بلومبرغ: القمع المميت في إيران يستدعي تدخلًا دوليًا أكثر تأثيرًا
دعت بلومبرغ، المجتمع الدولي لاستغلال هذه التحركات، لمساندة الشعب الإيراني ضد قمع النظام.

ترجمات -السياق
رأت شبكة بلومبرغ الأمريكية، أن قمع السلطات المميت للمحتجين في إيران، يستدعي تدخلًا دوليًا أكثر تأثيرًا، مع تحقيق عالمي لمعرفة حقيقة الأوضاع، موضحة أن المظاهرات الأخيرة، التي خرجت احتجاجًا على قتل الفتاة مهسا أميني على يد الشرطة، ومواقف لاعبي المنتخب الإيراني، الذين رفضوا ترديد النشيد الوطني خلال مشاركتهم بكأس العالم في قطر، كلها أمور تُضيق الخناق على النظام المتشدد هناك.
واندلعت الاحتجاجات في سبتمبر الماضي بعد وفاة مهسا أميني بشكل ملتبس في حجز الشرطة.
وقد احتجزت شرطة الآداب مهسا أميني "22 سنة" في العاصمة طهران، لانتهاكها قواعد ارتداء الحجاب، وتوفيت في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام.
ووردت أنباء عن أن الضباط ضربوها بهراوة على رأسها في سيارة، لكن الشرطة نفت تعرضها لسوء المعاملة وقالت إنها أصيبت بنوبة قلبية.
بينما تصاعدت التوترات بمباراة إيران الثانية في كأس العالم، الجمعة، بعد أن أقدم مشجعون داعمون للحكومة الإيرانية على مضايقة آخرين متعاطفين مع المتظاهرين ضدها.
دعم الاحتجاجات
ورأت "بلومبرغ"، في افتتاحيتها، أن رفض لاعبي منتخب إيران لكرة القدم، ترديد النشيد الوطني في المباراة الافتتاحية لكأس العالم، لفتة يُنظر إليها على أنها تعهد بدعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي اجتاحت البلاد منذ سبتمبر الماضي.
وفشلت إيران في استغلال وجود منتخبها بكأس العالم، كما حدث بمونديال فرنسا 1989، حينما هزم المنتخب الإيراني، نظيره الأمريكي، وخرجت عناوين الصحف الإيرانية حينها تتحدث عن هزيمة "الشيطان الأكبر".
ويعود ذلك -حسب الشبكة الأمريكية- إلى أن الشوارع باتت مسرحًا للاحتجاجات لا للاحتفالات، مشيرة إلى أنه طوال أكثر من شهرين، كان الإيرانيون يهتفون لسقوط النظام، وهو ما ظهر تأثيره في المشجعين ولاعبي المنتخب في قطر.
ودعت الشبكة المجتمع الدولي لاستغلال هذه التحركات، لمساندة الشعب الإيراني ضد قمع النظام، موضحة أنه بمجرد رفض اللاعبين الإيرانيين أداء النشيد الوطني قبل مباراتهم مع منتخب إنجلترا -البلد الذي يمثل خيار البعبع الثاني لطهران- تبدد أي أمل محتمل للنظام الإيراني باستخدام كأس العالم لتشتيت الانتباه عن محاولاته الوحشية لإخماد الاحتجاجات المستمرة.
أمام ذلك، قال قائد المنتخب إحسان حاج صافي: "علينا قبول أن الظروف في بلادنا ليست بخير وأن شعبنا ليس سعيداً"، وأضاف: "نحن هنا لكن هذا لا يعني أنه يجب ألا نكون صوتهم أو ألا نحترمهم".
وتابع حاج صافي خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة إيران أمام إنجلترا: "نتعاطف مع العائلات المفجوعة في إيران، نريد أن يعرفوا أننا معهم".
واستطرد: "ليس هناك شك في أن الأوضاع غير جيدة ببلادنا والشعب يشعر بالحزن، نحن هنا لإسعادهم".
وشدد: "يجب أن نقاتل من أجلهم، يجب أن نظهر بشكل جيد ونسجل الأهداف، وأن نهدي النتيجة للشعب الإيراني الشجاع، آمل أن يتغيّر الوضع في إيران".
كانت آخر تحركات المجتمع الدولي تجاه قمع إيران للمتظاهرين، موافقة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس، على إجراء تحقيق دولي في القمع الدامي للاحتجاجات بإيران، لجمع أدلة تمهيدًا لملاحقة محتملة للمسؤولين عن هذا الأمر.
وقد تم تبني القرار الذي قدمته ألمانيا وآيسلندا بتأييد 25 دولة، واعتراض ست دول، وامتناع 16 خلال اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وقبل هذا القرار، طالب فولكر تورك مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إيران بـ"وقف" الحملة الدموية على الاحتجاجات الجارية في هذا البلد.
وعقدت دول المجلس السبع والأربعون اجتماعًا طارئًا، الخميس، لبحث "تدهور وضع حقوق الإنسان" في إيران، بطلب من أكثر من خمسين دولة عضو في الأمم المتحدة، بمبادرة من ألمانيا وآيسلندا.
وقال فولكر تورك، بداية الاجتماع: "يجب وضع حد للاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة... الأساليب القديمة وعقلية الحصانة لدى من يمارسون السلطة لا تنجح... في الواقع، هي فقط تجعل الوضع أسوأ".
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قبل الاجتماع: "ليس لدى المتظاهرين الإيرانيين مقعد في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، ليس لديهم صوت في الأمم المتحدة".
ووفقًا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقرًا، فقد أدى قمع التظاهرات إلى قتل ما لا يقل عن 416 شخصًا بينهم 51 طفلًا.
إسقاط النظام
ووضعت "بلومبرغ" خطوطًا عريضة بالنسبة للأحداث في إيران، كالتالي:
- الأمم المتحدة تحقق في إيران بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الاحتجاجات
- المنتخب الإيراني بكأس العالم يتجنب النشيد الوطني لدعم الاحتجاجات
- خسارة إيران في كأس العالم تثير التوبيخ والاحتجاجات في الداخل
وتساءلت الشبكة الأمريكية: "لماذا استمرت الاحتجاجات الإيرانية رغم القمع"؟، موضحة أن مطالب الإيرانيين تخطت مسألة التحقيق في قتل "أميني" إلى المطالبة بإسقاط النظام.
كانت بعض المجموعات التي تقود التظاهرات في إيران، أكدت في بيانات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها "لن تتوقف حتى النصر" وفق تعبيرها.
كما شددت على أنها "ستبقى في الشوارع حتى إسقاط نظام الجمهورية الإيرانية".
أمام هذه التطورات، أشارت الشبكة الأمريكية، إلى أنه بقيادة ألمانيا، التي حضرت وزيرة خارجيتها التصويت، وافقت 25 دولة على بدء "بعثة مستقلة لتقصي الحقائق" لتحديد نطاق عمليات القتل والاعتقالات والتعذيب، التي وقعت منذ اندلاع الاضطرابات بسبب وفاة مهسا أميني في سبتمبر الماضي، بزعم انتهاك قواعد اللباس الإسلامي.
ورغم ذلك، فإن "بلومبرغ" استبعدت أن يتمكن مراقبو حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، من الوصول إلى إيران، فقد تم تجاهل الطلبات السابقة للزيارة، لكن بعثات الأمم المتحدة أجرت تحقيقات عن بُعد، بما في ذلك ميانمار.
من الأمور التي تعيق أيضًا التحقيقات الدولية -حسب الشبكة- أن النظام الإيراني لديه بعض الأصدقاء، فقد انتقدت الصين وروسيا وفنزويلا التصويت بسبب ما عدّوها (المعايير المزدوجة والنفاق).
كان هناك امتناع ملحوظ أيضًا عن التصويت، بما في ذلك دولتان من الدول المجاورة لإيران، تصادف أنهما حليفتان للولايات المتحدة: قطر والإمارات العربية المتحدة.
ورأت "بلومبرغ" أن ما سمته "التوبيخ" الأخير في الأمم المتحدة، هو الأحدث في سلسلة من الانتقادات الدبلوماسية الأخيرة التي تستهدف سياسات طهران، بما في ذلك إمداد روسيا بطائرات من دون طيار وأنشطتها الذرية المتوسعة والتباطؤ في المحادثات النووية والضربات الجوية على شمالي العراق.
والنتيجة -حسب الشبكة الأمريكية- أن الجمهورية الإيرانية ربما لم تكن معزولة بهذا الشكل، منذ أن قطعت علاقاتها بالغرب عام 1979.