فورين أفيرز: الدبلوماسية الصينية تعمل بطريقة الذئب المحارب

بينما تصارع السُّـلطات الصينية خصمًا أكثر صعوبة ونجاحًا وقوة، هو الولايات المتحدة الأمريكية، لم تهدئ الجبهة الداخلية، بل أغلقت المكتبات ودور المحفوظات الصينية أبوابها أمام العلماء، ورفضت الحكومة منح تأشيرات للمراسلين الأجانب.

فورين أفيرز: الدبلوماسية الصينية تعمل بطريقة الذئب المحارب

ترجمات - السياق

قالت مجلة «فيرون أفيرز» الأمريكية، إن الدبلوماسية الصينية، في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، تعمل بطريقة «الذئب المحارب»، عبر إعادة توتر العلاقات مع الولايات المتحدة خارجيًا، وزيادة الاحتقان داخليًا.

وأكدت المجلة الأمريكية، أنه بينما تصارع السُّـلطات الصينية خصمًا أكثر صعوبة ونجاحًا وقوة، هو الولايات المتحدة الأمريكية، لم تهدئ الجبهة الداخلية، بل أغلقت المكتبات ودور المحفوظات الصينية أبوابها أمام العلماء، ورفضت الحكومة منح تأشيرات للمراسلين الأجانب.

وأشارت إلى أن أدوات القمع، التي وصفتها بـ«القاسية» أدت إلى خنق مجموعات المجتمع المدني العالمية، في الوقت الذي أدى فيه انتشار جائحة كورونا، إلى توقُّـف التبادلات الثقافية.

وسلَّطت المجلة الضوء، على احتفال الحزب الشيوعي الصيني، بمرور قرن من الزمان على تأسيسه، في شنغهاي عام 1921، مشيرة إلى أن المؤتمر الأول للحزب، حضره حينها ماو تسي تونغ -مؤسس جمهورية الصين الشعبية- البالغ من العمر 27 عامًا آنذاك، الذي يعود مسقط رأسه إلى منطقة هونان الداخلية المحافظة.

وستقيم الصين احتفالًا ملحميًا بهذه المناسبة، إلا أن الحزب سيتخلى فيه، عن عرض عسكري في ميدان تيانانمن، بحسب صحيفة جلوبال تايمز الصينية الحكومية، التي قالت إنه ستُقام معارض واسعة النطاق، لعرض المسار المجيد وتجربة الحزب الشيوعي الصيني، على مدى المئة عام الماضية.

وأشارت إلى أنه ستكون هناك منشورات احتفالية، وندوات، وطوابع تذكارية وعملات معدنية، وميداليات لأعضاء الحزب البارزين، وخط ساخن تم إنشاؤه، بحيث يمكن للمواطنين الإبلاغ عن أي معارضين لتجربة الحزب.

 

التمسك بالماركسية

«جلوبال تايمز» الناطقة باسم الحزب الشيوعي، وصفت أي معارض لتجربة الحزب، بعد مئة عام على إنشائه، بـ«الأوغاد».

بدوره، عبَّـر الرئيس الصيني، الأمين العام للحزب الشيوعي شي جين بينغ، عن سعادته بوصول عدد أعضاء الحزب الشيوعي إلى أكثر من 90 مليونًا، قائلاً إن ماو (مؤسس الحزب) كان سيسعد جدًا، حينما يعرف أنه رغم مرور 100 عام على تأسيسه، مازال الحزب عازمًا على المضي قدمًا بقوة في تحقيق أهدافه".

في هذه الأثناء ، تمطر أجهزة الدعاية التابعة للحزب، الجمهور بشعارات، منها: «ضرورة التمسُّك بالماركسية اللينينية، وفكر ماو تسي تونغ، ونظرية دنغ شياو بينغ لبناء الاشتراكية الصينية، إضافة إلى فِكر شي جين بينغ في خصائص العصر الجديد مع الاشتراكية الصينية».

ورغم أن هذه اللغة مألوفة، لدى كبار السن من الصينيين، الذين عاشوا خلال حقبة ماو، فإن الكثيرين غيرهم ما زالوا يتساءلون: كيف يتناسب هذا القائد الكبير الرجعي مع عالم تقوده العولمة لا الاشتراكية، لا سيما أن ذلك يحدث بينما تستمر جمهورية الشعب الصينية في إدهاش المحللين بمعدل نمو اقتصادي بلغ 18% في الربع الأول من عام 2021؟!