تقرير يكشف الدور البريطاني في عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني
قالت الصحيفة البريطانية، في تقرير، إن قاعدة استخبارات سلاح الجو الملكي البريطاني، مرتبطة بضربة أمريكية بطائرة مسيَّرة، تسبَّبت في مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، مشيرة إلى أن قاعدة مينويث هيل استخدمت للمساعدة في الاغتيال المثير للجدل.

السياق
بعد قرابة عامين من قتله، ما زالت عملية اغتياله تتساقط «أوراق التوت» عنها يومًا تلو الآخر، كانت أخراها ما كشفت عنه صحيفة ذا غارديان، مشيرة إلى دور بريطاني محتمل في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.
وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير، إن قاعدة استخبارات سلاح الجو الملكي البريطاني، مرتبطة بضربة أمريكية بطائرة مسيَّرة، تسبَّبت في مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، مشيرة إلى أن قاعدة مينويث هيل استخدمت للمساعدة في الاغتيال المثير للجدل.
دور بريطاني
ودعا نشطاء بريطانيون، حكومة لندن إلى شرح ما إذا كانت قاعدة مينويث هيل الاستخباراتية السرية في يوركشاير، متورطة في الاغتيالات الأخيرة بطائرات من دون طيار، بعد نشر تقرير يثير تساؤلات عن تورط المملكة المتحدة في الهجمات الأمريكية.
وبحسب صحيفة ذا غارديان، فإن البحث الذي قدَّمته حملة «Menwith Hill Accountability»، أشار إلى أنه «كان من المحتمل» مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير من العام الماضي، عبر معلومات من الموقع البريطاني، وهو موقع استيطاني تابع لوكالة الأمن القومي الأمريكية (ناسا).
ويثير التقرير تساؤلات عما إذا كان الموظفون البريطانيون في الموقع، متورطين في المساعدة في الضربات القاتلة للطائرات الأمريكية من دون طيار، لا سيما في اليمن وباكستان والصومال، وجميع مناطق النزاع، حيث لا تكون المملكة المتحدة في حالة حرب.
خارج المساءلة
وقال بارنابي بيس الصحفي الاستقصائي: «القوات الأمريكية والبريطانية في قاعدة مينويث هيل، تعمل خارج نطاق التدقيق والمساءلة»، مشيرًا إلى أنه ما لم يكن هناك تغيير «فمن المرجَّح الكشف عن أنظمة المراقبة والإعدامات خارج نطاق القانون».
ويطالب التقرير، الذي قُدِّم في اجتماع لحملة «Menwith Hill Accountability»، بمساءلة المملكة المتحدة، لأي مسؤولين عن أي نشاط عسكري أمريكي، أو نشاط لوكالة الأمن الأمريكية في قاعدة مينويث هيل.
وتقع قاعدة مينويث هيل، على بعد ثمانية أميال إلى الغرب من مدينة هاروغيت البريطانية، في مقاطعة نورث يوركشاير، المعروفة بقباب كرة الجولف البيضاء الكبيرة المميزة، التي تحتوي على معدات الرادار.
ورغم أن القاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي، فإنها أكبر موقع خارجي معروف لوكالة الأمن القومي الأمريكية، التي تضم 600 أمريكي و500 مدني بريطاني، بحسب «ذا غارديان».
وثائق مسربة
وأظهرت الوثائق المسربة من ملفات سنودن، أن قاعدة مينويث هيل جزء من شبكة تنصت قادرة على جمع البيانات من مئات الملايين من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية يوميًا وتحديد الهواتف على الأرض.
ووفقًا لتحليل نُشر لملفات سنودن، يمكن استخدام المعلومات التي تم الحصول عليها، في عمليات القبض والقتل، وهو ما حدث بتتبع أهداف لحركة طالبان المسلحة في أفغانستان عام 2011، ما أدى إلى مقتل ما يقرب من 30 مسلحًا تابعًا لها.
وبحسب صحيفة ذا غارديان، فإن وزراء بريطانيين رفضوا التعليق على ما إذا كان لقاعدة يوركشاير دور في غارة الطائرات من دون طيار، في ضوء سياسة طويلة الأمد مفادها «أننا لا نعلِّق على تفاصيل العمليات التي نُفِّذت في سلاح الجو الملكي البريطاني مينويث هيل».
لكن الصحفي الاستقصائي بيس، قال إن مثل هذه السرية تثير أسئلة جدية، مشيرًا إلى أن تورط المملكة المتحدة وقاعدة مينويث هيل، المقامة على أراضيها، في عملية اغتيال هددت بإشعال حرب، ينبغي أن يكون مصدر قلق كبير.
وأكد بيس، أن فشل حكومة المملكة المتحدة، في طمأنة الجمهور بأن القاعدة لم تكن متورطة، يثير تساؤلات عميقة عن ضرورة المساءلة عما يحدث في القاعدة.
صراع أوسع
وفي ضوء التسريبات، خلص بيس إلى أنه من المحتمل أن يكون لمينويث هيل، دور في مقتل سليماني في يناير 2020، وهو إجراء هدد -فترة وجيزة- بإغراق الولايات المتحدة في صراع أوسع مع إيران.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: «سلاح الجو الملكي البريطاني مينويث هيل، جزء من شبكة اتصالات دفاعية أمريكية عالمية(..) تدعم القاعدة مجموعة متنوعة من أنشطة الاتصالات»، مشيرًا إلى أنه «لأسباب أمنية تشغيلية وكمسألة تتعلق بالسياسة، لا تناقش وزارة الدفاع البريطانية ولا الأمريكية علنًا التفاصيل المتعلقة بالعمليات العسكرية ولا الاتصالات السرية، بصرف النظر عن الوحدة أو المنصة أو الأصول».
التقرير البريطاني، جاء بعد أيام من تصريحات رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، الجنرال تامير هايمان، التي أكد فيها، أن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية ساهمت في اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني السابق.
وقال الجنرال هايمان: إن سليماني كان يسبب الكثير من القلق والحرج للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن اغتياله كان الحدث الأبرز خلال الفترة الماضية، كونه رجلًا ليس له مثيل، ولن يعوض بالنسبة لبلاده.
رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية قال إن إيران ليس بإمكانها امتلاك السلاح النووي على المدى القريب، مرجحًا أن تحاول استنفاد مفاوضات طويلة مع الغرب، مع مضيها قدمًا في عمليات تخصيب اليورانيوم.
3 خيارات
وأكد أن الإيرانيين أمامهم 3 خيارات، إما العودة إلى الاتفاق النووي السابق لعام 2015، أو المضي في تحدٍّ غير مسبوق، بما في ذلك السعي نحو التسلح واستمرار التخصيب، أو الذهاب إلى اتفاق يحققون من خلاله الكثير عما تم تحقيقه.
وقُتل سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة، في الثالث من يناير 2020، بالقرب من مطار بغداد الدولي، في حادث جاء بعد تصعيد حاد بين الولايات المتحدة من جهة، وإيران والفصائل المدعومة من قبلها في العراق من جهة أخرى.