ديسانتيس... منافس محتمل لترامب على الرئاسة

وعتبر ديسانتيس الفائز الكبير في الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، وينظر إليه على نطاق واسع على أنه منافس محتمل لدونالد ترامب في ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024.

ديسانتيس... منافس محتمل لترامب على الرئاسة

ترجمات - السياق

رأى حسين إبيش - كبير باحثين مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن - أن إعادة انتخاب رون ديسانتيس حاكمًا لولاية فلوريدا ربما يهدد عرش الرئيس السابق دونالد ترامب على زعامة الحزب الجمهوري، ومن ثمّ التأهل للترشح للرئاسة عام 2024.

وأعلن ترامب، ليلة الثلاثاء، ترشحه للرئاسة في عام 2024 ، في ثالث محاولة له للوصول للبيت الأبيض.

ويأتي الإعلان، الذي كان ترامب يلمح إليه منذ شهور، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس السابق، عدة تحقيقات جنائية ومدنية، وبينما يكافح حزبه مع أداء أسوأ من المتوقع في انتخابات التجديد النصفي، مما يثير تساؤلات حول إمكانية نجاحه في العودة للبيت الأبيض مجددًا.

في المقابل، حقق حاكم فلوريدا رون ديسانتيس فوزًا ساحقًا في انتخابات التجديد النصفية، إذ أعيد انتخابه بفارق كبير يزيد عن 1.5 مليون صوت، مما أثار المزيد من التكهنات بأنه قد يترشح للرئاسة في غضون عامين.

ويعتبر ديسانتيس "الفائز الكبير" في الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، وينظر إليه على نطاق واسع على أنه منافس محتمل لدونالد ترامب في ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024.

 

القشة الأخيرة

واعتبر إبيش، في تحليل نشرته صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية -الصادرة باللغة الإنجليزية- أن هزيمة كاري ليك المرشحة الجمهورية لمنصب حاكم ولاية أريزونا -المدعومة من ترامب-، أمام الديموقراطية كايتي هوبز في انتخابات منتصف الولاية، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، في إشارة إلى ترامب.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن أداء الديمقراطيين فاق التوقعات بشكل كبير ، إلا أن القصة الحقيقية للفترات النصفية أكثر تعقيدًا وتجيب على العديد من الأسئلة حول حالة السياسة الأمريكية.

وأوضح كاتب العمود الأسبوعي بشبكة بلومبرج الأمريكية، أن الانتخابات لم تكن كارثة للجمهوريين بشكل عام ، رغم أنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، معتبرًا أن الحزب بشكل عام حقق نتائج طيبة، لكن -المقربين والمدعومين من ترامب- كانوا الأكثر رفضًا من قِبل الناخبين، مع استثناءات قليلة مثل عضو مجلس الشيوخ المنتخب جيه دي فانس ، من ولاية أوهايو.

وحول ما إذا كان أسلوب ترامب - منذ ترشيحه للرئاسة الجمهورية في عام 2016 -، الذي يحطم القواعد والمعايير، يمكن أن ينتقل بنجاح إلى المرشحين الجمهوريين الآخرين، خصوصًا المتأثرين به، رد "إبيش" بالقول: "لا.. على العكس من ذلك ، إذ أن الارتباط الوثيق مع الرئيس السابق ومحاكاة نهجه - حتى عندما كان شبه لا تشوبه شائبة مثل السيدة ليك ، مذيعة الأخبار السابقة التي تلقي الشتائم والتهديدات بشكل عرضي مثل الرئيس السابق - أثبت أنه وصفة لكارثة انتخابية.

ويفسر الكاتب اللبناني وجهة نظره، بالقول: إن الجمهوريين بشكل عام ، ولا سيما قادة الأحزاب ، على علم بأن الناخبين المتأرجحين الذين يقررون معظم الانتخابات الأمريكية ، ناهيك عن الديمقراطيين ، لا يؤيدون أسلوب ترامب وأجندته ، ولا سيما إنكار الانتخابات ومعارضة الديمقراطية.

وبيّن أن الحزب الجمهوري دخل الانتخابات النصفية، وهو يضم مجموعة كبيرة من المرشحين الجدد الذين يصرحون علانية بسيرهم على نفس نهج ترامب، فضلا عن دعمهم غير المحدود لتمرد 6 يناير ، وهو ما نتج عنه سلسلة غير منقطعة من الهزائم التي كان من الممكن تجنبها تمامًا في ظل ظروف شبه مثالية لحزب المعارضة.

 

اختبار جديد

وأشار إبيش إلى أنه سبق وقال في أغسطس الماضي: "إنه "على الأمريكيين أن يقرروا - خلال الانتخابات النصفية- ما إذا كانوا يريدون حقًا حكومة جيدة أو عرضًا جيدًا"، معتبرًا أن انتخابات التجديد النصفي اختبرت هذه الفكرة بالضبط.

ورأى أن انتخابات التجديد النصفي، - بالنسبة للجمهوريين - كانت اختيارًا إلى حد كبير بين النسخة الترامبية مقابل نسختين من الحكم، في إشارة إلى اختيار بديل لأتباع ترامب أو التصويت للديمقراطيين.

ونوه إلى أنه عندما واجه "المرشحون الترامبيون" -الذين يدعمهم ترامب أو يسيرون على نهجه- منافسين ديمقراطيين يمثلون الرئيس جو بايدن الذي حقق نجاحًا ملحوظًا في العامين الأولين ، كان الفوز حليف الديمقراطيين دائمًا.

إلا أن الجمهوريين الذين نأوا بأنفسهم عن ترامب والذين ما زالوا مهتمين بالحوكمة، لم يواجهوا صعوبة في الفوز في كثير من الأحيان، وفق الكاتب.

واستشهد إبيش بفوز الجمهوريين بريان كيمب، وهيرشل ووكر ، الذي يواجه جولة إعادة شاقة لمجلس الشيوخ ، في جورجيا.

وأوضح، أن الاختلاف الرئيسي لم يكن بين الليبراليين والمحافظين ، بل بين السياسيين الفعليين مقابل المخادعين، مشيرًا إلى أن غالبية الأمريكيين ، وخصوصًا الناخبين المستقلين المهمين في الولايات المتأرجحة ، لم يستجيبوا بشكل جيد للمتطرفين المسرحيين الذين أعلنوا الحرب على الأعراف والتقاليد الديمقراطية.

ورأى أن هؤلاء الناخبين، أرادوا تجنب العديد من الأزمات المحتملة، إذ لم يكن هناك ترهيب أو قمع ممنهج للناخبين ، ولم يكن هناك عنف أو مواجهات كبيرة ، ومن ثمّ ظهرت الثقافة الأمريكية بشأن الديمقراطية وكأنها مازالت على قيد الحياة، ولم تنتهِ بعد.

ومع ذلك -حسب الكاتب-، فإن الكثير من ناخبي الحزب الجمهوري ، وبالتأكيد قاعدة ترامب، لا يريدون إنهاء الصراع السياسي، ويميلون إلى دفع التنافس إلى حلبة المصارعة مجددًا، ولهذا السبب تم إعادة انتخاب النائبة مارجوري تايلور غرين، التي طرحت مبادرات عزل الرئيس الأمريكي جو بايدن في مجلس النواب.

لم يقتصر الأمر على فوزها فحسب، وإنما -حسب الكاتب- تم دفع مارجوري تايلور غرين ، في غضون عامين فقط إلى القيادة الفعلية داخل صفوف الجمهوريين في مجلس النواب.

وتعتبر غرين من أشد مؤيدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واشتهرت بسبب تقديمها عدة مبادرات تتعلق بسحب الثقة من الرئيس بايدن، وقبيل الانتخابات النصفية، وعدت غرين بأن الجمهوريين في حال الفوز في انتخابات التجديد النصفي، سيعزلون بايدن والكثير من المسؤولين في إدارته.

 

زعيم بديل

ويرى إبيش أنه مع إظهار ضعف ترامب بشكل لم يسبق له مثيل ، فإن أعدادًا متزايدة من الجمهوريين ، باتوا منفتحين على اختيار زعيم بديل، مشيرًا إلى أن هؤلاء زادت قناعاتهم -بعد نتائج الانتخابات النصفية- من أن استمرار ترشح ترامب أمام بايدن عام 2014 يعني فشله مجددًا.

ورأى أن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ، الذي أعيد انتخابه مؤخرًا، عزز موقعه باعتباره المنافس الأكثر ترجيحًا لمنافسة ترامب على زعامة الحزب الجمهوري، ومن ثمّ الترشح للرئاسة أمام بايدن عام 2024.

وأرجع الكاتب، احتمالية تقدم ديسانتيس على ترامب، لأن حاكم فلوريدا اتبع مزيجًا من السياسات الجادة ، وإن كانت خطيرة في كثير من الأحيان، إلا أنها لاقت استحسان كبير لدى القاعدة الجماهيرية للحزب الجمهوري.

وسنّ دي سانتيس العديد من مشاريع القوانين المحافظة التي نالت رضا الحزب الجمهوري والأعضاء المستقلين، منها منع المعلمين والمدرسين من مناقشة الهوية الجنسية مع الأطفال الصغار.

أيضًا ما يؤكد تقدم ديسانتيس على ترامب، أن الأخير بدا قلقًا لدرجة أنه اعتاد الإشارة إليه على أنه السيد "رون دي سانكتيمونيوس"، وهو إشارة واضحة إلى إعلان تلفزيوني غريب عن خلق الله "مقاتلاً" - حاكم فلوريدا - في اليوم الثامن غير الموجود لإحدى أساطير الخلق التوراتية.

من جانبها، حذرت لارا ترامب حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري البارز، رون ديسانتيس، من الترشح للرئاسة في عام 2024، أمام والد زوجها دونالد ترامب.

وقالت لارا في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية: "أعتقد أنه رجل ذكي بما يكفي ليدرك أنه سيكون من الجيد حشد كل دعم الحزب، لحركة "ماجا" (اجعلوا أمريكا عظيمة مجددا)، خلفه في انتخابات عام 2028."

ويبلغ حاكم ولاية فلوريدا من العمر 44 عامًا فقط، أي أنه أصغر من الرئيس السابق بثلاثة عقود الذي يبلغ 76 عاما.

ولم يتحدث ديسانتس بشأن اعتزامه الترشح لانتخابات 2024 الرئاسية، لكن مصادر في فلوريدا ذكرت أن حاكم فلوريدا قد ينتظر على الأرجح حتى اجتماع نواب الولاية في جلستهم التشريعية السنوية، مما يعني أن الإعلان الرئاسي لن يظهر حتى مايو أو يونيو من العام المقبل، وفقًا لشبكة سي إن إن الأمريكية.

لم يقف الأمر عند تحذير لارا، وإنما حذر الرئيس السابق دونالد ترامب، حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس من الترشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2024، قائلا إن ذلك سيضر بالحزب الجمهوري.

وقال الرئيس السابق لشبكة فوكس نيوز: "أعتقد أنه (دي سانتيس) سيرتكب خطأ. أعتقد أن القاعدة (الجماهيرية للحزب) لن تحب ذلك".

كما هدد ترامب بالإفصاح عن معلومات خاصة بالسياسي البالغ 44 عامًا، دون تقديم تفاصيل.

كما يدعي الرئيس السابق أنه أرسل مكتب التحقيقات الفيدرالي وغيره من العملاء الفيدراليين إلى فلوريدا خلال انتخابات حاكم الولاية لعام 2018 "لوقف سرقة الاقتراع"، ووقف انتصار ديانتيس في نهاية المطاف "من السرقة".

إلا أن ادعاء ترامب، لم يتأكد قانونًا، وقد أنكرت وزارة العدل والمسؤولون الآخرون المعنيون بشكل قاطع وقوع أي شيء من هذا القبيل.

ويضيف الكاتب: "دي سانتيس لم يتم اختباره حتى الآن على المستوى الوطني، بينما يشير أدائه الاستبدادي العلني في فلوريدا ، وأسلوبه المحارب الثقافي ، إلى أنه قد لا يكون العلاج الذي يطلبه الجمهوريون إذا كان يهدف إلى البيت الأبيض".

وفي الوقت نفسه ، لا يوجد ما يشير إلى أن القاعدة الجمهورية أعادت النظر في إخلاصها الذي يصل إلى حد العبادة لترامب ، الذي من المتوقع أن يعلن عن حملة رئاسية أخرى يوم الثلاثاء، وهو ما يعني إمكانية ترشحه بقوة خلال انتخابات 2024.

ورغم أن الكثير من الجمهوريين ينظرون إلى سياسة زعيمهم باعتبارها "سامة"، إلا أنهم لم ينفصلوا عنه، ووفقًا للكاتب، فإنه "حتى بعد أعمال الشغب المتعلقة بتفوق البيض في شارلوتسفيل عام 2018، وتصريحاته المتكررة العنصرية والمعادية للسامية ، وجهوده المبذولة لابتزاز أوكرانيا ، أو حتى مؤامرته لقلب انتخابات 2020 ، بما في ذلك تمرد 6 يناير، وصولا إلى تسونامي الهزائم الأخير في الانتخابات النصفية.. كل ذلك قد لا يكون كافيًا لكسر قبضة ترامب على الحزب الجمهوري".

ولا يرغب ترامب في أي منافسة من مرشحين جمهوريين في المرحلة التمهيدية، ويتطلع إلى دعم كامل من الحزب وقواعده التقليدية والمتشددة والمتطرفة في آن واحد.

بينما في المقابل، يأمل أنصار دي سانتيس أن تعرقل نتائج الانتخابات النصفية، إضافة إلى تحقيقات حادثة 6 يناير واقتحام أنصار ترامب الكونغرس، محاولة ترامب السعي لخوض انتخابات 2024.