خطة سلام بين روسيا وأوكرانيا تتضمن 15 نقطة.. هل تنجح في إنهاء الحرب؟
ناقش المفاوضون الأوكرانيون والروس، الاتفاق المقترح، لأول مرة الاثنين، حيث ستشمل مسودة من 15 نقطة، تخلي كييف عن طموحاتها للانضمام إلى "الناتو"، والتعهد بعدم استضافة قواعد عسكرية أو أسلحة أجنبية، مقابل الحماية من الحلفاء مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا

ترجمات – السياق
مع دخول العملية العسكرية في أوكرانيا يومها الثالث والعشرين، أحرزت أوكرانيا وروسيا تقدمًا كبيرًا في خطة سلام مؤقتة من 15 نقطة، بما في ذلك وقف إطلاق النار وانسحاب روسيا، إذا أعلنت كييف الحياد وقبلت فرض قيود على قواتها المسلحة، وفقًا لخمسة مشاركين في المحادثات.
وناقش المفاوضون الأوكرانيون والروس، الاتفاق المقترح، لأول مرة الاثنين، حيث ستشمل مسودة من 15 نقطة، تخلي كييف عن طموحاتها للانضمام إلى "الناتو"، والتعهد بعدم استضافة قواعد عسكرية أو أسلحة أجنبية، مقابل الحماية من الحلفاء مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.
ومع ذلك، فإن طبيعة الضمانات الغربية للأمن الأوكراني -وقبولها من موسكو- يمكن أن تكونا عقبة كبيرة أمام أي صفقة، كذلك وضع الأراضي التي استولت عليها روسيا والمناطق الانفصالية.
ورغم أن موسكو وكييف، قالتا إنهما أحرزتا تقدمًا بشأن شروط الاتفاق، لا يزال المسؤولون الأوكرانيون يشككون في التزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسلام، ويخشون المسألة برمتها، وأن تكون روسيا تشتري الوقت، لإعادة تجميع قواتها واستئناف الهجوم.
إلى ذلك قال مصدر أوكراني، إن هناك احتمالًا أن يكون هذا خداعًا ووهمًا، وأضاف: "إنهم يكذبون بشأن كل شيء، شبه جزيرة القرم، وحشد القوات على الحدود... نحتاج إلى الضغط عليهم حتى لا يكون لديهم خيار سوى الموافقة على اتفاق سلام".
إعلان النصر
ولم يظهر بوتين أي علامة لميله لإبرام حل وسط الأربعاء، وتعهد بأن تحقق موسكو أهدافها الحربية في أوكرانيا. وقال: "لن نسمح لأوكرانيا بأن تصبح معقلًا للأعمال العدوانية ضد بلدنا".
لكن مصدرًا روسيًا -اطلع على المحادثات- قال إن التسوية المقترحة، حال الاتفاق عليها، يمكن أن تمنح الجانبين طريقة موثوقة لإعلان النصر في الحرب.
وأضاف: "كل طرف يحتاج إلى فوز، ولكن يجب أن يكون فوزًا يصدقه الناس، يمكن لبوتين أن يقول إننا أردنا منع أوكرانيا من الانضمام إلى "الناتو" ووضع قواعد وصواريخ أجنبية في أراضيها وهذا ما حدث".
وذكرت "فايننشال تايمز" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، كان الوسيط الدولي الرئيس في المحادثات، بعد زيارة مفاجئة لموسكو في 5 مارس، مع محادثات متتالية مع الزعيمين قبل يومين.
كما تحدث رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، عبر الهاتف مع الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث كثف هو وكبار مسؤوليه جهودهم، للتوسط في اتفاق سلام بين كييف وموسكو.
حياد أوكرانيا
بدوره قال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن أي صفقة ستشمل "مغادرة قوات الاتحاد الروسي على أي حال أراضي أوكرانيا" التي استولت عليها منذ بدء الغزو في 24 فبراير، أي المناطق الجنوبية على طول آزوف والبحر الأسود، وكذلك الأراضي الواقعة إلى الشرق والشمال من كييف.
في المقابل ستحتفظ أوكرانيا بقواتها المسلحة، لكنها ستضطر إلى البقاء خارج التحالفات العسكرية مثل "الناتو"، والامتناع عن استضافة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.
وقال السكرتير الصحفي لبوتين، ديمتري بيسكوف للصحفيين الأربعاء، إن حياد أوكرانيا على أساس وضع النمسا أو السويد محتمل.
إلى ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، للصحفيين الأربعاء إن واشنطن ترحب بعبارات الأمل والتفاؤل بشأن المحادثات الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، لكنه قال إن الولايات المتحدة تريد أن ترى "خفضًا للتصعيد" من روسيا ولم يكن هناك "مؤشر ملموس" على أن بوتين "سيغير مساره".
قصف مكثف
ورغم التقدم في محادثات السلام، تعرضت المدن الأوكرانية لقصف عنيف، لليوم الثالث على التوالي، بينما قالت كييف إنها تشن هجومًا مضادًا ضد الغزاة الروس.
وقال مسؤولون محليون في مدينة ماريوبول المحاصرة، إن القوات الروسية قصفت ودمرت مسرحًا، لجأ إليه مئات الأشخاص.
جدير بالذكر أن الدستور الأوكراني يلزم البلاد بالسعي للحصول على عضوية "الناتو"، إلا أن زيلينسكي ومساعديه قللوا من فرص البلاد في الانضمام إلى التحالف العسكري عبر الأطلسي، وهو احتمال تعده روسيا استفزازًا.
وبحسب مصادر مطلعة، تضمنت الصفقة المفترضة أيضًا أحكامًا بشأن تكريس حقوق اللغة الروسية في أوكرانيا، حيث التحدث بها على نطاق واسع، رغم أن الأوكرانية هي اللغة الرسمية الوحيدة.
ووفقًا لـ "فايننشال تايمز" فقد صاغت روسيا غزوها على أنه محاولة لحماية المتحدثين بالروسية في أوكرانيا مما تدعي أنه "إبادة جماعية" من "النازيين الجدد".
ولا تزال أكبر نقطة خلافية، مطالبة روسيا بأن تعترف أوكرانيا بضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014 واستقلال دويلتين انفصاليتين في منطقة دونباس الحدودية الشرقية.
ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على حزمة من المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة المضادة للطائرات والطائرات من دون طيار، لتعزيز دفاعات البلاد ضد الغزو الروسي.
جاء تحرك بايدن، في أعقاب نداء لزيلينسكي لأعضاء في الكونجرس وبايدن، لمساعدة بلاده في التصدي للهجوم الروسي.
ووقَّع حزمة مساعدات أمنية بـ 800 مليون دولار، زادت -بشكل حاد- المساعدة العسكرية لكييف.