فورين بوليسي: إثيوبيا تبدو على وشك الانهيار

لم تنهِ الهزيمة الأخيرة لقوات الحكومة الإثيوبية، على أيدي المتمردين في إقليم تيجراي، شمالي البلاد، الصراع الذي يهدِّد بتمزيق إثيوبيا، لكنها بدلاً من ذلك، فتحت المجال أمام مجموعة من الاحتمالات، لاتجاه البلد الإفريقي في الفترة المقبلة،

فورين بوليسي: إثيوبيا تبدو على وشك الانهيار

ترجمات-السياق

لم تنهِ الهزيمة الأخيرة لقوات الحكومة الإثيوبية، على أيدي المتمردين في إقليم تيجراي، شمالي البلاد، الصراع الذي يهدِّد بتمزيق إثيوبيا، لكنها بدلاً من ذلك، فتحت المجال أمام مجموعة من الاحتمالات، لاتجاه البلد الإفريقي في الفترة المقبلة، بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

 

مَنْ سيحكم إثيوبيا؟

أبرزت المجلة أهمية دور الصراع في تيجراين بتحديد مصير أديس أبابا، مشيرة إلى أنه ليس مجرَّد صراع عسكري في إقليم شمالي، بل إنها حرب للسيطرة على المركز السياسي في أديس أبابا نفسها.

وأضافت المجلة، في تقرير، أن مستقبل إثيوبيا، سيعتمد بشكل كبير على ما إذا كان التفاوض سيتم على وقف إطلاق النار، وإيصال الغذاء إلى مئات الآلاف من ضحايا المجاعة المحتملة في تيجراي،كما أنه سيعتمد أيضاً، على تأثير نتيجة الحرب في الإقليم المُحاصر في سياسة البلاد، وذلك لأنه الأهم الآن بالنسبة لمصير إثيوبيا.

وتساءلت المجلة: مَنْ سيحكم إثيوبيا؟ هل سكان تيجراي في الشمال، أم الأمهرا المهيمنون تاريخياً، أم الأورومو الأقوياء ديموغرافياً، الذين كثير منهم من المسلمين في هذا البلد المسيحي الأرثوذكسي؟، معتبرة أن القضية الأساسية التي يتعيَّن حلها في أديس أبابا الآن، هي تلك التي تتعلَّق بالعلاقات بين الأعراق.

طبيعة معقدة

وعمّا إذا كان وقف إطلاق النار، سينهي الحرب الأهلية في إثيوبيا، قالت المجلة إن هذا السؤال لا ينفصل عن الطبيعة المعقَّدة لرئيس الوزراء المترنح، آبي أحمد، الذي قالت إنه مثل الليبراليين الدوليين في الغرب، يؤمن بالفاعلية البشرية (وهي القدرة على تشكيل حياة المرء والتأثير في ظروفه وفرصه)، مشيرة إلى أنه نتيجة لذلك، استخف بالجغرافيا والثقافة والجغرافيا السياسية، وجميع القوى الأخرى التي قد تؤثِّر في مصير البلاد.

وتابعت: "ولذا فإن آبي يعد مرآة للعديد من النخب العالمية الأخرى، إذ أنه، مثلهم، لا يدرك الطبيعة المستعصية للعديد من الحروب والصراعات، وهو ما كان سبب فشله في تيجراي".

وأشارت المجلة، إلى أن آبي كان يعتقد أن بإمكانه هزيمة مقاتلي تيجراي في غضون أسابيع، إذ كان يرى أن الإقليم يمثِّل عائقاً أمام جدول أعماله المركزي، لكنه بذلك رفض الهيكل الفيدرالي الفضفاض لإثيوبيا، الذي يضم جنسيات مختلفة، وبدلاً من ذلك سعى إلى فرض دولة خاضعة للسيطرة المركزية، يمكن أن تتطوَّر إلى ديمقراطية.

 

استكشاف إثيوبيا

غير أن مجلة فورين بوليسي، قالت إن إثيوبيا لن تنزلق نحو الانهيار، وأضافت: "لمعرفة السبب، يجب استكشاف البلاد جغرافياً وثقافياً وسياسياً، بكل ما تتميَّـز به من تفرُّد كبير".

وأوضحت المجلة، أن إثيوبيا دولة لا يمكن تصنيفها، فهي تعبِّـر عن حضارة الشرق الأوسط، كما أنها تشارك تاريخياً في شؤون دول عربية كاليمن، كما هو الحال مع جيرانها الأفارقة، كما يتحدث شعبها العربية والعبرية.

وتمثل الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، ثاني أقدم كنيسة مسيحية رسمية في العالم، بعد الكنيسة الأرمينية، وذلك رغم ارتباط البلاد بالديانة اليهودية، ولذا فإن أديس أبابا أكثر من مجرَّد دولة، إذ اعتمدت هويتها فترة طويلة على الاندماج بين الإمبراطوريتين الإيطالية والعثمانية، بل إنها طالما كانت إمبراطورية في حد ذاتها، مع وجود نحو 80 مجموعة عِرقية فيها، بحسب المجلة الأمريكية.

ورأت المجلة، أنه مع هزيمة قوات حكومة آبي في تيجراي، فإن القتال لم ينته، إذ تهدِّد الحرب الآن، بالانتقال من شمالي البلاد إلى الغرب والشمال الغربي، لكنها أكدت أن إثيوبيا أكبر من أن تنهار.