عيد الاتحاد الـ51 في الإمارات... إنجازات استثنائية وخطط واعدة للمستقبل

وبينما تضع دولة الإمارات قدميها على أبواب الخمسين عامًا المقبلة، كانت الدولة الخليجية على موعد مع الإنجازات، عام 2022، جعلتها هامة فوق السحاب، ووضعتها في طليعة الدول المتفردة.

عيد الاتحاد الـ51 في الإمارات... إنجازات استثنائية وخطط واعدة للمستقبل
الشيخ محمد بن زايد

السياق

بإنجازات استثنائية، عبرت الخمسين عامًا الماضية، مسطرة اسمها بأحرف من نور في سجل الإنسانية، وبمستقبل فريد وواعد تفتتح الخمسون عامًا المقبلة، واضعة خططًا طموحة، تتخذ من مضاعفة الجهد والعطاء وإعلاء قيمة العمل والكفاءة، سبيلًا لشحذ الطاقات، وتحفيز الهِمم والعزائم.

إنها دولة الإمارات، التي مرت خلال الخمسين عاماً الماضية بمراحل عدة، في رحلتها الناجحة من التأسيس إلى التمكين، وتحتفي، الجمعة، بعيد الاتحاد الـ 51، الذي يعد يومًا يستحضر فيه البلد الخليجي، الدروس والعبر مما مضى، واضعًا ذلك نُصب عينيه، متطلعًا إلى المستقبل بأمل وتفاؤل وثقة بنفسه ومواطنيه وقيادته.

وتحتفي دولة الإمارات، بعيد الاتحاد الـ51، لأول مرة تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي لم يأل جهدًا منذ توليه المسؤولية في مايو 2022، في دفع البلد الخليجي قدمًا نحو تقديم نموذج فريد في الإنسانية ومساندة الأشقاء، وتحقيق الإنجازات في كل أركان الإمارات.

وبينما تضع دولة الإمارات قدميها على أبواب الخمسين عامًا المقبلة، كانت الدولة الخليجية على موعد «إنجازات»، عام 2022، جعلتها هامة فوق السحاب، ووضعتها في طليعة الدول المتفردة.

 

فماذا حققت الإمارات؟

عام 2022 كان نموذجاً تنموياً فريدًا، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، بعد أن سطرت دولة الإمارات قصة نجاح استثنائية، في تجاوز تداعيات جائحة كورونا، بل حافظت على نسقها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية، وتابعت تطوير بنيتها التشريعية، وعززت حضورها الدولي الفاعل.

 

بنية تشريعية

عملت الإمارات على استصدار مراسيم وقوانين الاتحادية وقرارات، تهدف لتعزيز أمن المجتمع وسلامته ومواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أبرزها قرار معاملة أبناء الإماراتيات المقيمين في الدولة بالمعاملة ذاتها المقررة للمواطنين في قطاعي التعليم والصحة.

كما أصدر رئيس دولة الإمارات توجيهًا بإعادة هيكلة برنامج دعم ذوي الدخل المحدود، ورفع الميزانية من 14 مليار درهم إلى 28 مليار درهم، بينما أعلن مجلس الوزراء عن تغيير هيكلي رئيس في المنظومة التعليمية، ووجَّه بمراجعة شاملة وتحديث للسياسات والتشريعات للقطاع التعليمي، واعتمد المجلس إصدار قانون جديد للرياضة في الدولة، والاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي، وإنشاء مجلس الإمارات للاقتصاد الرقمي، وأقر نظام التأمين ضد التعطل عن العمل.

 

منظومة الإقامة والزيارة

من 3 أكتوبر الماضي، بدأت الإمارات تطبيق منظومة تأشيرة محدثة، مثلت نقلة نوعية في مجال دخول وإقامة الأجانب على مستوى المنطقة والعالم، عبر أنواع جديدة من الإقامات بمزايا وتسهيلات كبيرة، أبرزها الإقامة الخضراء وتأشيرة استكشاف فرص العمل.

 كما وفرت المنظومة المحدثة للتأشيرات مزايا جديدة للإقامة الذهبية ومزايا جديدة لإقامة أفراد الأسرة، كما أتاحت تأشيرات دخول للدولة لأغراض وخيارات جديدة ومتعددة للراغبين في زيارة الدولة بمدد زيارة مرنة.

 

مبادرات وطنية

أطلقت الإمارات عددًا من المبادرات الوطنية الفارقة، مثل رؤية «نحن الإمارات 2031» التي ارتكزت على مؤشرات عدة، أبرزها وضع الإمارات بين أفضل 10 دول عالمياً في مؤشر التنمية البشرية.

كما أطلقت مشروع قرى الإمارات بمليار درهم، يستهدف توفير فرص تنموية واقتصادية في قرى الدولة، بينما أقرت زيادة دعم رواتب المواطنين في القطاعين الخاص والمصرفي.

 

حضور دولي

بمشاركات فاعلة، كانت دولة الإمارات حاضرة على الساحة الدولية، في مقدمتها مؤتمر تغير المناخ الذي عقد بمصر، الشهر الماضي، إضافة إلى قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، التي عقدت في الشهر نفسه.

ولحضورها المتميز، باشرت الإمارات مهامها في عضوية مجلس حقوق الإنسان بين عامي 2022 و2024، وتولت في مارس الماضي رئاسة مجلس الأمن، لتبدأ مرحلة جديدة في عملها نحو تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن العالمي، والأمن المناخي، والتعاون بين المجلس وجامعة الدول العربية.

وفازت الإمارات بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" عن الفئة الثالثة للسنوات 2022 - 2025، كما فازت برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، أحد أكبر اللجان في الأمم المتحدة، بينما فاز العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد الحمادي برئاسة المنظمة الدولية للمشغلين النوويين.

 

تنافسية عالمية

احتلت الإمارات المركز الأول عالميًا في 156 مؤشرًا لعام 2022، وحققت المراكز الخمسة الأولى في 288 مؤشرًا، بينما جاءت ضمن المراكز العشرة الأولى عالمياً في 432 مؤشرًا.

وتصدّرت الإمارات، للعام السادس على التوالي، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2022، الصادر من مركز التنافسية العالمي.

 

الفضاء

حققت الإمارات خلال عام 2022 إنجازات نوعية، رسخت ريادتها العالمية في قطاع صناعة الفضاء واستكشافه، بينها إطلاق البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية «سرب» لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، يسهم في رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض.

وأعلنت الإمارات تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء في الدولة، بـ 3 مليارات درهم، بينما فازت، في يونيو الماضي برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي «كوبوس». وأطلقت في أبريل الماضي مهمة جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية تمتد 6 أشهر.

 

فعاليات ومناسبات

نجحت الإمارات خلال عام 2022 في إعادة الزخم للمناسبات العالمية على أرضها إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، بتنظيم العديد من المؤتمرات والفعاليات أبرزها «القمة العالمية للحكومات 2022»، والمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، ومعرض أبوظبي للطيران 2022، بينما حقق إكسبو 2020 دبي الذي اختتم أعماله في أبريل الماضي نجاحًا باهرًا بعد أن سجل 24 مليونًا و102 ألف و967 زيارة، من 192 دولة.

إلا أن تلك الإنجازات لم تكن لتكتفي بها دولة، مثل الإمارات، فرئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وضع خطة للمستقبل، تستنبط من الماضي الدروس والعبر، لمرحلة عنوانها «الطموحات الكبيرة»، التي يحتاج تحقيقها إلى «عزيمة أكبر».

 

فما ملامح خطة محمد بن زايد؟

«المرحلة المقبلة مرحلة عمل ومثابرة وإنجاز وتنافس ولا مجال فيها للتهاون أو التراخي»، كلمات كشف بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ملامح المرحلة المقبلة من تاريخ الإمارات، التي جاءت من خلال اتجاهات عدة.

يقول الشيخ محمد بن زايد، إن نهج الإمارات راسخ في البناء والتطوير وتعزيز المكتسبات والارتقاء بالطموحات لتحقيق انطلاقه تنموية كبرى ونوعية في كل الجوانب، من خلال التركيز على مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة.

 

ملفات داخلية

وأضاف الشيخ محمد بن زايد، أن نهج الإمارات سيرتكز خلال المرحلة المقبلة، على تحقيق أقصى استثمار لموارد الدولة المادية والبشرية والمعنوية، وتعميق الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، والتحديد الدقيق للأولويات التنموية، وإحداث طفرة نوعية في مخرجات العملية التعليمية من خلال الارتقاء بالتعليم، وتنويع مصادر الدخل.

وتعهد رئيس دولة الإمارات، بالاهتمام بالمواطن وفتح سبل التطور والإبداع وإثبات الذات أمامه، ووضع وتنفيذ الخطط والإستراتيجيات التي تتمحور حول تمكين المواطن وتوسيع الفرص المتاحة أمامه في كل المجالات من دون استثناء، مشيرًا إلى أن الإمارات تعول على الشباب في تحقيق أهدافها التنموية الكبيرة خلال العقود المقبلة.

كما تعهد بتعزيز دور المرأة الإماراتية في كل المجالات، والاعتماد على الشباب المتعلم والمؤهل، كونه أهم أركان الثروة الوطنية، والاستمرار في جذب المواهب والكفاءات من كل أنحاء العالم.

وأكد الشيخ محمد بن زايد، أن الإمارات ستواصل العمل على استثمار الفرص المتاحة لدعم القطاعات الاقتصادية ذات الأهمية الإستراتيجية لأمنها الوطني، وفي مقدمتها الصناعة والتكنولوجيا والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والصحة.

 

العلاقات الخارجية

وأكد أن الإمارات ستواصل دورها لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والعمل على حل النزاعات والصراعات، من خلال السبل الدبلوماسية، والتحرك في كل اتجاه لتعزيز فرص التفاهم والحوار على الساحتين الإقليمية والدولية، والدعوة إلى التسامح والاعتدال ونبذ التطرف والتعصب.

وقال إن التحولات في العالم أكدت أهمية تعزيز جميع مظاهر التعاون الإقليمي بين الدول التي تنتمي إلى منطقة واحدة أو نطاق جغرافي واحد، مشيرًا إلى أن الإمارات تعمل بالتعاون مع أشقائها على تعزيز التكامل العربي على أسس جديدة تتسم بالفاعلية والواقعية.

 

حاكم دبي يهنئ

من جانبه، هنأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الإماراتيين بمناسبة عيد الاتحاد الـ51، متعهدًا بتنفيذ الاستراتيجيات والخطط والسياسات الموضوعة والمشروعات المقررة في كل حقول التنمية الشاملة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن الإمارات تتابع المتغيرات العالمية، وترصد تطوراتها، وتتعامل مع آثارها بما يعزز أمنها واستقرارها وإدامة التنمية، مشيرًا إلى أن سبيل البشرية الوحيد للتغلب على المعضلات الكبرى التي تواجهها يكمن في العمل المشترك والتعاون وتغليب الوسائل السليمة ونبذ العنف، ومحاربة الكراهية وقبول الآخر واحترام خياراته وثقافته وقيمه.

وتعهد حاكم دبي، بالمضي قدمًا بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط والسياسات الموضوعة والمشروعات المقررة في كل حقول التنمية الشاملة، "مستبشرين بنجاحات جديدة حققناها وإنجازات أضفناها في السنة الأولى من الخمسين الثانية".

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن على الإماراتيين في عصر المتغيرات والتحولات والذكاء الصناعي، ضمان الحفاظ على قيمهم وتراثهم وتقاليدهم، وتأمين التوازن بينها وبين الجديد المصاحب للمتغيرات، قائلًا: إن قيمنا ومبادئنا وثوابتنا هي القواعد التي مكنتنا من تحقيق إنجازاتنا وتقدمنا، ومكنتنا من التكيف الإيجابي مع المتغيرات الدولية، سواء كانت سياسية أم اقتصادية، أم تكنولوجية.

وختم كلمته بقوله: ثقتي كبيرة بأبناء وبنات الإمارات الذين أثبتوا عبر الأيام والسنين، أنهم قادرون وأكفاء ومستعدون لكتابة فصول جديدة مشرقة في قصة ووطننا الرائعة.