كيف تؤثر أفغانستان في أزمة أوكرانيا؟

تطبق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعض الدروس المستفادة من تجربتها في كابل باتباع نهج أكثر استباقية وشمولية في الأزمة الأوكرانية

كيف تؤثر أفغانستان في أزمة أوكرانيا؟

ترجمات - السياق

رأت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، أن أفغانستان لها دور مؤثر ومهم في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع أزمة أوكرانيا.

وقالت المجلة، في تقرير بموقعها الإلكتروني: رغم الجهود الدولية لتهدئة التوترات، فإن هناك مؤشرات تنذر بالسوء لغزو عسكري روسي لأوكرانيا في الأسابيع المقبلة، بالنظر لحشد أكثر من 100 ألف جندي على طول الحدود الأوكرانية، والمناورات العسكرية المشتركة مع بيلاروسيا المقرر إجراؤها في فبراير الجاري.

 

مطالب بوتين

وأشارت المجلة، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر قائمة بالمطالب والضمانات الأمنية، من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك التعهد بعدم توسيع الحلف، ليشمل أعضاء جدد مثل أوكرانيا، وهي المطالب التي رفضها الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلف الناتو، ما عدَّته المجلة أمراً مثيراً للدهشة.

وذكرت المجلة أن التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك حرب عام 2008 مع جورجيا وضم شبه جزيرة القرم عام 2014، تجعل من غير المرجح أن ينضم أي من البلدين إلى التحالف في المستقبل المنظور، وبذلك فإن الخلاف مع روسيا يتمحور حول مبدأ تقرير المصير وليس عضوية "الناتو".

ووفقاً للمجلة، فإنه بينما تستمر الخطوات الدبلوماسية، فإن احتمال نشوب الصراع تبدو أكثر احتمالاً، كما أنه مما يزيد الأمور تعقيداً أن بايدن يحمل وصمة "الفشل الاستراتيجي" من الانسحاب الفاشل، الذي أنهى الحرب التي استمرت عقدين في أفغانستان.

 

كارثة أفغانستان

ورأت "ناشونال إنترست" أن كارثة أفغانستان كشفت ضعف الولايات المتحدة، لشركائها ومنافسيها وخصومها على حدٍ سواء، وبذلك فإن رغبة واشنطن في تجنُّب كارثة دولية أخرى، تؤثر في كيفية استجابة إدارة بايدن لأزمة أوكرانيا.

وتابعت: "يعد ذلك تحولاً ملحوظاً في الأحداث بالنسبة لرئيس بنى حملته الرئاسية على خبرته الواسعة في السياسة الخارجية، فعند توليه منصبه، أعلن بايدن أن (أمريكا عادت) وتعهد بـ (إصلاح تحالفاتها) لمواجهة التحدي المتمثل في المنافسة الاستراتيجية من الصين وروسيا، ولكن لسوء الحظ تلقت طموحاته ومصداقيته ضربة كبيرة، في أعقاب الانسحاب من أفغانستان، وهو ما أدى إلى حدوث انخفاض حاد في معدلات الموافقة على أدائه".

وأضافت المجلة: بالنظر إلى الدروس المؤلمة التي تعلمها من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، فإن بايدن يتعامل مع الوضع في أوكرانيا كأزمة شاملة، إذ تتخذ الإدارة نهجاً أكثر نشاطاً مع الإعلان عن تحذيرات صارخة، من أن الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا سيكون الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وأنه "سيغير العالم".

 

خطورة الموقف

وبالنظر إلى خطورة الموقف، فقد أذن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بتقليل عدد الموظفين غير الأساسيين بسفارة الولايات المتحدة في كييف، وأمر بمغادرة جميع أسرهم، مع رفع إرشادات السفر الخاصة بأوكرانيا إلى المستوى الرابع، الذي يتمثل بنصيحة رعايا البلاد بعدم السفر إلى هناك.

وأشارت إلى أن إدارة بايدن "تلقت انتقادات لقرارها، الذي وُصف بأنه كان أحادياً، بمغادرة أفغانستان رغم اعتراضات بعض الدول الأعضاء في الناتو، لكن هذه المرة، تبذل واشنطن قصارى جهدها للتشاور مع حلفائها وشركائها، لتشكيل جبهة موحدة لردع روسيا وطمأنة أوكرانيا".

ورأت المجلة أنه رغم أوجه القصور الكثيرة التي يعانيها الناتو، فإنه من المحتمل أن يفاجأ بوتين بوحدة الحلف، خاصة بعد الفشل الذريع في أفغانستان، إذ يعمل الحلف على زيادة استعداده، بإرسال تعزيزات إلى أوروبا الشرقية، كما نبهت وزارة الدفاع الأمريكية 8500 جندي للاستعداد للانتشار كجزء من قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي، وقد اتُخذت هذه الإجراءات بالتزامن مع وصول 200 مليون دولار إضافية من المساعدات العسكرية الفتاكة الأمريكية إلى أوكرانيا.

وأضافت المجلة أن إدارة بايدن تطبق بعض الدروس المستفادة من تجربتها في أفغانستان، باتباع نهج أكثر استباقية وشمولية في الأزمة الأوكرانية، لافتة إلى أن الخطر يتمثل في أن يظهر حماس بايدن لإعادة ترسيخ مصداقية الولايات المتحدة في الكلمات العدائية والأفعال التي قد تزيد، من دون قصد، التوترات مع روسيا واحتمال حدوث سوء تقدير استراتيجي يؤدي إلى صراع مسلح.

ونهاية التقرير، قالت المجلة إنه على عكس كابل، فإن توسع بوتين في كييف، يعمل على تقريب أعضاء الناتو من بعضهم، كما يشجع البلدان التي كانت محايدة مثل فنلندا على الانضمام إلى الحلف، وهو ما سيؤدي إلى نجاح السياسة الخارجية لبايدن والغرب، بينما يوجه ضربة للدول الاستبدادية التي تنتهك القواعد والأعراف الدولية.

 

https://nationalinterest.org/feature/how-afghanistan-impacts-ukraine-crisis-200297?p