حرب أوكرانيا.. قادة أوروبيون سابقون يستقيلون من مجالس شركات روسية

 فيما عدا فرانسوا فيون، استقال معظم القادة الأوروبيين السابقين الذين يعملون في  شركات روسية

حرب أوكرانيا.. قادة أوروبيون سابقون يستقيلون من مجالس شركات روسية
غيرهارد شرودر وفلاديمير بوتين

ترجمات - السياق

بعد غزو روسيا لأوكرانيا، قرر العديد من السياسيين الأوروبيين السابقين، الدفع باستقالاتهم من مجالس إدارات الشركات الروسية التي يعملون فيها، مع بعض الاستثناءات، بحسب صحيفة ليبراسيون الفرنسية.

وقالت الصحيفة -في تقرير- إن العديد من القادة الأوروبيين السابقين، عالقون في معضلة أخلاقية، هل يمكنهم الاستمرار في العمل والحصول على رواتبهم من الشركات الروسية الكبرى، بعد غزو موسكو لأوكرانيا، الذي قُتل فيه ما لا يقل عن 137 شخصًا في اليوم الأول؟

وأضافت: بالنسبة لرؤساء الحكومات السابقين إيسكو أهو (فيلاندي) وماتيو رينزي (إيطاليا) والنمساوي كريستيان كيرن، فإن الإجابة واضحة: لا. 

 

فقدان الثقة

إيسكو آهو ، رئيس وزراء فنلندا من 1991 إلى 1995، كان عضوًا في مجلس إدارة أحد البنوك الروسية الكبيرة "سبيربنك". 

وأضاف آهو: "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، فقدت الثقة تمامًا في قدرتي على فهم ما تفعله روسيا".

بدوره، شغل الرئيس السابق للحكومة الإيطالية ماتيو رينزي (2014-2016) منصبًا في مجلس إدارة شركةDelimobil ، إحدى أكبر شركات السيارات الروسية، التي أنشأها رجل أعمال إيطالي في موسكو منذ سنوات. وقال المتحدث باسمه يوم الغزو: "استقال هذا الصباح".

 أما النمسا، البلد المحايد والصديق التقليدي للكرملين، فلديها ما لا يقل عن ثلاثة مستشارين سابقين ووزيرين سابقين، لا تزال لديهم مصالح مالية مع الشركات الروسية.

وذكرت الصحيفة أن رئيس الحكومة اليساري السابق كريستيان كيرن (2016-2017) استقال من مجلس الإشراف على السكك الحديدية الحكومية الروسية، حيث جعلت التطورات الأخيرة في أوكرانيا هذه الخطوة حتمية.

أما البقية فلم يتركوا جميعهم وظائفهم، على الأقل ليس على الفور، بينهم المستشار النمساوي السابق وولفجانج شوسيل، الذي يعمل في مجلس إدارة مجموعة النفط الروسيةLukoil ، حيث ذكر أن شركة Lukoil مدرجة في بورصة لندن وهي ليست شركة عمومية،  لذلك ليست هناك حاجة للاستقالة.

 وقالت الصحيفة: غيرهارد شرودر، الذي انتقد في الماضي بسبب صلاته بفلاديمير بوتين، أيضًا لم يغادر. ويشغل شرودر المستشار الألماني السابق من 1998 إلى 2005 رئاسة مجلس إدارة Rosneft  أول مجموعة نفطية روسية، ولجنة المساهمين في Nord Stream 2، وهو خط أنابيب غاز روسي ألماني مثير للجدل، علقته ألمانيا. 

ومن المتوقع أيضًا أن ينضم إلى مجلس الإشراف على شركة غازبروم الروسية العملاقة في يونيو.

 

سُمعة سيئة

بدوره، لم يغادر رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون، الذي انضم في ديسمبر إلى مجلس إدارة شركة البتروكيماويات الروسية العملاقة سيبور، التي يسيطر عليها -بين آخرين- ليونيد ميخلسون، أحد أغنى الرجال في روسيا، وجينادي تيمشينكو، الشريك المقرب من الرئيس بوتين، المستهدف من عقوبات المملكة المتحدة الأخيرة. 

وسيكون فيون أيضًا تحت أنظار السلطات البريطانية، وفقًا للقناة التليفزيونية الرابعة البريطانية، ويمكن أن ينضم قريبًا إلى قائمة الخاضعين للعقوبات إلى جانب الأوليغارشية الروسية.

 لكن إضافة إلى الجانب المالي، فإن موقفه يتعرض للهجوم على المستوى الأخلاقي. وكتب نائب الأدميرال باتريك شوفاليريو في جريدة لوموند: "القادة الأوروبيون السابقون في خدمة الشركات الروسية، يسهمون في إضفاء سُمعة سيئة على السياسة".

 رئيس الحكومة السابق انتُقد أيضًا من وزير الدولة للشؤون الأوروبية، كليمان بون: نحن نلحق العار بأنفسنا عندما نضعها في خدمة المصالح المالية الروسية القريبة من الدولة الروسية".

بعد ساعات من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، قال فرانسوا فيون عبر "تويتر": "عام 2014، ندمت على شروط ضم شبه جزيرة القرم، واليوم أدين استخدام القوة في أوكرانيا، لكنني منذ عشر سنوات أحذر من رفض الغرب مراعاة المزاعم الروسية بشأن توسيع "الناتو". 

هذا الموقف يقود إلى مواجهة خطيرة، كان من الممكن تفاديها. عاجلاً أم آجلاً، يتعين علينا إيجاد طرق للتوصل إلى اتفاق، لأننا نعيش في القارة نفسها .