يوم التأسيس.. السعودية تحتفي بماض عريق ومستقبل مشرق
المملكة العربية السعودية، التي أصبحت نموذجًا رائدًا في المنطقة، مستلهمة من جبال طويق مثلًا لعلو الهمة، تحوَّل نجاحها وتصاعدها المستمر في المؤشرات الدولية إلى قصة ملهمة، للدول المجاورة، إلا أنه كان نتاجًا طبيعيًّا لجهود قيادة ومسؤولين وهبوا حياتهم وأعمارهم للبلد الخليجي.

السياق
بين ماضٍ متدفق بدروس التاريخ، وحاضرٍ نابض بالعطاء، تحتفل المملكة العربية السعودية، لأول مرة، باليوم الوطني للتأسيس، متطلعة إلى مستقبل مبهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
المملكة العربية السعودية، التي أصبحت نموذجًا رائدًا في المنطقة، مستلهمة من جبال طويق مثلًا لعلو الهمة، تحوَّل نجاحها وتصاعدها المستمر في المؤشرات الدولية إلى قصة ملهمة، للدول المجاورة، إلا أنه كان نتاجًا طبيعيًّا لجهود قيادة ومسؤولين وهبوا حياتهم وأعمارهم للبلد الخليجي.
فذكرى التأسيس، التي تحل اليوم الثلاثاء، بعد أن صدر مرسوم ملكي الشهر الماضي بها، يجدد خلالها السعوديون العهد والوعد للقيادة، التي لها في قلوبهم وافر العطاء المتواصل، الذي تجدده الأيام حينًا بعد حين، وترسخه الأحداث موقفًا تلو آخر.
إلا أن ذكرى التأسيس تأتي في الوقت الذي لم يعد النفط -رغم أهميته- مصدرًا وحيدًا لدخل المملكة، التي نجحت في تنويع مصادر الدخل، عبر منهج يقوم على دراسة عميقة لأوضاع السوق النفطية، ومعدلات التبادل التجاري والسياحة والاستثمار وقطاع الترفيه.
قصص نجاح
تلك المقومات الجديدة، تعكس حجم التغير الذي تعيشه المملكة على مدى تاريخها؛ فالصادرات غير النفطية وصلت إلى معدلات قياسية، بينما بات المستثمرون ينعمون تحت مظلة قانونية تخاطب تطلعاتهم، وتحمي في الوقت نفسه، العمالة اتساقًا مع مطالب توفير الأمان الاجتماعي في أسمى معانيه.
وسطر البلد الخليجي وما زال، قصة نجاح استلهم أركانها من رؤية المملكة 2030، كما يصفها عرَّابها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وأبهرت قصة نجاح المملكة العربية السعودية وتاريخها المتفرد، المستشرقين والمؤرخين، الذين انبروا في الإشادة بها؛ أبرزهم المستشرق والرحالة السويسري جون لويس بوركهارت، الذي جذبه التاريخ السعودي، فكان من أدق وأشمل مَنْ كتبوا عن الجزيرة العربية، خاصة مع ظهور الدولة السعودية.
ولم يكتفِ المستشرق السويسري -في الكتابة عن حكم الدولة السعودية الأولى للحجاز- بالعدل واستتباب الأمن والنظام المجتمعي الممتاز، إلا أنه بات من كثرة حبه لها، جنديًا في محرابها، فانبرى لينفي الشائعات التي حاولت النيل من تاريخ المملكة، عبر كتابه الشهير «رحلات في بلاد العرب».
فتح الله الصايغ كان -كذلك- من المؤرخين الذين أبهرتهم المملكة؛ فكتب عن البادية وتقاليدها وقبائلها، في ما وصفه المؤرخون بأنه «حديث الشاهد الأمين الذي يتكلم عما رآه وسمعه وعرفه بالخبرة والمشاهدة».
فنون شعبية
وتعرض الصايغ لنواح عدة من حياة البادية، مثل الرحيل في وقت السلم، والنساء في الهوادج، وأمامهن الفرسان الخبيرون بالضرب والطعن، والرحيل السريع في حالة الطوارئ، ليرصد حياة البادية في تلك الفترة.
أحد الفنون الشعبية في المملكة، التي اختلف معظم شعوب العالم في تسميتها وطريقة أدائها، كانت «العرضة»، التي وصفها المؤرخ السعودي حمد الجاسر بالرقصات البشرية المتنوعة، مشيرًا إلى أن منها ما يتعلق بأحوال الفرح، مثل الزواج، والعيدين، بينما الآخر ما يقصد به إظهار القوة والشجاعة وإيجاد الحماسة في النفوس.
كل تلك الإشادات والتقاليد التراثية وقصص النجاح، كان لزامًا على المملكة أن تحتفي بها، في «يوم التأسيس»، لتطلق الرياض له، هوية بصرية متميزة، تحت شعار «يوم بدينا».
هوية يوم التأسيس
وفي إشارة إلى «بطولة رجالات المجتمع السعودي والتفافه حول الراية التي حماها»، كان شعار يوم التأسيس، الذي جاءت منتصفه أيقونة رجل يحمل راية، بينما حملت الهوية البصرية معاني جوهرية تاريخية متنوعة مرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن أيقونة الهوية يحيط بها 4 رموز: التمر الذي يدل على النماء والحياة والكرم، والمجلس الذي يعبر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، والخيل العربي وهو العنصر الذي يعرض فروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة، والسوق في إشارة إلى الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم.
وعن طريقة كتابة عبارة «يوم التأسيس - 1727»، قالت «واس»، إنها كتبت بخط مستلهم من مخطوطات عدة وثقت تاريخ الدولة السعودية الأولى، لتكون الرسالة الشاملة للشعار مرتبطة بالقيم التي تمثل الثقافة السعودية المشتركة، وموصلة لمعاني الفخر والحماس والأصالة والترابط، ومرتبطة بالضيافة، والكرم والمعرفة والعلوم.
احتفاء دولي
احتفاء المملكة بيوم التأسيس، الذي يمثل مكانة كبيرة للرياض، شاطرها فيه، الكثير من الدول العربية والغربية، التي أشادت وهنأت المملكة به، في رسائل لقادتها.
فالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وجه رسالة تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وللشعب السعودي بمناسبة «يوم التأسيس»، قائلًا فيها: «أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والشعب السعودي الشقيق، بمناسبة يوم التأسيس».
وأضاف ولي عهد أبوظبي، عبر «تويتر»: «تاريخ عريق ومشرف، وقادة عظام صنعوا نهضة بلادهم جيلًا بعد جيل(..) أدعو الله أن يديم على المملكة ازدهارها ورفعتها، ويحفظها بالأمن والأمان».
أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والشعب السعودي الشقيق، بمناسبة "يوم التأسيس".. تاريخ عريق ومشرف، وقادة عظام صنعوا نهضة بلادهم جيلاً بعد جيل..أدعو الله أن يديم على المملكة ازدهارها ورفعتها، ويحفظها بالأمن والأمان.
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) February 22, 2022
وهنأ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة يوم التأسيس.
وهنأ رئيس وزراء باكستان عمران خان، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين بمناسبة يوم التأسيس، وأعرب بهذه المناسبة عن تمنياته للمملكة بالمزيد من التقدم والرخاء.
من جانبها، قدمت القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى يائيل لمبرت، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والسعوديين بمناسبة احتفال المملكة الأول بذكرى يوم التأسيس.
وأكدت المسؤولة الأمريكية، أن يوم التأسيس يرمز إلى عمق التاريخ والثقافة السعودية.