غضب أوكراني بعد فشل الاتحاد الأوروبي في منع روسيا من نظام سويفت

وزير خارجية أوكرانيا يعبر عن غضبه بعد قرار زعماء الاتحاد الأوروبي عدم منع روسيا من نظام المدفوعات الدولي

غضب أوكراني بعد فشل الاتحاد الأوروبي في منع روسيا من نظام سويفت

ترجمات - السياق

واجه الاتحاد الأوروبي احتجاجات غاضبة من كييف، حيث امتنع قادة أوروبا عن فرض عقوبات، قد تكون الأكثر ضررًا على روسيا، حتى في الوقت الذي فرض فيه الكرملين حصارًا على أوكرانيا، عن طريق البر والجو والبحر.

 وأعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن غضبه، قبل مدة وجيزة من اتخاذ رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قرارًا، بعدم منع روسيا من نظام المدفوعات الدولي، الذي تتلقى من خلاله العملات الأجنبية.

ومع تزايد الخسائر في الأرواح، حذر كوليبا من أن السياسيين الأوروبيين والأمريكيين سوف "تتلطخ أيديهم بالدماء" إذا فشلوا في فرض أكبر الخسائر على موسكو، من خلال قطع روسيا عن نظام المدفوعات السريع.

 وكتب على "تويتر": "لن أكون دبلوماسياً في هذا الشأن، كل من يشك الآن في ما إذا كان يجب حظر روسيا من سويفت، يجب أن يفهم أن بأن أيديهم ستكون ملطخة بدماء الرجال والنساء والأطفال الأوكرانيين الأبرياء".

 ومع استعداد القوات العسكرية الروسية -على ما يبدو- لاقتحام كييف، أرسل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسالة "صريحة" لزعماء الاتحاد الأوروبي، عندما انضم إلى قمتهم عبر الفيديو مساء الخميس.

 وناشدهم اتخاذ أقسى الإجراءات ضد الكرملين، وقال لهم إنه قد لا يتمكن من التحدث إليهم مرة أخرى، بالنظر إلى الوضع العسكري.  وزعم زيلينسكي أن القتلة الروس كانوا في العاصمة الأوكرانية، وأنه وعائلته كانوا على قائمة القتل.

ويقول خبراء إن إزالة روسيا من النظام، ستجعل من شبه المستحيل على المؤسسات المالية، إرسال الأموال داخل أو خارج البلاد، مع عواقب على قطاع النفط والغاز في البلاد وعملائها الأوروبيين.

ويعتقد عدد من الدول الأعضاء، أنه لا يوجد شيء يمكن كسبه من الانتظار، وهو الموقف الذي تشاركه حكومة المملكة المتحدة.

 واعترف مارك روت، رئيس الوزراء الهولندي، بأن "العديد من الزملاء طالبوا بذلك" لكنه قال للصحفيين: "يجب المزيد من العمل لتقييم ما سيحدث حال عزل روسيا".

 وخلال مكالمة مع المستشار الألماني، حث رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الحلفاء على الرد بأقسى الإجراءات، محذرًا من أن "التقاعس الغربي أو عدم رد الفعل، ستكون له عواقب لا يمكن تصورها".

 وقالت مصادر بريطانية، إن جونسون لعب دورًا رئيسًا في إقناع الزعماء بقطع وصول روسيا إلى سويفت، خلال خطابه في مجموعة السبع أمام زعماء العالم الآخرين. 

وكان جاستن ترودو من كندا الزعيم الآخر الوحيد، الذي أعرب عن دعمه لإيجاد طريقة لفرض الحظر.

 وقال المتحدث باسم جونسون: "في ما يتعلق بسويفت، أعتقد أننا جميعًا ندرك أنه شيء يجب القيام به بالاشتراك مع حلفائنا الرئيسين، ولن يكون ناجحًا إلا إذا أمكن تحقيق ذلك على هذا النحو، فإننا نواصل تلك المناقشات، هناك مجموعة من الآراء في هذا الموضوع، ونحن ندرك أنه يمثل تحديًا، لكنها بالتأكيد نية رئيس الوزراء، لذلك سنواصل هذه المناقشات".

وصرحت الحكومه الأيرلندية بأنها تدعم أيضًا "أقوى العقوبات الممكنة".

 وقال رئيس ليتوانيا، جيتاناس ناوسودا، إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تعلم الدروس، من أن عقوبات الكتلة السابقة كانت "ضعيفة للغاية".

وقال: "لا يمكننا أن نحظى برفاهية أن نكون ناديًا للنقاش، المناقشات مفيدة ولكن لا يمكننا الاستمرار في المناقشات إلى الأبد... إنهم بحاجة إلى دعمنا اليوم، وغدًا قد يكون الأوان قد فات".

من جهته قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون موحدًا بفرض عقوبات صارمة "على بوتين وروسيا" إذا أريد لأوروبا أن تكون ذات صلة في جميع أنحاء العالم.  هذه لحظة حاسمة لتاريخ الاتحاد الأوروبي وتاريخ أوروبا، العالم الحر كله ينظر إلينا، إلى أي نوع من العقوبات، وما نوع ردود الفعل؟".

وأشارت مصادر دبلوماسية، إلى أن ألمانيا وقبرص وإيطاليا كانت من الدول الأعضاء الأكثر تحفظًا على اتخاذ الإجراء في هذه المرحلة، بحجة أنه يجب الحفاظ على بعض النفوذ.

وأوضح أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي بشأن سويفت: "شخص ما بدأ الحرب ونريد أن تتوقف هذه الحرب هنا والآن، تحتاج دائمًا إلى فتح بعض الأبواب لتتمكن من إجراء حوار لوقف الحرب".

وأضاف الدبلوماسي أن الإجراءات التي حظيت بتأييد بالإجماع داخل الاتحاد الأوروبي، ستكون "أكثر فعالية بكثير مع تكلفة وعواقب عالية، من حل قضية واحدة متعلقة بسويفت، التي قد تكون ضرورية لأشياء وثيقة الصلة ببعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".

وأكد شولز أنه يعارض قطع روسيا عن نظام المدفوعات الدولي.

والانقسام في الجبهة المتحدة مع أوكرانيا ظهر جليًا في ما عده الكثيرون من أكثر القمم اختبارًا لجيل كامل، مع قدرة الكتلة على توجيه ضربات قوية للمصالح الروسية المعنية.

وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة، نهاية القمة، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي وافق على تدابير من شأنها الإسهام في تدهور الصناعة الروسية، ودفع اقتصادها إلى الركود، ومنع صادرات المكونات التي لا يمكن تعويضها.

وقالت: "هذه الحزمة تشمل عقوبات مالية تقطع وصول روسيا إلى أهم أسواق رأس المال. نحن الآن نستهدف 70% من السوق المصرفية الروسية، لكننا نستهدف أيضًا الشركات الرئيسة المملوكة للدولة، بما في ذلك مجال الدفاع".

وقالت فون دير لاين، إن فرض حظر على تصدير مكونات لقطاع النفط الروسي سيجعل "من المستحيل على روسيا تحديث مصافي النفط".

 وأضافت: "الموضوع الثالث أننا نحظر بيع جميع الطائرات وقطع الغيار والمعدات لشركات الطيران الروسية. سيؤدي ذلك إلى تدهور القطاع الرئيس للاقتصاد الروسي وترابط البلاد".

 أخيرًا ، قالت فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي سوف "يحد من وصول روسيا إلى التكنولوجيا المهمة... مثل أشباه الموصلات أو التقنيات المتطورة".

كما ستخضع بيلاروسيا لحزمة عقوبات لدورها في مساعدة الغزو الروسي.

 لكن الإجماع على الحاجة إلى حزمة كبيرة من العقوبات، عبر قطاعي المال والطاقة، شابه الافتقار إلى الدعم لما يعده الكثيرون أكثر الإجراءات ضررًا، سواء بالنسبة لموسكو أم الدول الأوروبية التي لها علاقات تجارية أوثق مع روسيا.

 وقيل إن المعارضين يضغطون للتراجع عن فرض أشد الإجراءات إرهاقًا.

 واقترح المسؤولون أن سويفت قد يتراجع كجزء من "الشريحة الثالثة" من العقوبات، ويجادل بعض الدبلوماسيين في بروكسل بأن روسيا يمكن أن تجد طرقًا للالتفاف على حظرها من سويفت، وأن الإجراءات الأخرى ستكون بالأهمية نفسها في الضغط على الكرملين.