تفاصيل لقاء سري بين السيسي وقادة الإخوان... ماذا دار فيه؟

مسلسل الاختيار 3، الذي اخترق الغرف المغلقة لتنظيم الإخوان الإرهابي، كشف عن مؤامرات كانت تحيكها وتنسج خيوطها الجماعات الإرهابية ضد مصر والوطن العربي.

تفاصيل لقاء سري بين السيسي وقادة الإخوان... ماذا دار فيه؟

السياق

23 يومًا كانت عمر عمل درامي مصري، ما زالت حلقاته تتواصل لتُسقط يومًا تلو الآخر أوراق التوت عن تنظيم الإخوان الإرهابي، وتزيل أقنعة الدين التي توارى خلفها.

مسلسل «الاختيار 3»، الذي اخترق الغرف المغلقة لتنظيم الإخوان «الإرهابي»، كشف عن مؤامرات كانت تحيكها وتنسج خيوطها الجماعات الإرهابية ضد مصر والوطن العربي.

وعلى منوال التسريبات، التي تكشف يومًا تلو الآخر عن ممارسات الإخوان خلال فترة حكمهم مصر، جاءت الحلقة الحادية والعشرون على منوال ما سبقتها، لتزيح الستار عن موقف وزير الدفاع المصري آنذاك المشير عبدالفتاح السيسي من الأحداث التي تمر بها بلاده، ومن طريقة تعامل تنظيم الإخوان معها.

 

موقف الجيش

وفي اجتماع سري عقده المشير السيسي مع الرئيس المعزول محمد مرسي وخيرت الشاطر ورئيس البرلمان المصري المنحل سعد الكتاتني، قال فيه عن موقف الجيش المصري من الأوضاع الحالية: «نحن أولى الناس وأحرص الناس على ألا تكون فيه إصابات ولا حالة عدم استقرار بمصر».

وبينما رد مرسي حينها بكلمة طبعًا، أكد المشير السيسي أن «الوضع على الأرض غير ذلك، الوضع على الأرض يستهدف ده»، في إشارة إلى خطة الإخوان لضرب استقرار مصر.

وتابع السيسي: «اللي معرفش يجيلك النهاردة في الميدان، هيجيلك حتة تانية(...) الانتخابات بكرة، يضرب حد بالنار ظابط أو عسكري علشان يعمل حاجة تانية، ويروح جاي على الكنايس يا دكتور سعد».

 

تحذير من استهداف المسيحيين

وتابع السيسي موجهًا حديثه لسعد الكتاتني: «خلال الأيام المقبلة، ستكون هناك احتفالات للمسيحيين، سواء تلك التي قبل ديسمبر أو في 7 يناير، علشان يعمل حاجة تالتة»، في إشارة إلى التفجيرات التي تستهدف الكنائس والمسيحيين في مصر.

وحاول السيسي حث الإخوان والرئاسة المصرية -التي كانت حينها لأحد أعضاء التنظيم- على التفاعل مع الجيش في حماية الكنائس، قائلًا: «هذا الموضوع مش محتاج جهد أقل من كدة، لأ... إنه بحاجة لجهد أمني وجهد منكم»، متسائلًا: ما هي مبادرة الإخوان لحل هذه المسألة؟!

وبينما لم يجد ردًا من قادة الإخوان، الذين كانوا يرمقونه بنظرات يملأها الحقد، قال السيسي: «أنتم لكم مبادرة تعملوها، لأن أنتم قوة، لكم مكانتم على الأرض ولكم قدرتكم وكفاءتكم ولك ثقلكم(...) اللي ميعملهاش، يبقى بيتخلى عن المسؤولية، يقولك خلاص كدة».

وتابع السيسي: إن حالة الفهم الموجودة عندنا عن الموقف وأسبابه، دي مسؤولية أمام ربنا مش أمام بس مصر (...) المواطن في الشارع ميعرفش يعمل حاجة».

 

استمارات تمرد

واستعرضت الحلقة الحادية والعشرون من العمل الدرامي المصري، قصة استمارات تمرد التي وزعها شباب، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع، لجمع توقيعات للمواطنين الرافضين لحكم الإخوان، لسحب الثقة من محمد مرسي والضغط على الإخوان لترك الحكم.

ويواصل مسلسل «الاختيار 3» فضح مخططات الإخوان في مصر خلال فترة حكمهم للبلاد، وإصرارهم على السيطرة على مفاصل الدولة وممارسة البلطجة السياسية.

واستعرضت حلقات مسلسل «الاختيار 3» شريطًا للأحداث التي شهدتها مصر، التي انتهت بظهور حركة تمرد، وبعدها لقاء القيادات الدينية والسياسية والشعبية في الاجتماع المصيري، الذي ظهر بعده وزير الدفاع اللواء عبدالفتاح السياسي، مؤكدًا لهم أنهم على وشك اتخاذ قرار مهم في تاريخ مصر.

 

مؤامرة إخوانية

وفضحت الحلقات المتتالية، تفاصيل مؤامرة خطط لها قادة تنظيم الإخوان -وعلى رأسهم القيادي الإخواني خيرت الشاطر- للانتقام من وزارة الداخلية، عبر إقصاء قادة بأعينهم من ضباط قطاع الأمن الوطني.

تلك المساعي التي كان يقودها خيرت الشاطر، محاولًا إرهاب قيادات الداخلية المصرية بالانصياع لأوامره، إلا أنهم حينما رفضوا، أكد أن تلك التعليمات التي ذكرها، ستصل إليهم من القصر الرئاسي الذي كان يسكنه الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي.

وحملت حلقات الاختيار تسريبًا لقادة الإخوان، بينهم خيرت الشاطر الذي لوح مرات عدة بتكرار سيناريو 2011 الذي جرى فيه حرق مقار الأمن الوطني، وبعض مقار الحزب الوطني الحاكم.

الشاطر الذي كان يعرف بـ«العقل المدبر» للإخوان، قال مهددًا قيادات في وزارة الداخلية المصرية: «الأرض اللي كلنا ماشيين عليها فيها شوك كتير داخلي وخارجي وبنحاول نتلمس طريق لن نسمح فيه بأي درجة من الدرجات لحدوث صدام لأنني لما أصدم بجهاز أمن الدولة معنديش مشكلة، أنا ممكن أطلع مليون واحد ويحرقوا المقرات ويمسكوا الناس ويحبسوهم هما ويعملوا محاكمة شعبية».

 

تسريبات للإخوان

كما أذاع «الاختيار 3»، في حلقات سابقة تسريبًا جديدًا للقاء جمع وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي، والقيادي في جماعة الإخوان خيرت الشاطر، طالب بشراكة بين الجيش والإخوان.

وأكد الشاطر أن جماعة الإخوان لديها أموال ضخمة وإمكانات كبيرة كما الجيش(...) لدينا عقيدة كفاحية، فلسنا كيانًا قليلًا، لدينا ثروة بشرية متنوعة وخبراء في كل المجالات.

وتابع: كل الكوادر الإخوانية ترى أن من مصلحة مصر، تحقيق التعاون المشترك بين الإخوان والجيش(...) رجال القوات المسلحة ستكون لديهم وظائف بعد الإحالة للتقاعد»، ليرد السيسي متجاهلًا عرض الشاطر: «أين الغداء؟!».

 

انقلاب الإخوان على السلفيين

كما تطرقت إلى تسريب لمرشد الإخوان محمد بديع ونائب المرشد خيرت الشاطر، ومحمد مرسي، عن غضب التنظيم الإخواني من إعلان السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل ترشيحه رئيسًا للجمهورية، وآلية تعامل الجماعة مع السلفيين بعد تلك الخطوة.

وبينما قال خيرت الشاطر إنه دفع بالسلفيين العقلاء- عن طريق الأصدقاء المشتركين- لإقناع حازم صلاح أبو إسماعيل بالتزام الهدوء، وإفهامه بأنه طبقًا للقانون لا يجوز ترشحه لأن والدته تتمتع أو يحتمل أنها تتمتع بجنسية أجنبية.

ليرد مرشد الإخوان محمد بديع قائلاً: «أنا عارف السلفيين كويس أكتر من أي حد(...) عاشرناهم قبل السجون وأثناء السجون وبعد السجون، فهم ليسوا يدًا واحدة ولا اتجاهًا واحدًا(...) إنهم شراذم وقيادتهم لا تملك الأمر إلا على المجموعة اللي معاهم فقط».

 

ردود الأفعال

ولقي مسلسل الاختيار ردود فعل كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والوطن العربي، بين كثيرين أشادوا بحسن تصرف الجيش المصري وهدوئه في التعامل مع تنظيم الإخوان، مرورًا بآخرين أبدوا غضبهم من ممارسات الجماعة الإرهابية، إلى فريق ثالث أشاد بدور الفنانين المصريين في تجسيد حقبة من تاريخ مصر، فضحت التنظيم الإرهابي وممارساته.

يأتي مسلسل «الاختيار 3» الذي يعرض في شهر رمضان الحالي، امتدادًا لجزءين سابقين، يتناول فيها الاحتجاجات الشعبية التي بدأت عام 2011، مرورًا بالفترات الانتقالية التي عايشتها مصر حتى حكم الإخوان، والظروف التي صاحبته وأدت في النهاية إلى تدخل الجيش وعزل الرئيس السابق محمد مرسي وتولي عبدالفتاح السيسي الرئاسة.

ويجسد الفنان المصري صبري فواز دور الرئيس الأسبق محمد مرسي، بينما يجسد الفنان عبدالعزيز مخيون دور مرشد الإخوان المسلمين في ذلك الوقت محمد بديع، أما الفنان خالد الصاوي فيجسد شخصية خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان.