خليل زاده.. رجل طالبان في واشنطن

صحيفة ذا ديسباتش الأمريكية، تسلط الضوء على المبعوث الأمريكي السابق لأفغانستان، زلماي خليل زاده، الذي وصفته بأنه رجل حركة طالبان في واشنطن.

خليل زاده.. رجل طالبان في واشنطن
خليل زاده

ترجمات - السياق

سلَّطت صحيفة ذا ديسباتش الأمريكية، الضوء على المبعوث الأمريكي السابق لأفغانستان، زلماي خليل زاده، الذي وصفته بأنه رجل حركة طالبان في واشنطن.

وقالت الصحيفة، في تقرير، إن المبعوث الأمريكي الخاص السابق للمصالحة في كابل، كان دائماً ما يلقي باللوم على الأفغان، في الإخفاقات التي نتجت عن اتفاقه مع حركة طالبان.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه من خلال متابعة جولات خليل زاده، في وسائل الإعلام، يجب أن يكون واضحاً للجميع، أن الدبلوماسية الخادعة التي تبناها، ساعدت في تمهيد الطريق لانتصار طالبان السريع على الحكومة الأفغانية المخلوعة هذا العام.

وقالت "ذا ديسباتش": المبعوث الأمريكي السابق يحاول الدفاع عن سجله، مستخدماً حججًا واهية لخدمة أغراضه الشخصية.

وتابعت: "يجب أن نضع في اعتبارنا ما قاله خليل، زاده خلال ظهوره على قناة سي بي إس نيوز في 24 أكتوبر الماضي، إذ حاول إلقاء اللوم على الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، لفشله في التوصل إلى تسوية سياسية مع طالبان، صحيح أن ولاية غني كانت فاشلة بشكل لا لبس فيه، وليس هناك كثيرون يرغبون في الدفاع عنه، لكن من غير المنطقي، الادعاء بأن الرئيس السابق كانت لديه مفاتيح السلام، إذ إنه لم تكن لطالبان مصلحة في التوصل إلى تسوية سياسية، وأوضح قادة الحركة مراراً، أنهم يجاهدون لإحياء إمارة أفغانستان الإسلامية، وهو النظام الشمولي نفسه الذي أطيح أواخر عام 2001، ويعتبرون الأمر واجباً مقدساً والدافع الرئيس لحربهم التي استمرت 20 عاماً".

ورأت الصحيفة، أن طالبان لم تخفِ هدفها السياسي، إذ أشارت مراراً إلى نفسها باسم "إمارة أفغانستان الإسلامية" في اتفاق 29 فبراير 2020 مع الولايات المتحدة، الذي استخدمت وزارة الخارجية الأمريكية فيه لغة تشير إلى أن الولايات المتحدة لا تعترف بنظام طالبان، وهو ما اعتبرته الصحيفة تصرفًا أخرق، لكن ذلك لم يمنع طالبان من الإصرار على تسمية نفسها بـ"إمارة أفغانستان الإسلامية"، إلا أن خليل زاد أبرم الصفقة على أي حال.

وأوضحت الصحيفة: حقيقة الأمر أنه لم تكن هناك تسوية سياسية، إذ إن حركة طالبان كانت تقاتل من أجل تحقيق النصر في الاتفاق، وهو ما حدث هذا العام، قائلة إنه لم يكن هناك أي سيناريو واقعي مناسب يمكن أن يقنع به غني، أو أي مسؤول أفغاني آخر، الجهاديين بالقبول بأي شيء أقل من إحياء حكومتهم الاستبدادية، لذا فإن ما قاله خليل زاده لقناة سي بي إس كان يستند إلى فرضية غير منطقية.

وأضافت " ذا ديسباتش": "يزعم خليل زاده أنه كان على وزارة الخارجية الأمريكية أن تضغط على الرئيس غني بقوة أكبر، كما لو أن الفشل في التوصل إلى حل وسط تفاوضي كان خطأ كابل نفسها، فكيف كان من الممكن أن يتم ذلك، بعدما أجبرت الولايات المتحدة الأفغان، على القتال من أجل التوصل إلى موقف متعادل، بين 29 فبراير 2020 عندما استسلم خليل زاده لطالبان في الدوحة، و15 أغسطس 2021 عندما استولى الجهاديون على البلاد، إذ أصرت الولايات المتحدة على أنه لا يوجد حل عسكري للحرب، ما لوَّح باحتمال التوصل إلى تسوية، حتى في الوقت الذي حاربت فيه طالبان وتنظيم القاعدة من أجل النصر".

ورأت الصحيفة أن دبلوماسية خليل زاده، التي وصفتها بـ"الخاضعة" ساعدت رجال طالبان في كسب الحرب، إذ تم استبعاد غني وممثليه من مفاوضات المبعوث الأمريكي مع الحركة، كما أذعنت حكومة الرئيس الأفغاني السابق، للضغوط التي مارسها خليل زاده عليها، بإطلاق سراح 5 آلاف سجين من رجال طالبان من السجون الأفغانية، ورغم تأكيدات الحركة أن هؤلاء المقاتلين لن يشاركوا في الحرب، فقد عاد بعض الجهاديين المحررين إلى ساحة المعركة على الفور، كما ساعدوا إخوانهم في إطاحة الحكومة الأفغانية، لذا فإن على طالبان والقاعدة شكر خليل زاده، على هذه الزيادة في القوة البشرية، على حد قول الصحيفة.

ووفقاً لـ"ذا ديسباتش"، فإن اتفاق خليل زاده الثنائي مع طالبان، أدى إلى تسريع اختفاء الجيش الأفغاني وقوات الأمن بطرق أخرى أيضاً، لأن الاتفاق أحبط العديد من أفراد القوات الأفغانية، ما أشار إلى أن طالبان ستعود إلى السلطة، كما أنه كانت هناك مشكلات أخرى، بدءًا من الفساد إلى ضعف القيادة الأفغانية، لكن بعد اتفاق خليل زاده قرر العديد من القادة الأفغان، عقد صفقات مع الجهاديين، بدلاً من المخاطرة بخسارة المعركة، صحيح أنه من الممكن توجيه اللوم للأفغان، على فشلهم في حشد المزيد من القدرات الدفاعية، لكن هزيمتهم حدثت في سياق دبلوماسية خليل زاده نفسه، حسبما رأت الصحيفة.

وفي نهاية تقريرها، قالت "ذا ديسباتش": رغم أن غني كان زعيماً ضعيفاً، فإن ذلك لا يعفي الولايات المتحدة من المسؤولية، إذ إنه من المفترض أن تكون هي القوة الحقيقية للحرب في كابل، كما أن خليل زاده نفسه، يستحق الكثير من اللوم، على طريقة إنهاء اللعبة هناك.