إطلاق سراح مؤسسة الجيش الأحمر الياباني... من هي فوساكو شيغينوبو؟
إطلاق سراح مؤسسة الجيش الأحمر... من هي امبراطورة الإرهاب في اليابان؟

السياق
بعد قرابة أكثر من 20 عامًا على سجنها، أطلقت السلطات اليابانية -اليوم السبت- سراح مؤسسة إحدى أكثر المنظمات إرهابًا في سبعينيات القرن الماضي، بعد أن أمضت عقوبتها لاتهامها بحصار السفارة الفرنسية في هولندا.
وأوقفت فوساكو شيغينوبو، التي أسست مؤسسة الجيش الأحمر الياباني، وهي جماعة يسارية راديكالية نفذت هجمات مسلحة في جميع أنحاء العالم، لدعم القضية الفلسطينية، عام 2000 بعد عودتها سراً إلى اليابان بجواز سفر مزور ودخولها فندقًا متنكرة في زي رجل.
وغادرت -السبت- شيغينوبو البالغة من العمر 76 عامًا السجن في طوكيو مع ابنتها، بينما استقبلها العديد من المؤيدين بلافتات كُتب عليها «نحن نحب فوساكو».
وقالت شيغينوبو بعد إطلاق سراحها: «أعتذر عن الإزعاج الذي تسبب فيه اعتقالي لكثيرين (...) مضى نِصف قرن، لكننا تسببنا في إلحاق الضرر بالأبرياء، الذين كانوا غرباء عنا، من خلال منح الأولوية لمعركتنا، مثل أخذ الرهائن».
مَنْ هي فوساكو شيغينوبو وما قصتها؟
وُلدت شيغينوبو عام 1945 في طوكيو لأسرة فقيرة، وكانت ابنة ضابط شارك في الحرب العالمية الثانية، إلا أنه عمل بقالًا بعد هزيمة اليابان.
رحلة شيغينوبو مع الشرق الأوسط، بدأت صدفة عندما مرت وهي في العشرين من عمرها، باعتصام في إحدى جامعات طوكيو، للاحتجاج على حرب فيتنام وخطط الحكومة اليابانية، للسماح للجيش الأمريكي بالبقاء في البلاد.
وخلال السنوات الخمس التي تلت ذلك الاعتصام، دخلت شيغينوبو في الحركة اليسارية، لتقرر مغادرة اليابان في الخامسة والعشرين من عمرها، واتخذت اتجاه الفرع الدولي لمجموعة ثورية يابانية زالت بعد بضع سنوات، ثم أسست الجيش الأحمر الياباني في لبنان عام 1971.
وبينما استقبلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تلك الفترة شيغينوبو، التي كانت تُلقب بـ«الملكة الحمراء» أو «امبراطورة الإرهاب»، بالترحاب الشديد، كشفت صحيفة الغادريان، أنه يُعتقد أنها كانت العقل المدبر للهجوم بالرشاشات والقنابل اليدوية عام 1972 على مطار اللد في تل أبيب، الذي خلف 26 قتيلاً و80 جريحًا.
مجموعتها التي كانت «مرعبة» ذات يوم، تهدف إلى ثورة اشتراكية عالمية من خلال أعمال إرهابية بارزة، ونفذت عمليات خطف رهائن، إضافة إلى هجوم مميت على مطار إسرائيلي.
وحُكم على العاملة السابقة في شركة صلصة الصويا بالسجن عقدين خلف القضبان بعد ست سنوات، لدورها في حصار عام 1974 للسفارة الفرنسية في لاهاي.
وأنهت فرنسا المواجهة بإطلاق سراح مقاتل من الجيش الأحمر طار مع الخاطفين في طائرة متجهة إلى سوريا.
عاشت شيغينوبو هاربة في الشرق الأوسط 30 عامًا تقريبًا، لكن ألقي القبض عليها بأوساكا في نوفمبر 2000، بعد عودتها سراً إلى اليابان بجواز سفر مزور ودخولها فندقًا متنكرة في زي رجل.
وبينما حافظت شيغينوبو على براءتها من الحصار، الذي اقتحم خلاله ثلاثة مسلحين من الجيش الأحمر السفارة، واحتجزوا السفير و10 موظفين رهائن لمدة 100 ساعة، متذرعة بعدم مشاركتها، إلا أن المحكمة قالت إنها نسقت العملية مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
حل الجيش الأحمر الياباني
وفي أبريل 2001، أعلنت حل الجيش الأحمر من السجن، وعام 2008 أصيبت بسرطان القولون والأمعاء، وخضعت لعمليات عدة.
وقالت شيجينوبو، إنها ستركز أولاً على علاجها، مؤكدة أنها لن تكون قادرة على «المساهمة في المجتمع» بالنظر إلى حالتها الضعيفة. لكنها قالت للصحفيين: «أريد أن أستمر بالتفكير في الماضي، وأن أعيش أكثر وأكثر بفضول».
وفي رسالة إلى مراسل Japan Times عام 2017، اعترفت بأن المجموعة فشلت في تحقيق أهدافها، قائلة: «لم تتحقق آمالنا وانتهت نهاية قبيحة».
عهد الرعب في حياة شيغينوبو
فبراير 1971: أسست شيغينوبو الجيش الأحمر الياباني في لبنان.
مايو 1972: مجموعة تقتل 26 شخصًا وتجرح 80 في هجوم على مطار اللد في تل أبيب.
سبتمبر 1974: اقتحام السفارة الفرنسية في لاهاي، والإفراج عن السفير و10 آخرين مقابل إطلاق سراح عضو مسجون.
أغسطس 1975: احتجاز أكثر من 50 رهينة بالسفارة في كوالالمبور.
سبتمبر 1977: اختطاف طائرة للخطوط الجوية اليابانية وإجبارها على الهبوط في دكا ببنغلاديش، والحكومة اليابانية تفرج عن ستة أعضاء وتدفع ستة ملايين دولار فدية.
أبريل 1988: قتل خمسة في قصف للجيش الأحمر لنادٍ اجتماعي عسكري أمريكي في نابولي بإيطاليا.