إيران ترحب بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان.. لكنها تخشى القادم
دبلوماسي روسي سابق: خروج أمريكا من إيران صداع لموسكو

ترجمات - السياق
كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عن تخوف إيران من انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وقالت إن إيران تراقب خروج القوات الأمريكية من كابول بحالة من القلق، لأن الانسحاب يدخل طهران في تحدٍّ جديد، يتمثَّل في كيفية تعاملها مع عودة حركة طالبان إلى السلطة، واستحوازها على الأراضي المجاورة لها.
عودة طالبان إلى السلطة
تخشى طهران عودة حُكم طالبان، وانزلاق أفغانستان في حرب أهلية، وهو الاحتمال الذي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وسيعرِّض المجتمعات العِرقية الفارسية والشيعية للخطر، وسيرسل المزيد من اللاجئين الأفغان عبر الحدود، حسب التقرير.
وذكر التقرير، أن علاقات إيران مع طالبان، التي كانت في مرحلة غليان منذ فترة طويلة، باتت الآن علنية بشكل متزايد، ورأى التقرير أنها سعياً لتكون لها اليد العليا، أقامت إيران علاقات مع بعض فصائل طالبان، وخفَّفت نبرتها تجاه الحركة المتطرفة، التي ترى أن عودتها إلى السُّلطة أمراً مؤكداً، بعد مغادرة الولايات المتحدة.
هذه المقامرة أثارت جدلاً واسعاً في إيران، إذ يُنظر إلى طالبان، باعتبارها حركة قمعية، كما أن الشكوك في نية الولايات المتحدة في ازدياد، حتى مع تقدُّم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن البطيء، في محادثات العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب، حسب التقرير.
سوء تقدير
بالنسبة، للزميلة في معهد الشرق الأوسط للأبحاث، فاطمة أمان، فإن إيران ستتضرَّر بشدة من الفوضى والحرب الأهلية في أفغانستان، لذا فإنها ترى أن مشاركة طالبان في الحُكم، بشكل جزئي فقط، السيناريو الأفضل.
ووصفت أمان في تصريح لـ"واشنطن بوست"، مبادرات إيران العلنية المتزايدة تجاه طالبان، بأنها "سوء تقدير" منها، وقالت إن "طهران تعتقد أنها بذلك تستخدم الحركة، لكن البعض قد يجادل بأن الأخيرة هي التي تستخدمها، لتقديم نفسها على أنها أكثر قوة، وتستحق حُكم دولة".
وبينما احتفل البعض في إيران، بالانسحاب الأمريكي من كابول، ووصفوه بأنه يكشف عن "الفشل الأمريكي"، قال آخرون إن "الولايات المتحدة ترغب، من خلال المغادرة، في أن تصبح أفغانستان مستنقعاً لطهران، وأن الانسحاب يدفع أفغانستان نحو الحُكم الطائفي، بحسب "واشنطن بوست".
وقالت الصحيفة: رغم أنه كانت هناك أرضية مشتركة، بين طهران والولايات المتحدة، لمحاربة طالبان، فإن بينهما الآن نافذة صغيرة فقط من الوقت، للتعاون مرة أخرى في أفغانستان.
قلق روسي إيراني
من جانبها، قالت صحيفة جورزاليم بوست الإسرائيلية، إنه يبدو أن روسيا وإيران، قلقتان من مغادرة الولايات المتحدة لأفغانستان، والصعود السريع لطالبان في أجزاء من البلاد، وهو ما رأت أنه "مفارقة غريبة".
وأضافت الصحيفة، في تقرير: رغم معارضة موسكو وطهران للوجود الأمريكي في أفغانستان، فإنهما تريان أيضاً أن دور الولايات المتحدة هناك كان مناسباً.
وأوضحت الصحيفة، أنه في حال انهيار أفغانستان، فإن طالبان قد تنفرد بحُكم كابول، ومن الممكن أن تعقد اتفاقاً مع تركيا وقطر وباكستان ودول أخرى، قد ترى مصالحها في قيادة الحركة لأفغانستان، وهو الترتيب الذي قد يعرِّض روسيا وإيران للتهديد.
صداع لموسكو
وقال دبلوماسي روسي سابق، لم يذكر اسمه، لـ" جورزاليم بوست"، إن خروج الولايات المتحدة من أفغانستان يمثِّل صداعاً لموسكو، التي تخشى أن يؤدي تصاعد القتال هناك، إلى دفع اللاجئين إلى فنائها الخلفي في آسيا الوسطى، أو تهديد جهادي جديد، أو حتى إثارة حرب أهلية.
وأضاف المصدر: "لا تريد روسيا أن يتعرَّض أصدقاؤها في آسيا الوسطى للتهديد، كما أنه بالنظر لتاريخها الطويل في أفغانستان في الثمانينيات، فهي تعرف جيداً ما قد يحدث بعد ذلك".
ورأت الصحيفة، أن الوضع الجديد في كابول، قد يفيد حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مثل تركيا، ودول مثل قطر، بينما سيشعر خصوم الولايات المتحدة بالقلق من مغادرتها البلاد، وقالت إن هذا لا يعني بالضرورة، أن واشنطن على صواب أو خطأ في قرار المغادرة، لكنه يوضح فقط تعقيدات هذه المسألة، والعواقب غير المقصودة التي على المحك.