كوريا الشمالية تطلق الوحش وتتوعد بالنووي... وظهور نادر لابنة كيم جونغ

زاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون من تهديداته، متوعدًا برد نووي حازم على تهديدات الولايات المتحدة.

كوريا الشمالية تطلق الوحش وتتوعد بالنووي... وظهور نادر لابنة كيم جونغ

السياق

توتر متصاعد في شبه الجزيرة الكورية، أذكاه إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًا، وتحذيرات من ردود عسكرية أكثر غضبًا، على محاولات الولايات المتحدة تعزيز وجودها الأمني في المنطقة مع حلفائها.

فبينما تقول كوريا الشمالية إن واشنطن تقوم «بمقامرة ستندم عليها»، تحاول الولايات المتحدة تقويض بيونغ يانغ، عبر خطوات عدة، بينها إعادة نشر القاذفة الأمريكية «بي-1بي» في شبه الجزيرة الكورية، وتدريبات جوية.

تلك التوترات بلغت ذروتها مساء الجمعة، بتهديد الزعيم الكوري الشمالي، بالرد بحزم على من وصفهم بـ«الأعداء»، الذين يستخدمون وسائل الضربات النووية بشكل متكرر، متوعدًا إياهم بالرد على الأسلحة النووية بالأسلحة النووية، وعلى المواجهة بالمواجهة الشاملة.

فما الذي أدى إلى هذه التوترات؟

الجيش الكوري الجنوبي قال –الجمعة- إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بالستيًا عابرًا للقارات، مشيرًا إلى أنه قطع قرابة 1000 كيلومتر مع ارتفاع أقصى بلغ نحو 6100 كيلومتر وسرعة قصوى بلغت 22 ماخ.

بينما قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، إن الصاروخ الذي أطلق من مطار بيونغ يانغ الدولي، قطع مسافة 999.2 كيلومتر لمدة 4.135 ثانية وبلغت ذروة ارتفاعه 6.040.9 كيلومتر، وهبط في المياه الدولية للبحر الشرقي.

ذلك الصاروخ الملقب بـ«الوحش» بسبب حجمه الكبير، كانت كوريا الشمالية اختبرته في 3 نوفمبر الجاري، لكنه انتهى بالفشل على ما يبدو، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

و«هواسونغ-17» أو الصاروخ «الوحش» قادر على حمل رؤوس حربية عدة، بمدى يصل إلى قرابة 15000 كيلومتر، وهو ما يكفي للوصول إلى البر الرئيس للولايات المتحدة.

ومساء الجمعة، زاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون من تهديداته، متوعدًا برد نووي حازم على تهديدات الولايات المتحدة، قائلًا إن اختبار إطلاق الصاروخ أثبت –بوضوح- موثوقية نظام السلاح الاستراتيجي الرئيس الجديد، ليكون ممثلًا للقوات الاستراتيجية لكوريا الشمالية وأدائها القتالي القوي، كأقوى سلاح استراتيجي في العالم.

الخط الأحمر

وأوضح الزعيم الكوري الشمالي، أن اختبار إطلاق الصاروخ كان في ظل «ظروف لا يمكن التسامح معها»، وهي أن «تحركات المواجهة العسكرية المتهورة للولايات المتحدة والقوى المعادية الأخرى» التي تدفع الأمن الإقليمي إلى «الخط الأحمر» قد تجاوزت الحد المسموح به.

وأجرت كوريا الشمالية خلال 2022، عددًا قياسيًا من اختبارات إطلاق الصواريخ، التي تحظرها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، بسبب برنامجيها الصاروخي والنووي.

ولأول مرة، أظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون –السبت- ابنته للعالم، في صور لافتة للأنظار يمسك فيها كل منهما بيد الآخر، قبل إطلاق أكبر صاروخ بالستي، بالدولة التي تملك سلاحًا نوويًا في اليوم السابق.

ابنة زعيم كوريا الشمالية

وبينما تقول وكالة رويترز، إن وجود ابنة كيم، التي كانت ترتدي في الصور معطفًا أبيض، وتمسك بيد والدها وهما ينظران إلى الصاروخ الضخم، إضافة مفاجئة لعملية الإطلاق، إذ لم يتأكيد وجودها علنًا من قبل، نقلت عن محللين قولهم، إن ظهورها المفاجئ يثير احتمال انتقال زعامة الدولة الشمولية إلى جيل رابع من عائلة كيم.

وحول وجود ابنة كيم، قال الخبير في شؤون زعامة كوريا الشمالية بمركز ستيمسون في الولايات المتحدة مايكل مادن، إن «هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها ابنة كيم جونغ أون في مناسبة عامة»، مشيرًا إلى أن ظهورها له مغزى كبير، ويمثل درجة معينة من الارتياح من جانب كيم جونغ أون، لدرجة إظهار ابنته في العلن بهذه الطريقة.

مادن قال إن جو آي يقدر عمرها بنحو 12 أو 13 عامًا، ما يعني أنها ستستعد خلال أربع أو خمس سنوات للالتحاق بالجامعة أو الانضمام إلى الخدمة العسكرية.

وأضاف الخبير في شؤون زعامة كوريا الشمالية، أن ذلك سيشير إلى أنه سيجرى تعليمها وتدريبها لتولي الزعامة، مؤكدًا أن ذلك سيكون إعدادًا لها لتولي مركز القيادة، أو ربما تصبح مستشارة وفاعلة من الكواليس مثل عمتها.

من جانبها، قالت جيني تاون من مؤسسة 38 نورث للأبحاث، المتخصصة في شؤون كوريا الشمالية ومقرها واشنطن، إن اصطحاب كيم لابنته عند إطلاق الصاروخ ونشر صورهما وهما يتابعان الإطلاق، يوحيان بأنه بصدد الاستجابة للضغوط الرامية لإبطاء برامج الأسلحة والعودة للمفاوضات.

يأتي ذلك، بينما يقول خبراء إن من المتوقع أن يكون لدى كيم ثلاثة أولاد، ابنتان وابن واحد، مشيرين إلى أن أحدهم ظهر في مقاطع مصورة لاحتفالات العطلة الوطنية في سبتمبر الماضي.

أمريكا ترد

وردت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على «الوحش» الكوري الشمالي، بإعادة نشر القاذفة الأمريكية من طراز «بي-1بي» في شبه الجزيرة الكورية، السبت، في إطار تدريبات جوية مشتركة بين سيول وواشنطن.

وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية -في بيان- إن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أجرتا، السبت، تدريبًا جويًا مشتركًا مع القاذفة الاستراتيجية بي-1بي التابعة لسلاح الجو الأمريكي، التي أعيد نشرها في شبه الجزيرة الكورية.