ظهور ابنة زعيم كوريا الشمالية علنًا للمرة الثانية... هل يعلنها خليفة له؟
ظهرت الابنة الثانية لزعيم كوريا الشمالية، كيم جو-إيه، للمرة الثانية علنًا، خلال حدث أشاد فيه والدها بضباط الجيش لتقدمهم في تطوير الصواريخ البالستية العابرة للقارات.

السياق
بينما تتصاعد التوترات، بين زعيم كوريا الشمالية والغرب، نتيجة تكثيف بيونغ يانغ إطلاق الصواريخ في الفترة الأخيرة، وسط تعهدات كيم جونغ أون، بأن تمتلك بلاده أقوى قوة نووية في العالم، كانت هناك صورة أخرى لفتت الانتباه.
فلم تكن الصواريخ ذات الحجم الكبير والقدرة الهائلة –وحدها- التي لفتت الأنظار، ورغم أهميتها لآثارها السلبية في شبه الجزيرة الكورية، فإن ابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، التي ظهرت -للمرة الثانية- في أسبوع، كانت محط الاهتمام والمتابعة من الكثيرين.
ظهرت الابنة الثانية لزعيم كوريا الشمالية، كيم جو-إيه، للمرة الثانية علنًا، خلال حدث أشاد فيه والدها بضباط الجيش لتقدمهم في تطوير الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
صحيفة «رودونغ سيمون» الرسمية نشرت –الأحد- أكثر من عشر صور تُظهر كيم مع مئات المدنيين والجنود خلال الحفل، برفقة «ابنته الحبيبة»، التي ظهرت للمرّة الأولى الأسبوع الماضي، عندما نشرت وسائل الإعلام الكوريّة الشمالية صورًا لها ممسكة بيد والدها خلال إطلاق هواسونغ-17، الذي يعد أكبر وأطول صاروخ بالستي عابر للقارات في مداه، فضلًا عن أنه مصمم لحمل رؤوس حربية نووية.
هل يعدها الزعيم الكوري خليفة له؟
في الصور التي نشرتها –كذلك- الأحد وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية (KCNA) يمكن رؤية جو آي، التي ترتدي معطفًا أسود طويلًا، وهي تربط ذراعيها بوالدها أثناء احتفالهما بالاختبار. ووصفت الإذاعة الحكومية جو آي، التي تشبه بشكل واضح والديها، خاصة الأم ري سول جو ، بأنها «جاجبون ثمين»، وهو مصطلح يحترم الطفل.
في اليوم نفسه، وصفتها صحيفة رودونغ سينمون الرسمية في كوريا الشمالية بأنها «الجاجبون المحبوب»، بينما تشير الأوصاف غير العادية، التي استخدمتها وسائل الإعلام، إلى أن الزعيم الكوري الشمالي ربما بدأ إعدادها خليفة له، وفقًا لما ذكره تشيونغ سيونغ تشانغ، الخبير في شؤون كوريا الشمالية بمعهد سيجونغ، وهو مركز أبحاث كوري جنوبي.
وقال تشيونغ، في تحليل لصحيفة كوريا تايمز: «وُصفت جو آي بأنها الطفل المحبوب، الأمر الذي أوضح أنها ستخلفه. إذا كان للملك أطفال عدة، من الطبيعي أن يكون المحبوب هو الوريث الظاهر(...) إنها حالة استثنائية».
ووفقًا لتقارير جهاز المخابرات الوطنية في الجمعية الوطنية، فإن لدى كيم جونغ أون ثلاثة أطفال وُلدوا في الأعوام 2010 و2013 و2017.
ويُعتقد أن الطفل الأول ابن. ومن غير الواضح ما إذا كان الثالث فتى أم ابنة، بينما تعد المعلومات المتعلقة بالأطفال مصدر اهتمام خارجي كبير، حيث إن الحاكم لم يعيِّن خلفًا له.
الوريث الفعلي
قال تشيونغ إنه من المهم أن نتذكر أن كيم جونغ أون كان يعد الوريث الفعلي الواضح لوالده كيم جونغ إيل، عندما كان يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط، رغم أنه طفله الثالث.
وأضاف: «تمامًا كما فضَّل الوالد، الابن كيم جونغ أون، ابنه الثالث الأكثر شبهاً بشخصيته، على ابنيه الأول والثاني، وريثه الواضح في سن مبكرة، أعتقد أن زعيم كوريا الشمالية، اختار ابنته كيم».
وقال تشيونغ: «الطفل الحبيب. قد يشعر كيم جونغ أون بالضغط لتقديم ابنة وليس ابنًا كزعيم رابع لكوريا الشمالية. لذلك يبدو أنه استعد جيدًا لنقل ولاء المسؤولين والشعب الكوري الشمالي بسلاسة... من المتوقع أن تواصل كيم جو آي الظهور العلني مع والدها من وقت إلى آخر»
بينما قال يانغ مو-جين الأستاذ بجامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، إن وجود ابنة كيم جونغ أون يهدف إلى تصوير «هواسونغ-17 على أنه حام لجيل المستقبل»، مضيفًا: «يبدو أن كيم سيواصل تقديم ابنته في مناسبات عدة كأداة للدعاية».
صواريخ بالستية
في هذا الحدث الذي شهد ترقية العشرات من الضباط، الذين قدموا مساهمات في تطوير الصواريخ البالستية العابرة للقارات، قال كيم جونغ أون إنه يهدف إلى تأمين أقوى قوة نووية في العالم.
وأشاد بصاروخ هواسونغ -17 بأنه «أقوى سلاح استراتيجي في العالم»، وبضباط الجيش والعلماء الذين حققوا «قفزة رائعة في تطوير تكنولوجيا تركيب الرؤوس الحربية النووية على الصواريخ البالستية»، بحسب وكالة الأنباء المركزية.
وقال الزعيم الكوري الشمالي، إن «الهدف النهائي لكوريا الشمالية امتلاك أقوى قوة استراتيجية في العالم، وهي قوة مطلقة غير مسبوقة في القرن».
كان من بين الذين تمت ترقيتهم، جانغ تشانغ ها رئيس أكاديمية علوم الدفاع الوطني، وكيم جونغ سيك، نائب رئيس قسم صناعة الذخائر في حزب العمال الحاكم.