تفاصيل صادمة في واقعة حرق الشاب الجزائري.. 36 متهمًا أحدهم نادى بقطع رأسه

مواطنون غاضبون، ألقوا القبض على شاب في منطقة تيزي وزو، يدعى  جمال بن إسماعيل، بعد أن اشتبهوا في إضرامه النيران بالغابات، وأوسعوه ضربًا، ثم قتلوه وأضرموا النار في جثته حتى تفحَّمت، وصوَّروا فعلتهم.

تفاصيل صادمة في واقعة حرق الشاب الجزائري.. 36 متهمًا أحدهم نادى بقطع رأسه

السياق

حدث، خيَّمت تفاصيله المأساوية، على الجزائر بشكل خاص، والعالم العربي بشكل عام، بعد أن أقدم حشد كبير على ضرب مواطن حتى الموت، وإشعال النيران في جثته.

الحادث الذي كشفت تفاصيله، تسبَّب في صدمة، خاصة أن المواطن الذي قُتل ضربًا وحرقًا، كان قد حضر من ولايته البعيدة على وجه السرعة، للمساعدة في إخماد النيران، التي اشتعلت وتيرتها بشكل متزامن في الجزائر.

وكان مواطنون غاضبون، ألقوا القبض على شاب في منطقة تيزي وزو، يدعى  جمال بن إسماعيل، بعد أن اشتبهوا في إضرامه النيران بالغابات، وأوسعوه ضربًا، قبل أن تتدخل الشرطة وتخلِّصه من أيديهم، إلا أن بعض الشباب تمكَّنوا من سحبه من سيارة الشرطة، ثم قتلوه وأضرموا النار في جثته حتى تفحَّمت، وصوَّروا فعلتهم.

وأعلنت النيابة العامة في الجزائر، حينها، فتح تحقيق في ظروف وملابسات مقتل الشاب، مؤكدة أن مجموعة من المواطنين ألقوا القبض، على ثلاثة أشخاص كانوا في سيارة، إثر شكوك في أنهم متورِّطون في حرائق الغابات بمنطقة نايت إيراثن.

وقالت النيابة، في البيان الذي اطلعت «السياق» على نسخة منه: «بعد الاعتداء على الشبان الثلاثة بالضرب، تدخلت الشرطة لإنقاذهم، غير أن المجموعة نفسها واصلت تهجمها على مقر الشرطة باستعمال العنف، وتمكنوا من إخراج أحد الثلاثة، وسحبه خارج مقر الشرطة إلى ساحة المدينة، والاعتداء عليه بالضرب وإضرام النار في جسده، ما أدى إلى وفاته».

 

36 متهمًا

وبينما تعهد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بكشف تفاصيل الحادث ومحاكمة مرتكبيه، ألقت السلطات الأمنية، القبض على 36 شخصًا بينهم 3 نساء، واحدة منهن كانت تحرِّض على ذبح الضحية جمال بن إسماعيل والتنكيل به.

مدير الشرطة القضائية، بالمديرية العامة للأمن الوطني في الجزائر محمد شاقور، كشف -في مؤتمر صحفي- أن التحقيقات في ملابسات مقتل الشاب جمال بن إسماعيل، أسفرت عن إلقاء القبض على 36 شخصًا مشتبهًا فيهم، بينهم 3 نساء، امرأة منهن كانت تنادي وتحرِّض على ذبح الضحية، إضافة إلى الشخص الذي طعن الضحية بالسكين، وآخر ضربه في السيارة التابعة للشرطة، وكذا الأشخاص الذين حرقوا الضحية ونكَّلوا بجثته.

 

طاعن الضحية

وقال المسؤول الجزائري، إن بعض الأشخاص لاذوا بالفرار، مشيرًا إلى أنه تم إلقاء القبض على الشخص الذي طعن الضحية وهو يحاول الفرار إلى المغرب.

وأكد شاقور، أن «جمال بن إسماعيل كان في المنطقة رفقة شخصين آخرين في مركبة سياحية، وعند عِلمه بأنه محل شبهة من مواطنين بإضرام النيران، لجأ إلى الشرطة التي اقتادته إلى المركز، إلا أنه بوصولهم وجدوا المقر محاصَرًا من حشد من المواطنين، كانوا في حالة هستيرية، لم تسمح لهم بدخول المقر».

المسؤول الجزائري، أماط اللثام عن اعترافات بعض الموقوفين، في قضية مقتل الشاب جمال بن إسماعيل وحرقه والتنكيل بجثته، مؤكدًا أنهم أجمعوا -خلال الإدلاء بشهادتهم- على عبارة واحدة هي «غلطنا في حقه.. غلطُونا ونطلب السماح».

 

تصريحات مثيرة

وقال المشتبه الأول، الذي أخذ هاتف الضحية وبطاقته: «دخلت لسيارة الشرطة، وأخذت هاتف وبطاقة تعريف جمال بن إسماعيل وذهبت، كي تسجله مصالح الشرطة، خشية أن يسرقها الحاضرون، إلا أنني لم أتصور أن تصل الأمور إلى هذا الحد... أخطأت وأطلب الصفح».

المشتبه فيه الثاني، اعترف بأنه دخل سيارة الشرطة وضرب جمال، لأنه سمع من الحضور أن الضحية ساهم في افتعال حرائق الغابات، ثم انسحب ولا يعرف ماذا حدث بعد ذلك، بينما قال المشتبه فيه الثالث: «كنا بصدد إطفاء النيران التي اندلعت بالمنطقة، ثم سمعنا أنه تم توقيف المتسبِّب في إشعال النيران، تبعنا سيارة الشرطة، وكان هناك جمع كبير أمام مقر الشرطة، واعتدوا عليه، وأنا أيضا ضربته في الوجه مرات عدة، أنا الآن أطلب الصفح، أنا لا أفتعل المشكلات عادة… لقد خدعوني».

 

متهمون خلف القضبان

أحد المشتبه فيهم، أستاذ للعلوم الإسلامية، وهو الذي نشر صورة «سيلفي» مع جثة الضحية، عبر حسابه في «فيسبوك»، قال: اتصل بي صديقي القادم من تيزي وزو، وطلب الالتقاء بي بمدينة الأربعاء ناث إيراثن، ذهبت إليه ووصلت مساء إلى ساحة المدينة، حيث تم حرق وتنكيل جثة الضحية... وأنا أمامكم أعترف بأنني نشرت الصور في صفحتي، وقلت هذا الذي حرق الغابات وأحرقوه، لكن بعد مرور بضع ساعات، أحسست بأنني أخطأت فحذفتها».

 

مطالبات بقطع الرأس

المرأة التي تتحدر من منطقة بوزريعة بالجزائر العاصمة، والتي ظهرت في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تنادي بقطع رأس جثة جمال بن إسماعيل، قالت: ذهبت مع صديقتي لمنطقة الأربعاء ناث إيراثن، لمساعدة الأهالي هناك، بسبب الحرائق التي ضربت المنطقة كوني ممرضة، وعندما وصلنا لساحة المدينة رأينا تجمعًا هناك، أعترف بأنني ناديت بقطع رأسه، لأنني خفت يقتلوني كوني عربية، حيث إنهم شكوا فينا ولم أعرف كيف أتصرَّف، كل الناس خطاؤون، ربي يغفر لي، وأطلب السماح».

وعُرضت خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقدته الشرطة، صورة لشخص يحاول قطع رأس الجثة المتفحمة، بينما قالت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان -في بيان- إن ذلك «يشكِّـل صدمة أخرى لأسرة الضحية والشعب الجزائري، الذي صُدم بالفعل نتيجة هذه المأساة»، مطالبة بـ«العدالة والحقيقة بعد هذا الاغتيال البغيض».

وكان الرئيس الجزائري علَّق -في خطاب- على مقتل الشاب، مشددًا على أن العدالة وحدها المخولة بإظهار الحقيقة.

وأكد عبدالمجيد تبون، أنه «يجب عدم استغلال الموقف والوقوع في فخ المنظمتين الإرهابيتين، اللتين تحاولان الدخول من هذا الباب، للمساس بالوحدة الوطنية».