تعهد بالقتال.. عمران خان يشعل نار الاضطرابات السياسية في باكستان

في محاولة من خان لإيصال رسالة للحكومة، بأن مطالبه لن يتراجع عنها، قاد مسيرة حضرها عشرات الآلاف من أنصاره السبت، تعهد فيها بأنه سيقاتل حتى آخر قطرة دم، بحسب الغارديان.

تعهد بالقتال.. عمران خان يشعل نار الاضطرابات السياسية في باكستان

ترجمات - السياق

وسط اضطرابات سياسية تعيشها باكستان منذ إطاحة رئيس وزرائها السابق عمران خان في أبريل الماضي، بات البلد الآسيوي على «صفيح ساخن»، خاصة بعد رفض الحكومة الحالية مطالب الأخير بإجراء انتخابات مبكرة.

إلاأن السياسي الباكستاني عمران خان يواصل الضغط على الحكومة من أجل الدعوة إلى انتخابات مبكرة، قبل انتهاء ولاية البرلمان في أكتوبر المقبل، عبر وسيلتين: الأولى حشد الشارع ضدها، بينما الأخرى تتمثل في سحب حزبه (حركة الإنصاف) من المجالس الإقليمية والوطنية.

تطورات شقت طريقها إلى الشارع الباكستاني المضطرب، مع أول ظهور لعمران خان السبت، في أول خطاب عام له منذ إطلاق النار عليه في محاولة اغتيال هذا الشهر.

كان خان قد أصيب بالرصاص في ساقه، عندما تعرضت مسيرته الاحتجاجية المناهضة للحكومة والمتجهة إلى إسلام اباد لهجوم شرق البلاد، بينما قال عنها معاونوه إنها محاولة واضحة لاغتياله من منافسيه.

وأحدث إطلاق النار تطورًا في أشهر الاضطرابات السياسية التي بدأت في أبريل الماضي، عندما أطيح خان في تصويت بحجب الثقة عن البرلمان.

 

آخر قطرة دم

في محاولة من خان لإيصال رسالة للحكومة، بأن مطالبه لن يتراجع عنها، قاد مسيرة حضرها عشرات الآلاف من أنصاره السبت، تعهد فيها بأنه سيقاتل حتى «آخر قطرة دم»، بحسب «الغارديان».

وتُعد مسيرة السبت ذروة ما تسمى «المسيرة الطويلة» لحزب خان «حركة الإنصاف الباكستانية»، للضغط على الحكومة من أجل الدعوة إلى انتخابات مبكرة، قبل انتهاء ولاية البرلمان في أكتوبر 2023.

وقال خان، الذي صعد خشبة المسرح بإطار يمشي للتحدث إلى أنصاره من مقعد فخم، خلف لوح من الزجاج المضاد للرصاص: «لقد رأيت الموت عن قرب(...) أنا قلق بشأن حرية باكستان أكثر من حياتي. سأقاتل من أجل هذا البلد حتى آخر قطرة دم».

وقال خان –السبت- إنه ألغى مسيرته الاحتجاجية إلى إسلام أباد لأنه يخشى أن تتسبب في فوضى، مضيفًا أمام حشد من آلاف المؤيدين في مدينة روالبندي بالقرب من العاصمة إسلام أباد: «قررت عدم الذهاب إلى إسلام أباد لأنني أعلم أنه ستكون هناك فوضى وستكون الخسارة للبلاد».

ونظم خان احتجاجات في أنحاء البلاد، للضغط على الحكومة لإجراء انتخابات مبكرة منذ إطاحته من السلطة في أبريل الماضي، بينما كانت الاحتجاجات ستصل إلى ذروتها بمسيرة إلى إسلام أباد، ما هدد بتفاقم الفوضى السياسية في الدولة المسلحة نوويًا، التي تكافح أيضًا أزمة اقتصادية.

وألقى خان خطابه –السبت- على بعد مئات الأمتار من الجزء الأكبر من الحشد الذي يتراوح بين 25 و30 ألفًا، مفصولة بأسلاك شائكة وعزل من ضباط الشرطة، بينما تعطلت إشارات الهاتف المحمول فى المنطقة المجاورة.

ووصل خان –السبت- إلى المنصة مستعينًا بإطار مشي، مخاطبًا الحشد من خلف زجاج مضاد للرصاص، قائلًا إن مصادر أمنية أبلغته بأن حياته لا تزال مهددة.

 

إنذار أحمر

وقال مسؤول في الشرطة لقناة جيو تي في التلفزيونية المحلية إنه نُشر 10 آلاف فرد لحضور الحدث، مع تمركز القناصة في نقاط مختلفة من أجل أمنه.

وأصدر وزير الداخلية رنا صنع الله -الذي يتهمه خان بالتورط في مؤامرة الاغتيال- «إنذارًا أحمر» الجمعة، محذرًا من تهديدات أمنية للتجمع، مشيرًا إلى حركة طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة من المحتمل أن يكونا ضمن الجماعات المتطرفة التي يمكن أن تضر خان.

وألقت السلطات حلقة من الصلب حول إسلام أباد المجاورة، لمنع أنصاره من السير على المباني الحكومية، مع انتشار الآلاف من أفراد الأمن، وسد الطرق بحاويات الشحن.

 

انتخابات مبكرة

وقال خان أيضا إنه كان يتشاور مع حزبه، بشأن إمكانية الاستقالة من جميع المجالس الإقليمية، في محاولة جديدة للضغط من أجل إجراء انتخابات مبكرة.

وقد استقال حزب (حركة إنصاف) بالفعل من البرلمان الفيدرالي، لكنه لا يزال في السلطة في مقاطعتين ووحدتين إداريتين.

وأصابت رصاصة الزعيم المخلوع في ساقه في 3 نوفمبر، عندما تعرضت قافلته الاحتجاجية المناهضة للحكومة للهجوم شرقي البلاد، بينما قال مساعدوه إنها محاولة اغتيال واضحة من خصومه.

واتهم خان رئيس الوزراء شهباز شريف ومسؤولًا عسكريًا كبيرًا بالتخطيط لاغتياله، لكن الحكومة والجيش نفيا تورطهما، بينما دعا شريف إلى تحقيق شفاف، ألقي القبض فيه على شخص قال إنه تصرف بمفرده.

ووقع التجمع –السبت- بعد يومين من تسمية الحكومة لرجل تجسس سابق في عهد خان ليكون القائد العسكري التالي، بينما أنهى تعيين الجنرال سيد عاصم منير شهورًا من التكهنات بمنصب يُعد لفترة طويلة القوة الحقيقية في الدولة المسلحة نوويًا، التي يبلغ تعداد سكانها 220 مليون نسمة.

كان منير رئيسًا لوكالة المخابرات الداخلية في عهد خان، لكن مهمته انتهت بعد ثمانية أشهر فقط بعد إشاعات عن تردي علاقتهما، بينما يتمتع الجيش الباكستاني، سادس أكبر جيش في العالم، بنفوذ كبير وقام بثلاثة انقلابات على الأقل منذ الاستقلال عام 1947، وحكم البلاد أكثر من ثلاثة عقود.