استهداف الأوليغارشية... لماذا لم تشمل العقوبات المقربين من بوتين؟

 لن تؤذي العقوبات إلا إذا أصابت زمرة بوتين وثرواتهم

استهداف الأوليغارشية... لماذا لم تشمل العقوبات المقربين من بوتين؟

ترجمات - السياق

أعلن الرئيس بايدن، عقوبات جديدة ضد روسيا الخميس، لكنها بالكاد مثلت "العواقب الوخيمة" التي وعد بها، بالمقابل أدركت الأسواق المالية ذلك سريعًا، لأنها حققت انتعاشًا حادًا بعد تصريحات بايدن، لكن  الأمر الأكثر إحباطًا للآمال هو الفشل في ملاحقة قلب قوة الكرملين.

وقالت صحيفة وول ستريت، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدير روسيا "كعصابة يتم فيها تقاسم الثروة بين الأصدقاء، لكن عامة الناس لا يرون سوى القليل من الفوائد، لقد جعل النظام الزعيم الروسي وأصدقاءه أثرياء للغاية".

وأشارت إلى أن المستويات المعيشية للروس العاديين، أقل أهمية بالنسبة لبوتين من حماية زمرته،  وأضافت: "هذه النخب تحافظ على سلطتها بدعمها للنظام".

 

تدفق الأموال

 وكشفت "وول ستريت جورنال" عن تخزين الكثير من هذه الثروة في الخارج، لافتة إلى شراء الأوليغارشيين، القصور والفرق الرياضية والشركات خارج روسيا، أثناء إرسال أطفالهم للدراسة وحضور الحفلات في الخارج.

بالمقابل، نظرت عواصم غربية عدة إلى الموضوع من زاوية أخرى، حيث تدفقت الأموال وصرف المموّلون والمحاسبون والمحامون ووكلاء العقارات الأموال.

ومع ذلك، عاقبت وزارة الخزانة الأمريكية الخميس، سبعة فقط من الروس: ثلاثة أبناء من أقارب بوتين، وزوجة، وثلاثة مصرفيين.

وذكرت أن العقوبات الجدية ستمنع كل روسي مرتبط بالنظام، من دخول الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة، وحجز ممتلكاتهم الأجنبية، وقالت: "يجب أن تمتد القيود لتشمل كل زوجة، وطفل، وعشيقة، وابن عم، وعمة، وابن أخ، وصديق مقرب لديهم... لن تعجب الجامعات بذلك، لكن يجب إلغاء تأشيرات الطلاب المرتبطين بحكم زمرة بوتين" .

 

قائمة نافالني

المكان المناسب للبدء هو نفالني35، وهي قائمة بالنخب الروسية التي جمعتها منظمة المعارض أليكسي نافالني، وتشمل شخصيات إعلامية وتجارية وسياسية وأمنية مؤثرة "تلعب أدوارًا رئيسة في دعم بوتين"، وفقًا لمجموعة نافالني.

 أبرز الأسماء في قائمة نافالني، رومان أبراموفيتش، وهو شخصية معروفة تتمتع بأصول مهمة في الغرب، اشتهر بأنه مالك نادي تشيلسي لكرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتعد علاقاته العميقة بالمملكة المتحدة تذكيرًا بدور لندن، كملاذ للأصول الروسية. لم تتم معاقبة أبراموفيتش، ونفى أنه فعل أي شيء يبرر ذلك.

 تحدث رئيس الوزراء بوريس جونسون عن اتخاذ إجراءات صارمة، لكن انتقاداته للأوليغارشية كانت مثيرة للشفقة، إذ أعلنت المملكة المتحدة -لأول مرة- عقوبات هذا الأسبوع على ثلاثة روس، كانوا مستهدفين من الولايات المتحدة.

 يوم الخميس، أعلنت الحكومة فرض قيود على "خمسة من الدائرة المقربة من بوتين، بما في ذلك صهره السابق كيريل شامالوف، وكلما طال انتظار لندن، زاد الوقت الذي سيتحرك فيه الأوليغارشيون لحماية ثرواتهم.

 

النفوذ الروسي

 خلص تقرير عن روسيا، للجنة الاستخبارات والأمن بالبرلمان البريطاني، نُشر عام 2020، إلى أن "النفوذ الروسي في المملكة المتحدة هو الوضع الطبيعي الجديد"، وهناك الكثير من الروس تربطهم صلات وثيقة ببوتين، ممن اندمجوا جيدًا في الأعمال التجارية بالمملكة المتحدة والمشهد الاجتماعي، والقبول بسبب ثروتهم"، ولن تتمتع لندن بمصداقية كبيرة، ما لم توسع قائمة العقوبات المستهدفة، وفقًا لـ "وول ستريت جورنال".

ويروِّج العديد من الأوليغارشية أنفسهم، على أنهم جسور بين الغرب وروسيا، لكن تجميد أصولهم ومطالبتهم بالاختيار بين الكرملين والعيش بحرية في الغرب، سيختبران هذه المواقف، إذ حصل الكثير منهم على جنسية أجنبية، ولا يمكن ببساطة ترحيلهم، لكنهم يخضعون للقوانين والتحقيق.

وهناك أيضًا مسألة ما يجب فعله حيال الغربيين، الذين أمضوا سنوات يعملون مع الشركات الروسية.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى ترشيح المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، للانضمام إلى مجلس إدارة شركة غازبروم الروسية هذا الشهر، وهو بالفعل رئيس مجلس إدارة شركة.

بدوره غرد رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون، الذي انضم العام الماضي إلى مجلس إدارة شركة البتروكيماويات الروسية سيبور، أن توسع "الناتو" هو المسؤول عن الغزو، ويجب على الأقل تهميش هذه العوامل التمكينية من الحياة العامة.

وذكرت الصحيفة، أن بايدن تجنَّب سؤالاً في مؤتمره الصحفي الخميس، عن عدم فرض الولايات المتحدة عقوبات على بوتين، لكنه قال إن ذلك لا يزال ممكنًا. 

وأضافت: "يجب أن تستمر الصحافة في السؤال: هل العقوبات الوحيدة التي ستلفت انتباه بوتين حقًا، هي تلك التي تهدد سيطرته على روسيا وولاء أصدقائه؟".