي، إلى أن ادّعاء الطبيب بأن الفيديو قديم، لا أساس له من الصحة، ومحاولة منه لإسقاط الدعوى، لأن الطبيب والممرض ظهرا خلال الفيديو مرتدين الكمامات للحماية من كورونا.

وأكد أنه: «لن يتم التنازل بأي شكل، عن استكمال التحقيق في الواقعة، نصرة للذات الإلهية في المقام الأول، ثم للممرض ولأهالي القلج»، معبِّــرًا عن ثقته بالقضاء المصري.