عُملة جديدة وشراكات مع عمالقة التكنولوجيا.. الإمارات الرقمية في 2026 بحُلة مختلفة

قال الشيخ محمد بن راشد، إن برنامج المبرمجين، الذي يعَد خطوة جديدة لبناء اقتصاد الإمارات الرقمي، يأتي وسط التغيرات الرقمية الكثيرة، التي ستلحق بالاقتصاد وبطبيعة المهن، ما يجعل البقاء للأكثر استعداداً وسرعة.

عُملة جديدة وشراكات مع عمالقة التكنولوجيا.. الإمارات الرقمية في 2026 بحُلة مختلفة
الشيخ محمد بن راشد

السياق

عُملة جديدة وشراكات مع عمالقة التكنولوجيا، حُلة رقمية وخُطة طموحة للأعوام الخمسة المقبلة، ترسم خارطة طريق الإمارات، ذلك البلد الخليجي الذي ما زال يبهر العالم يومًا تلو الآخر، بمواكبته وأجهزته التنفيذية، لوسائل العصر الحديثة.

فإعلان مصرف الإمارات المركزي، خطته للأعوام الخمسة المقبلة، متضمِّنة إصدار عُملة رقمية، ودعم التحول الرقمي في قطاع الخدمات المالية في الإمارات، باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يأتي كأحدث حلقات سعي الإمارات إلى مواكبة التطورات الثورية، التي تحكم العالم.

 

برنامج المبرمجين

سبق تلك الخطوة، إعلان قيادة الإمارات، التي كانت الداعم الأساسي لتلك الخُطة الوطنية، قبل يومين، على لسان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إطلاق البرنامج الوطني للمبرمجين، الهادف إلى تطوير المواهب والخبرات والمشاريع المبتكرة المتخصِّصة في مجال البرمجة، وتسريع تبني تطبيقاتها وأدواتها، في مختلف القطاعات الاقتصادية والمستقبلية.

ويهدف البرنامج –بحسب وكالة الأنباء الإماراتية- إلى إنشاء حلقة وصل بين مجتمع المبرمجين والجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية.

 

شراكات عالمية

من جانبه، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بـ «تويتر»، إن البرنامج الوطني يأتي بالتعاون مع «جوجل ومايكروسوفت وأمازون وسيسكو وآي بي إم وإتش يس ولينكدإن ونفيديا وفيسبوك»، بهدف تدريب  واستقطاب 100 ألف مبرمج، وإنشاء ألف شركة رقمية كبرى خلال 5 أعوام، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى زيادة الاستثمار الموجَّه للشركات الناشئة، من 1.5 مليار إلى 4 مليارات درهم.

 

خُطوة جديدة

وأوضح حاكم دبي، أن برنامج المبرمجين، الذي يُعَدُّ خُطوة جديدة لبناء اقتصاد الإمارات الرقمي، يأتي وسط التغيُّـرات الرقمية الكثيرة، التي ستلحق بالاقتصاد وبطبيعة المهن، ما يجعل البقاء للأكثر استعداداً وسرعة.

ووجَّه الشيخ محمد بن راشد، رسالة إلى الشباب الإماراتي والعربي، قائلاً: المستقبل له أدوات جديدة، ويتحدَّث لغة مختلفة، وسيعمل في بيئة افتراضية، وعليهم أن يكونوا في قلب هذا المستقبل.

 

التحول الرقمي

وأكد حاكم دبي، أن البرنامج الوطني للمبرمجين، يعمل على إشراك المجتمعات الرقمية، على المستوى المحلي، في مسيرة التحول الرقمي بالإمارات، والارتقاء بدورها الريادي والعالمي، في تصميم المستقبل، واحتضان المواهب ورواد الأعمال والأكاديميين، والشركات الناشئة والعالمية، تعزيزاً لمكانتها الرائدة عالمياً، في مختلف المجالات الاستثمارية المستقبلية.

 

كيف يعمل؟

اسستقطاب أفضل المبرمجين العالميين إلى الإمارات، وتوفير البنية التحتية اللازمة لتطوير أفكار مبتكرة تخدم العالم، وإنشاء ألف شركة جديدة في مجال الاقتصاد الرقمي بالدولة خلال 5 أعوام، ودعم المبرمجين الإماراتيين ليكونوا من النخبة العالمية، وتوظيف الخبرات في تطوير 10 منصات للمشاريع المجتمعية والإنسانية في الإمارات، من ركائز البرنامج الوطني للمبرمجين، بحسب الشيخ محمد بن راشد.

ووجَّه جميع الجهات الحكومية في الإمارات، بدعم المواهب الوطنية في مجال البرمجة، وحاضنات الأعمال والشركات الاستثمارية والجامعات والمراكز البحثية، لدعم المبادرات والمشاريع القائمة على البرمجة، التي تسهم في تطوير مهارات الكوادر المحلية.

كما وجَّه بتحديث القوانين التشريعية الداعمة، لمواجهة التغيُّـرات المتسارعة، وتلبية المتطلبات والتحديات الجديدة، في مجال التكنولوجيا.

 

5 محاور

تركز استراتيجية البرنامج الوطني للمبرمجين، على 5 محاور تشمل: دعم الأطراف المعنية من المبرمجين ورواد الأعمال والشركات الناشئة والشركات الكبرى، وإنشاء منصة شاملة تجمع المبرمجين مع الشركات والجامعات المحلية، وإطلاق مبادرات عالمية بإشراف نخبة من المدربين العالميين، لتطوير كفاءة المواهب المحلية، واستقطاب أفضل المهارات العالمية في مجال البرمجة إلى الإمارات، واقتراح سياسات ممكنة وداعمة لقطاع المبرمجين، بالتعاون مع الجهات الحكومية.

 

الإقامة الذهبية

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية، إن البرنامج يهدف إلى منح الإقامة الذهبية لأفضل 100 ألف مبرمج من العالم، وتوفير مجموعة من التسهيلات والخيارات التمويلية، لرواد الأعمال والمبرمجين، ودعم تنفيذ مشاريعهم المبتكرة، وتأسيس شركات رقمية، تدعم تنافسية الاقتصاد الوطني عالمياً.

 

100 تحدٍّ

وسيدعو البرنامج، خلال المرحلة المقبلة، مبرمجي العالم، إلى إيجاد حلول مبتكرة لـ100 تحدٍّ في مختلف القطاعات الحكومية والاقتصادية والتكنولوجية والصحية والخدمية، بما يسهم في تسريع تبني التقنيات والبرمجيات، في خدمة المجتمعات.

وسينظم البرنامج أيضاً 10 مسابقات «هاكاثون»، تجمع نخبة المبرمجين في الإمارات، وتتيح لهم المساهمة في الجهود الوطنية، لتطوير منظومة متكاملة، قائمة على أحدث التقنيات المتقدِّمة.

 

مليون مبرمج عربي

وكان الشيخ محمد بن راشد، كشف عام 2017، عن حملة بعنوان "مليون مبرمج عربي لتدريب الشباب على البرمجة - لغة المستقبل"، وفق خطة تقودها مؤسسة دبي للمستقبل، لتزويد الشباب بالمهارات الوظيفية، التي يحتاجها سوق العمل في المستقبل.

ويضع البحث الذي أجرته «Monster»، إحدى أكبر بوابات الوظائف في العالم، الطلب على مهارات ومؤهلات تكنولوجيا المعلومات عند «مرتفع جدًا»، أعلى من تصنيفها للهندسة، الذي كان «معتدلًا» والمؤهلات العلمية، من «معتدل إلى منخفض».

ويقدَّر نمو وظائف البرجمة العالمية بـ 10% على مدى 10 سنوات، بمتوسط راتب قدره 90 ألف دولار سنويًا اليوم.

وغالبًا ما يرغب أصحاب العمل في هذا القطاع، في توظيف مرشحين يمكنهم برمجة أو كتابة أو عمل مهام برمجية.

وتشير التقارير، إلى أن العديد من الأشخاص، الذين يشغلون أدوار الترميز والمبرمجين، بدَّلوا وظائفهم وشرعوا في دورات متخصصة، ولم يكملوا درجة البكالوريوس ولا الماجستير في الجامعة، ما يمنح الأمل لكثيرين يفكرون في التحول الوظيفي.