نساء أفغانستان.. الخوف من انتقام طالبان يطارد 200 قاضية ومحامية عالقات في كابل
بعد يومين من استيلاء طالبان على كابل، وإفراغ السجون في جميع أنحاء البلاد، تلقت نبيلة -التي لم تفصح عن اسمها الثاني- مكالمات تهديد بالقتل من العديد من هؤلاء الرجال

ترجمات – السياق
لا تزال الأفغانيات الأكثر تعليمًا اللاتي عملن في السلطة، عالقات بعد سيطرة طالبان على السلطة منتصف الشهر الماضي، مع تعرُّض العديد منهن لخطر الانتقام، بسبب أدوارهن السابقة والقيود الجديدة التي فرضتها الحركة على حقوق المرأة.
واستطلعت "وول ستريت جورنال" الأمريكية، آراء عدد من النساء اللاتي يخشين عقاب طالبان لهن، بعد سيطرة الحركة على العاصمة كابل في 15 أغسطس الماضي.
نبيلة، وهي قاضية أفغانية تبلغ من العمر 31 عامًا، اعتادت منح الطلاق لزوجات الرجال المسلحين، بينما كان أزواجهن يقبعون في السجن، وفقًا للصحيفة.
لكن بعد يومين من استيلاء طالبان على كابل، وإفراغ السجون في جميع أنحاء البلاد، تلقت نبيلة -التي لم تفصح عن اسمها الثاني- مكالمات تهديد بالقتل من العديد من هؤلاء الرجال.
وقالت نبيلة، في حديثها للصحيفة الأمريكية، إنها تغير محل إقامتها برفقة زوجها كل 4 أيام، خشية انتقام حركة طالبان، مؤكدة أن نحو 200 محامية وقاضية أفغانية، ما زلن عالقات في كابل.
وكشفت الصحيفة الأمريكية، أن نبيلة، التي عملت 6 سنوات قاضية في محكمة الأسرة بأفغانستان، تقدَّمت للحصول على بطاقة هوية إلكترونية، وهو شرط للحصول على جواز سفر، قبل 10 أيام من سقوط كابل.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المتعلِّمات مثل نبيلة يعشن في وضع خطر جدًا، بسبب أدوارهن السابقة المرتبطة بحقوق المرأة.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، اعتبر أن الجسر الجوي الذي استمر أسبوعين من أفغانستان، والذي أجلى نحو 120 ألف شخص "نجاح غير عادي"، ومع ذلك، فقد تُرك الآلاف من الأفغان، الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة طوال الـ20 عامًا ماضية، عالقين، وهو ما يعرَّضهم لخطورة شديدة، نتيجة المخاوف من أن تنتقم منهم حركة طالبان آجلًا أو عاجلًا.
عوائق عدة
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن الأفغانيات تواجهن عقبة أخرى في الخروج من البلاد، هي عدم وجود أي هوية حكومية رسمية، فضلًا عن عدم وجود جواز سفر.
ووفقًا للبنك الدولي، فإن نحو 52 بالمئة من الأفغانيات لا يحملن بطاقة هوية وطنية، مقارنة بـ 6 بالمئة فقط من الأفغان.
وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن هذا التباين في النسبة بين الرجال والنساء، يرجع إلى المعايير الثقافية المحافظة، التي تمنع الأفغانيات من الذهاب إلى مكتب حكومي، للحصول على أوراق هوية.
وأوضحت الصحيفة، أن الولايات المتحدة تطلب جواز سفر من الأفغان الذين نقلتهم جوًا من كابل، وهناك حاجة لبطاقات الهوية لمعالجة طلبات تأشيرة دخول الولايات المتحدة.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن كيمبرلي موتلي، محامية حقوق الإنسان الدولية التي عملت في القضايا الأفغانية أكثر من عقد، قولها: "نحن نتحدَّث عن الأفغانيات الأكثر تعليمًا، ليس لديهن وثائق".
اختباء وخوف
ونقلت "وول ستريت جورنال"، عن موظفة في "نساء من أجل الأفغانيات"، وهي منظمة مجتمع مدني شعبية، تعمل على تعزيز وحماية حقوق المحرومات، قولها: إنها و43 من زميلاتها كن مختبئات، منذ أن توجَّهت حركة طالبان إلى مكاتبهن، في اليوم الذي سقطت فيه كابل.
وأشارت الموظفة -التي لم تفصح عن هويتها- إلى أن الموظفين لم يتمكنوا من مغادرة البلاد لعدم امتلاك معظمهم جوازات سفر.
وأوضحت الصحيفة، أنه حتى بالنسبة للاتي لديهن أوراق ثبوتية ووثائق رسمية، لم يكن الانضمام إلى عمليات الإجلاء سهلًا، إذ أنهن يمررن عبر نقاط تفتيش يديرها مقاتلو طالبان، وقد يتم الاشتباه فيهن، خصوصًا أن العديد منهن (مطلوبات) للحركة.
وقالت: رغم أن 4 رحلات طيران مستأجرة غادرت كابل في الآونة الأخيرة، وفيها 680 أمريكيًا يحملون جوازات سفر خارجية، فإنه لم يُسمح للأفغان، الذين ليس لديهم إقامة دائمة في الخارج، بصعود الطائرة.
وكشفت الصحيفة، أن الجسر الجوي الذي أقيم في أغسطس الماضي، شمل عمليات هروب جريئة وناجحة، إلا أن بعضها فشل، ومن ذلك فشل إجلاء فرقة "زهرة" الموسيقية النسائية من أفغانستان أواخر الشهر الماضي، كما لا يزال هناك 34 لاعبة كرة طائرة وفريق منتخبات وطنية للبالغين والشباب بخلاف نبيلة والقاضيات.
وتعد قدرة المرأة، في الحصول على الطلاق والحماية من الزوج المسيء، من أهم المكاسب التي تحققت للمرأة منذ عام 2001.
وعن ذلك، قالت القاضية نبيلة: "إن سيطرة طالبان عرَّضت حياة اللائي استفدن من قانون الأسرة والمحاكم النسائية للخطر".
وأضافت: "لقد عملنا في مجال حقوق الإنسان والطلاق والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وأود أن أكمل هذا العمل، لكن يجب أن أنقذ نفسي أولًا".