بعد فشله في تعطيل تحقيق مرفأ بيروت.. لا خيار أمام حزب الله سوى التصعيد
الوضع الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للبنان الآن، هو أن حزب الله شعر باليأس والفشل، ولم يبق لديه سوى الخيارات الأكثر تطرفاً، وأن هناك سوابق وحشية للجماعة، عندما اغتالت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ثم قتلت ضباط المخابرات الذين يقودون التحقيق في الاغتيال.

ترجمات – السياق
خسر حزب الله معركة الطيونة، إلا أنه ما زال يأمل ألّا يخسر الحرب ضد طارق بيطار، قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، رغم قرار مجلس القضاء الأعلى، الذي ينصّ على استمراره في التحقيق.
بعد أسبوع من العنف وسفك الدماء، في لبنان، وفشله في تعطيل التحقيق في انفجار ميناء بيروت، لم يكن لدى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، سوى الترهيب والمبالغات "السخيفة"، التي يهدد بها منذ الأحداث المؤسفة في الطيونة، لكن مع لعب زعيم الميليشيا جميع أوراقه تقريبًا، من دون نجاح في إيقاف تحقيق، يهدد قلب قوة حزب الله، فإن لبنان الذي يعاني التمزق الشديد، يدخل أزمة خطيرة وحاسمة، يعلم نصرالله مسؤوليته المباشرة عن التصعيد فيها".
ودمَّر الانفجار أجزاء كبيرة من بيروت، ما أدى إلى تفاقم أزمة اقتصادية كارثية. وبعد أكثر من عام، لم يدان أي مسؤول بأي جرائم بعد الانفجار، رغم أدلة مهمة على الفساد والإهمال الجنائي. واليوم، يعيش نحو 75% من سكان لبنان في فقر.
حصانة حزب الله
وقال أوز قاطرجي، في تحليل بمجلة فورين بوليسي، إن انفجار الميناء يختبر حدود حصانة حزب الله وقوته العسكرية الهائلة في البلاد، لكن بسبب الدستور اللبناني واتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية، يتعين عليه تقاسم السلطة مع الفصائل الأخرى، ومعظمها منظمات شبه عسكرية، تعود إلى حقبة الحرب الأهلية ولها أجنحة سياسية.
ورغم هيمنته العسكرية والسياسية على لبنان، لا يملك حزب الله القدرة ولا الإرادة لإنقاذ اقتصاد البلاد، أو إنهاء الفساد المستشري الذي يستفيد منه الحزب، الذي لا يزال مهيمنًا على لبنان، بفضل الاغتيال والترهيب والعنف المسلح.
وجنباً إلى جنب مع حركة أمل المتحالفة معه، يحافظ على سيطرة انتخابية على الطائفة الشيعية في لبنان، وفقًا للكاتب.
طارق بيطار
وعن التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، أوضح الكاتب، أنه رغم كل تهديدات نصر الله ومكائده السياسية، فشلت حتى الآن في تعطيل التحقيق الذي يقوده طارق بيطار، ذلك الرجل الذي ظهر كقائد نادر في السعي لتحقيق العدالة للناجين.
وأشار إلى أن طارق بيطار -القاضي المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت- استأنف تحقيقه الثلاثاء الماضي، رغم المحاولات العديدة لنصر الله وحلفائه لوقف المحكمة.
وأضاف: "يواصل بيطار تحقيقه رغم التهديدات، وأثارت ملاحقته الحازمة والصارمة لشخصيات سياسية، تم استدعاؤها للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بتفجير الميناء، المخاوف في صفوف الطبقة الحاكمة شبه العسكرية في لبنان"، مشيرا إلى أنه بإصداره أوامر استدعاء لكبار حلفاء حزب الله، يختبر بيطار حدود الدولة اللبنانية، التي كانت موجودة فقط، تحت رحمة المنظمات المسلحة منذ عقود.
ورأى الكاتب، أن "عمل بيطار دفع حزب الله إلى موقف غير مريح.. وفي حين أن إراقة الدماء في شوارع بيروت، كانت لمحة مرعبة لما يمكن أن يحمله المستقبل للبنان، إذا أغرقت هذه الميليشيات (حزب الله) البلاد في حرب أهلية أخرى، فإن اندلاع العنف لا يزال مصدر قلق البلاد الأكبر".
وقال: "لقد استنفد حزب الله الآن كل الوسائل الممكنة لإيقاف التحقيق، فانتهت خُطب نصر الله والتخريب السياسي والتعنت البرلماني ومجلس الشورى إلى الفشل في عزل البيطار.. بل وفشل إرسال (السفاحين) المسلحين إلى شوارع بيروت في وقف التحقيق".
وأضاف: "الوضع الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للبنان الآن، هو أن حزب الله شعر باليأس والفشل، ولم يبق لديه سوى الخيارات الأكثر تطرفاً"، مشيرا إلى أن هناك سوابق وحشية للجماعة، عندما اغتالت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ثم قتلت ضباط المخابرات الذين يقودون التحقيق في الاغتيال.
وقال الكاتب: "على المجتمع الدولي حماية حياة البيطار بأي ثمن، أما البديل فهو محكمة خاصة أخرى، وإفلات من العقاب لمهندسي معاناة لبنان".