الملفات الأربعة على طاولة نيوم.. مخرجات زيارة السلطان العُماني للسعودية
حسب محللين، فإن السعودية تعوِّل على منطقة الدقم اللوجستية، فالميناء فيها، من شأنه استقطاب سفن نفط وبضائع المملكة، من مضيق هرمز، وهو ما سيبعد السعودية عن التجاوزات والأعمال العدائية الإيرانية في الممر المائي

السياق
غادر اليوم، السُّلطان العُـماني، هيثم بن طارق، المملكة العربية السعودية، بعد زيارة خارجية هي الأولى له، منذ تقلُّده منصبه في يناير 2020 واستمرت يومين، في مدينة نيوم، إذ جاءت بدعوة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفيها تم بحث أجندة حافلة من القضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
مجلس تنسيق سعودي عُـماني
بعد جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين، وقَّع الطرفان مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس تنسيق "سعودي عُـماني"، على أن يتولى رئاسته وزيرا خارجية البلدين، لتعزيز العلاقات الثنائية، على الأصعدة ذات القضايا المشتركة.
واتفق الجانبان، على التوجيه بالإسراع في افتتاح الطريق البري المباشر بين الرياض ومسقط، الذي من شأنه اختصار المسافة بين البلدين إلى قرابة 800 كيلو متر، ما يسهل نقل حركة بضائع وركاب الجارتين.
وهو ما سينعكس إيجاباً، على الاقتصاد العُـماني، الذي يعاني مستويات مرتفعة من الديون، ويعمل في سلسلة إصلاحات تهدف لضمان الاستدامة المالية.
وفق صندوق النقد الدولي، فإن إجمالي الدين الخارجي للسَّـلطنة، سيصل إلى 112% من إجمالي الناتج المحلي هذا العام، مقارنة بـ127% العام الماضي.
رؤية المملكة 2030 ورؤية عُـمان 2040
وفي الصدد ذاته، أكد الجانبان أهمية تحفيز القطاعين الحكومي والخاص بينهما، للوصول إلى تبادلات تجارية واستثمارية مهمة، من شأنها رفع وتيرة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وعُـمان 2040، بإطلاقهما حزمة مبادرات مشتركة، تشمل التبادل الاستثماري في منطقة الدقم العُـماني، المطلة على بحر العرب، التي بدأ تأسيسها عام 2011، ولم يتم استكمالها لأسباب اقتصادية، إذ تواجه السَّلطنة تحديات مالية كبيرة، وتنظر للسعودية كشريك اقتصادي، حسب خبراء.
كما تغطى مظلة التعاون مجالات الطاقة المتجدِّدة، والبتروكيماويات، والخدمات اللوجستية، والتكامل في المناطق الاقتصادية وسلاسل الإمداد، إضافة إلى الشراكة في مجال الأمن الغذائي، والتعاون في الأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية.
مواجهة التهديد الإيراني
حسب محللين، فإن السعودية تعوِّل على منطقة الدقم اللوجستية، في النقل التجاري منها وإليها، فالميناء فيها، من شأنه استقطاب سفن نفط وبضائع المملكة، من مضيق هرمز، وهو ما سيبعد السعودية عن التجاوزات والأعمال العدائية الإيرانية في الممر المائي.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السعودية، أن الجانبين اتفقا على أهمية التعاون والتعامل، بشكلٍ جديٍ وفعّال مع الملف النووي الإيراني، بكل مكوِّناته وتداعياته.
وأكدا سعيهما الحثيث إلى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ومبادئ حُسن الجوار، واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للاستقرار.
جدير بالذكر، أن سـلطنة عُمان تتمتَّع بعلاقات وُصفت بالمتميزة مع إيران، ورأى محللون أن لمسقط تأثيرًا فعالًا في الملف الإيراني الخليجي.
الضغط على الحوثي
تضمَّن البيان المشترك، الصادر عن القمة السعودية العُـمانية، تأكيد الجانبين على تطابق وِجهات نظرهما، ومواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
كما رحَّـبت مسقط، بتنفيذ اتفاق الرياض، المبرم بين حكومة اليمن الشرعية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، ودعمت عُـمان مبادرة السلام، التي أعلنتها السعودية في مارس الماضي، ولم تلتزم بها الميلشيات الحوثية.
ويرى محللون، أن لمسقط نفوذًا قويًا على ميلشيا الحوثي، إذ تستضيف قياداتها، وتسمح لهم بممارسة أعمالهم وخطاباتهم الإعلامية، من داخل السلطنة.
يشار إلى أن وفدًا عُمانيًا رفيع المستوى، حطَّ قبل أسابيع في مطار صنعاء، والتقى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، في مباحثات لم تعلن نتائجها، بينما أكدت مصادر عُـمانية أن الحوثيين رفضوا "المبادرة" وتحايلوا على ما فيها من شروط.
ووفق مراقبين، فإن مسقط ستحاول إقناع القادة في طهران، بالضغط على الميلشيا الحوثية، والقبول بتنفيذ المبادرات والقرارات الأممية والإقليمية، الخاصة بإنهاء الحرب.
الجدير بالذكر، أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اصطحب السطان العُـماني هيثم بن طارق، في جولة بمركز نيوم للإثراء المعرفي، الذي يعرض أحدث تطورات مشروع نيوم وقطاعاته.
كما اطلع سلطان عُـمان، خلال جولته في المعرض، على مستجدات المشروعات الأخرى، وهي: العلا، والقدية، وآمالا، والبحر الأحمر.