يوم غضب في لبنان.. احتجاجات وقطع طرق تعيد البلاد إلى مربع الأزمات
أغلق محتجون ساحة النجمة بالسيارات، وقطعوا الطرق عند ساحة تقاطع إيليا في المدينة وأمام شركة الكهرباء، احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وانهيار سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار.

السياق
احتجاجات وقطع طرق، كانت جزءًا من أحداث غاضبة استفاق عليها لبنان، رفضًا للأوضاع المعيشية التي وصفها المتظاهرون بـ«الصعبة»، مطالبين بإعادة تصحيح مسار بلادهم.
وتحت عنوان «يوم الغضب»، شهدت مناطق لبنانية احتجاجات وإقفال طرق، احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن المتظاهرين شمالي لبنان قطعوا "أوتوستراد البداوي" بالاتجاهين والطرق الفرعية، كما قطعوا المسارات المؤدية إلى ساحة النور في مدينة طرابلس بالسيارات والإطارات والحجارة.
وقالت تقارير محلية، إن المحتجين في بيروت قطعوا عددًا من الطرق والمدينة الرياضية بالإطارات المشتعلة، مؤكدين أن تحركهم «صرخة جوع»، بسبب انقطاع الأدوية وارتفاع أسعارها.
إلى مدينة صيدا جنوبي لبنان، حيث أغلق محتجون ساحة النجمة بالسيارات، وقطعوا الطرق عند ساحة تقاطع إيليا في المدينة وأمام شركة الكهرباء، احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وانهيار سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار.
تحركات سلمية
وأعلن ما يعرف بـ«ثوار 17 تشرين»، في بيان اطلعت «السياق»، على نسخة منه، بدء تحركات «سلمية»، حتى تحقيق مطالب الشعب، وإعادة لبنان إلى ما وصفوه بـ«المسار السليم».
وقال «ثوار 17 تشرين»، في البيان: «رفضًا للأوضاع المعيشية التي حذروا منها منذ عام 2019، حيث أدت السياسات الاقتصادية والهندسات المالية، التي كانت ولا تزال المنظومة تنتهجها، ولم تفلح معهم كل السبل لإعادة مسار الوطن إلى خطه السليم، فإن تحركاتهم اليوم بداية غضب شعبي جماهيري، لمنع تفاقم الأزمة التي لم يعد المواطن يقدر عليها في كل سبله المتاحة، وهذا ما نادى به الثوار منذ انطلاق الثورة، من رفض لما تخطط له المنظومة التي تفرض نفسها على الشعب اللبناني».
دعوات لقطع الطرق
وبينما تعهد «ثوار 17 تشرين»، باستمرار التحركات السلمية «حتى تحقيق مطالب الشعب»، انطلقت دعوات، تداولها مغردون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، تدعو إلى قطع الطرق والنزول إلى الشوارع.
وقالت الدعاوى المتداولة على: «بسبب الأوضاع الراهنة في البلاد والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، والوضع الاقتصادي الصعب والطبي المذل والوصول إلى قعر جهنم، سيتم الاثنين قطع الطرق وإعادة التحركات في الشارع».
يتزامن ذلك، مع زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون لقطر، التقى خلالها الأمير تميم بن حمد آل ثاني، لبحث تطورات الوضع في لبنان.
وضع صعب
ويشهد لبنان منذ نوفمبر 2019 أزمة مالية واقتصادية، ضمن أسوأ 10 أزمات عالمية، في غياب لأي أفق حل، بحسب تحذير للبنك الدولي.
الأزمة أدت إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل جنوني، خاصةً بعد ارتفاع سعر صرف الدولار ليلامس عتبة الـ25000 ليرة لبنانية، وارتفعت أسعار المحروقات بعد رفع الدعم عنها، كما أدى رفع الدعم عن أدوية الأمراض المزمنة إلى ارتفاع أثمانها بين 5 و10 أضعاف.
ونتيجة تلك الأزمة، تراجعت قدرة مؤسسة الكهرباء على توفير التغذية لكل المناطق، ما أدى الى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً، في الوقت الذي لم فيه تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.
معاناة يومية
وفقدت الليرة اللبنانية خلال عامين، أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، بينما أكدت الأمم المتحدة أن 78% من السكان يعيشون في الفقر.
وحذرت الأمم المتحدة من أن أربعة ملايين شخص (ثلثا سكان لبنان) قد يفقدون الوصول إلى إمدادات المياه في الأيام المقبلة، مع انقطاع التيار الكهربائي عن محطات الضخ.