منذ اختطافه حتى عودته إلى حضن أمه.. نهاية قصة الطفل فواز
وفاة الطفل ريان المغربي، وما حملته من وقائع مؤسفة، كانت طوق نجاة لآخرين، بعد أن تسببت أزمة الطفل ذي السنوات الخمس، في تحريك مشاعر العالم نحو معاناة الآلاف.

السياق
وفاة الطفل ريان المغربي، وما حملته من وقائع مؤسفة، كانت طوق نجاة لآخرين، بعد أن تسببت أزمة الطفل ذي السنوات الخمس، في تحريك مشاعر العالم نحو معاناة الآلاف.
فبعد فشل إنقاذ الطفل ريان المغربي، انطلقت أصوات من هنا ومن هناك، لتعلن وترصد معاناة آخرين، بينهم الطفل السوري فواز القطيفان، الذي اختطف قبل أشهر من بعض المسلحين الذين طلبوا فدية لإعادته إلى ذويه.
وبعد أشهر من محاولات ذويه، لجمع الفدية التي طلبتها العصابة، وبعد أيام من الصمت، إثر انتهاء المهلة التي حددتها الأخيرة للأسرة، كانت لقصة الطفل فواز القطيفان نهاية سعيدة، مغايرة لتلك التي اختتمت بها قصة الطفل ريان.
فخاطفو فواز القطيقان، أفرجوا مساء السبت، عن الطفل السوري، بعد تسلمهم الفدية، بحسب مصادر سورية، أكدت أن العصابة وضعت الطفل السوري، في صيدلية بمدينة نوى بريف درعا.
اللحظات الأولى للطفل السوري #فواز_قطيفان بعد إفراج الخاطفين عنه.#السياق #سوريا pic.twitter.com/pnkiHYDmTs
— السياق (@alsyaaq) February 12, 2022
وسائل تعذيب
من جانبه، كشف الطفل السوري فواز القطيفان، تفاصيل خطفه وطرق التعذيب التي تعرض لها، للضغط على أهله لدفع الفدية المطلوبة للخاطفين، مشيرًا إلى أن خاطفيه ضربوه أول مرة «حتى أهلي يشوفوني وأنا قاعد عم أتعذب ويجو ياخدوني بسرعة وكانوا يضربوني ع الخفيف وأنا ساوي حالي عم أبكي».
الطفل السوري أضاف أن خاطفيه أحضروا حبلًا في المرة الثانية ورفعوه، وتناوبوا على ضربه بـ«قشاط جلد»، مشيرًا إلى أنهم وضعوا كرتونة ولصقوها عليّ ووضعوا على القشاط إسفنجًا حتى لا يشعر بألم، وبدأو ضربه ليصرخ لأهله: تعالوا خدوني.
انتهاكات تلك العصابة المسلحة بحق الطفل، لم تقف عند هذا الحد، بل «أحضروا مسدسًا وبندقية ووضعت المسدس برأسه والبندقية بحضنه، لتجبره على مناشدة ذويه الإسراع بأخذه».
وتابع الطفل فواز، أن رجلًا كان بين الخاطفين ولم يعجبه هذه الطرق، «فأحضروا بعدها بربيش وقشاط وبدأوا يضربوني بالبربيش والقشاط، وشخص عم يصورني فيديو وكان القشاط ملزق فيه اسفنجة أما البربيش لا»، مشيرًا إلى أن خاطفيه هاتفوا الرجل، الذي كان ببيته، ليأخذ الطفل بعد أن ألبسوه سلك ( شماغ رأس) حتى لايراني أي أحد.
بداية القصة
واختطف ملثمان على دراجة نارية، برفقة امرأة، الطفل من بلدة إبطع في ريف درعا الأوسط، في 2 نوفمبر 2021، أثناء ذهابه إلى المدرسة مع شقيقته.
وطالب الخاطفون ذوي الطفل بدفع 500 مليون ليرة سورية، أي نحو 150 ألف دولار أمريكي فدية، مقابل الإفراج عنه، إلا أن قدرة أسرة الطفل المادية حالت دون جمع ذلك المبلغ الكبير.
وعمد الخاطفون إلى إرسال أشرطة مصورة للطفل وهو يناشد ذويه، في أوقات مختلفة، إلا أن المقطع الأخير الذي نشره المرصد السوري أثار تعاطفًا كبيرًا، خاصة بعد كلمات الطفل الحزينة، التي قال فيها: «مشان الله لاتضربوني»، مناشدًا خاطفيه عدم ضربه وتعريضه للأذى.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تهديدات وصلت لذوي الطفل من قِبل العصابة التي اختطفت ابنهم، مفادها أنه في حال عدم تسليم الفدية المالية المطلوبة، خلال مدة أقصاها الأربعاء الماضي، سيتم بتر أصابع الطفل.
تطورات كبيرة
وشهدت قصة الطفل تطورات كبيرة خلال الفترة الماضية، خاصة بعد نشر المقطع المصور له، أولاها أن ذوي الطفل فواز قطيفان، تمكنوا من جمع المبلغ المطلوب "500 مليون ليرة سورية" لافتداء الطفل فواز المختطف منذ أكثر من 3 أشهر.
وأشارت مصادر المرصد، إلى أنه تم جمع المبلغ من أبناء عشيرة القطيفان داخل البلد وخارجها، بينما لاتزال الخطوات الأخرى متعلقة بالتواصل مع الخاطفين، لتسليمهم المبلغ واستلام الطفل فواز.
وقالت مصادر المرصد السوري، إن قوات عسكرية تابعة لـ«الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا وبعض قوات النظام وصلت الأسبوع الماضي، إلى بلدة إبطع بريف درعا الأوسط وطوقتها، لمعرفة خلفية قضية الطفل المختطف، بعد ورود معلومات بأنه لدى العصابة في البلدة.
ليست الأولى
حادث الطفل فواز قطيفان، سلَّط الضوء على ظاهرة انتعاش عصابات الخطف في سوريا، وتكرار عمليات الاختفاء في كثير من المحافظات.
فوجهاء من الريف الغربي لمحافظة درعا أصدروا اليومين الماضيين، حكمًا عشائريًا بحق شابين من بلدة سحم الجولان، بعد أن ثبت تورطهما بعملية اختطاف شاب في سحم الجولان الشهر الفائت.
وبحسب المرصد السوري، فإن الحكم يقضي بنفي الشابين الخاطفين، خارج محافظتي درعا والقنيطرة، إضافة إلى دفعهما 20 مليون ليرة سورية، إلا أن ذوي الشاب المختطف تنازلوا عن المبلغ.
خطف الأطفال
وبحسب تقارير محلية، فإن انتشار عمليات خطف الأطفال في سوريا، يعود إلى عوامل عدة، أهمها الانفلات الأمني، مشيرة إلى أن العصابات المسلحة وجدت من تلك العوامل فرصة سانحة لانتعاش تجارتها.
وأكدت التقارير، أن عمليات النزوح والتهجير القسري، أدت إلى زيادة عمليات الاختطاف، بسبب انتشار عصابات خطف الأطفال بين النازحين، الذين ليس لديهم خبرة بالمناطق الجديدة التي نزحوا إليها أو بأهاليها.
وبحسب المرصد السوري، فإن هذه الحوادث تكون من مجهولين، يستغلون الأطفال في عمليات الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والتسول، وسط مناشدات محلية لضرورة التدخل الدولي، لحماية حقوق هؤلاء الأطفال وإعادتهم إلى ذويهم.