هل باتت عبارة نأمل أن يتوقف بوتين استراتيجية؟
مباشرة بعد بدء غزو روسيا لأوكرانيا، تلقى 7000 جندي أمريكي آخر أخبارًا عن إرسالهم إلى أوروبا، بعد التحركات الأخيرة لدعم حلفاء "الناتو" القريبين جدًا من روسيا.

ترجمات - السياق
عندما بدأ الرئيس بايدن ملاحظاته الخميس، مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أدلى بتصريح قوي وضروري، مفاده أنه سيتم الدفاع عن "كل شبر" من أراضي "الناتو".
تضمن هذا الوضوح المرحب به، استدعاء الرئيس لالتزام الولايات المتحدة بالمادة 5 من معاهدة الحلف: كل دولة في الناتو ملزمة بالدفاع عن أي عضو يتعرض للهجوم، هذا المبدأ هو العمود الفقري للعزم الغربي على التماسك معًا.
بقدر ماكان خطاب الرئيس مشجعًا، إلا أنه توقف هنا، وكذلك كانت جلسة الأسئلة والأجوبة غير ملهمة. حتى الآن، لم ترسل تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها، نوع الرسالة القوية المطلوبة، لجذب انتباه زعيم يمثل عدم الاستقرار المتصاعد على العالم.
ومباشرة بعد تصريحات بايدن، تلقى 7000 جندي أمريكي آخر أخبارًا عن إرسالهم إلى أوروبا، بعد التحركات الأخيرة لدعم حلفاء "الناتو" القريبين جدًا من روسيا.
ما يواجهه هؤلاء الشبان والشابات، خاصة أثناء سفرهم إلى دول البلطيق الثلاث وبولندا، غير معروف، إذ أثار خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي سبق أمره بضرب أوكرانيا- مخاوف بشأن حالته العقلية.
وتضمنت مطالبه، ونظرياته عن التاريخ غير المرتبطة بالتاريخ الفعلي، تلميحات غير دقيقة، بأنه لن يتردد في استخدام الأسلحة النووية، إذا أعاقه "الناتو".
كان البريطانيون يدقون ناقوس الخطر الجمعة، إذ قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس لراديو "بي بي سي": "لقد قلت باستمرار منذ فترة طويلة، ورئيس الوزراء يدعم هذا الموقف، بوتين ليس عقلانيًا".
وأضاف والاس أن بوتين "لن يتوقف" مع أوكرانيا. في غضون ذلك، قال جيمس هيبي، وزير القوات المسلحة البريطاني، أمام مجلس العموم: "يجب أن نكون واضحين بشأن مخاطر سوء التقدير، وكيف يمكن أن يصبح ذلك الخطر وجوديًا بسرعة كبيرة، إذا أخطأ الناس في الحسابات، وتصاعدت الأمور بلا داعٍ".
ويحذر البريطانيون مواطنيهم صراحةً، من المخاطر المحتملة لعمليات بوتين، التي تقضي على الجنود والمدنيين على حدٍ سواء في أوكرانيا.
ومع ذلك، لا يزال العديد من الأمريكيين مرتاحين لاتخاذ موقف من يتخيل بأن بوتين لن يجرؤ -رغم أنه تجرأ بالفعل- على غزو دولة ديمقراطية، مع ازدرائه لحلف الناتو الذي لا حدود له.
ربما يستنتج بوتين، أن عدم وجود عقوبات شاملة على هجومه على أوكرانيا، قد يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها ليسوا مستعدين لدفع الثمن، الذي يدعم أقوالهم بالأفعال.
ماذا يجب أن يفعل الرئيس؟ دعم النفي الفوري لكل بنك روسي من نظام رسائل سويفت، الذي يربط بين التمويل الدولي، وحظر السفر من روسيا وإليها، بما في ذلك عبر السفن السياحية.
كذلك دعوة دول "الناتو" لطرد كل ثري من أصدقاء بوتين، مع مصادرة الأصول الروسية لتسوية أمور أوكرانيا، ثم الانطلاق في الهجوم السيبراني، يجب عدم الانتظار حتى نضرب أولًا.
ربما تكون الإجراءات الغربية المضادة -حتى الآن- قد صدمت بوتين على أنها مجرد أنصاف عقوبات. وقد يعتقد بويتن أن إرسال بضعة آلاف من القوات، وبعض الطائرات وبعض الدبابات إلى أوروبا الشرقية، دليل على عدم الرغبة في الوقوف في وجهه.
من المحتمل أن يبدو وقف ألمانيا لعملية التصريح لخط أنابيب نورد ستريم2، الذي يجلب الغاز من روسيا، تلويحًا أكثر من كونه حظرًا دائمًا.
المسؤولون الحكوميون، الذين يعلنون أن "كل شيء على الطاولة" عندما يتعلق الأمر بالرد على بوتين، يرسلون رسالة مبتذلة في الوقت الحاضر، مفادها أنه قد لا يكون هناك شيء مطروح على الطاولة.
يرى بوتين أن الولايات المتحدة لن تمول جيشها بشكل كافٍ، حتى عندما أنفقت تريليونات الدولارات، في خطة تحفيز لمواجهة الأوبئة لمرة واحدة.
إنه يعرف أن الديمقراطيين، الذين يتحكمون في كل رافعة للسلطة، حزب يعول على "عوائد سياسة السلام".
في الغالب، يرى بوتين أن الغرب يتجنب القيام بالأمور الصعبة، إذا نتجت عنها أوضاع مزعجة. هل سيخلص الشخص المصاب بجنون العظمة، إلى أن المادة الخامسة لحلف الناتو حقيقية، أم يشك في أنها قد تتبخر إذا تم اختبارها، وهو أمر محرج على الغرب استيعابه؟
يحتاج بايدن إلى العودة إلى الميكروفون، هذه المرة بالتفاصيل التي لا يمكن أن يفوتها الأمريكيون وبوتين. وحديثه عن "كل شبر"، يحتاج إلى تفسير .
هل يقصد حقًا أننا سنخوض حربًا مع روسيا، ونغرق سفنها، وننزع شبكتها، ونقتل ونقتل في ساحة المعركة؟ بالمقابل بدا أن بوتين يهدد بالأسلحة النووية.
"الضغط المتدرج" هو المصطلح الذي استخدمه وزير الدفاع آنذاك، روبرت ماكنمارا لوصف "استراتيجيته" في حرب فيتنام، لكنها لم تكن استراتيجية، لقد كان تكتيكًا سياسيًا لإرضاء مجموعة من الجماهير المحلية. الآن ليس الوقت المناسب لبايدن، لاستدعاء أفكار الديمقراطيين في شبابه، مثل مكنمارا ورئيسه ليندون بينيس جونسون.
حان الوقت لأخذ صفحة من أفكار رونالد ريغان التي تقول: إذا تجاوزت روسيا خط الناتو: "هذه هي استراتيجيتي في الحرب الباردة: نحن نفوز، وهم يخسرون".
مقال مترجم عن: "واشنطن بوست"