ما تحتاج معرفته عن رئيس كورويا الجنوبية الجديد
ألقى يون باللوم على الحركة النسائية في معدل المواليد المنخفض بكوريا، ووعد بإنكار وجود تمييز هيكلي، رغم أن البلاد بها أكبر فجوة في الأجور بين الجنسين، في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

ترجمات - السياق
يعد الرئيس المنتخب الجديد لكوريا الجنوبية يون سوك يول، من جناح المحافظين، ورئيس ادعاء سابق، ليست لديه خبرة في السياسة الخارجية، ولم يشغل منصبًا منتخبًا على الإطلاق، بحسب "فايننشال تايمز".
وبعد انتخابه الأسبوع الماضي بهامش أقل من 1 في المئة، سيتولى يون المسؤولية في مايو، في بلد -رغم التقدم الاقتصادي والديمقراطي الهائل- يبدو غير مرتاح مع نفسه ومكانه في العالم.
في شبه الجزيرة الكورية، وفي الجانب المقابل يقطع النظام المتمرّد في بيونغ يانغ خطوات واسعة في برامجه لتطوير الأسلحة النووية والصاروخية، تمامًا كما تهدد مواجهة جديدة بين روسيا والغرب الوحدة الدولية بشأن عقوبات كوريا الشمالية.
أما خارج شبه الجزيرة، فقد كافحت سيول لصياغة سياسة خارجية متماسكة، لأنها تجد نفسها مضغوطة من خلال تكثيف المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، الحليف الأمني الأقرب لكوريا الجنوبية والشريك التجاري على التوالي.
في الداخل، انتعاش اقتصادي قوي بعد آثار جائحة كورونا، يتزامن مع الاستياء المتزايد من عدم المساواة، والارتفاع الصاروخي في أسعار العقارات بالعاصمة، والفجوة في الثروة والسلطة الموزعة بين التكتلات والشركات الصغيرة والمتوسطة، والتمييز الهيكلي والتحرش ضد المرأة.
سياسة كوريا الشمالية
قاومت بيونغ يانغ المقاربة الدبلوماسية بشأن برنامجها للأسلحة النووية، منذ انهيار المحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في قمة في هانوي عام 2019.
وبذل الرئيس الكوري الجنوبي المنتهية ولايته مون جاي، جهودًا كبيرة للتعبير عن امتنانه لنظام كيم جونغ أون، وامتنع عن التحدث ضد انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، وذهب إلى حد قمع النشطاء الذين يطلقون البالونات مع رسائل مناهضة لكيم.
وانتقد يون سعي مون للحوار كـ "غاية في حد ذاته"، مرددًا الموقف التقليدي المحافظ الذي يؤكد دور الردع.
بينما أجرت كوريا الشمالية تجارب صاروخية، لكنها امتنعت عن خرق الحظر الاختياري، الذي فرضته على التجارب النووية واختبارات الصواريخ البالستية العابرة للقارات، القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة.
في الأسابيع الأخيرة، أجرت كوريا الشمالية اختبارين لما تصفها الولايات المتحدة بأنه "منصة للصواريخ البالستية العابرة للقارات" في استعداد واضح لإطلاق أول قمر صناعي للتجسس العسكري.
كما أعلنت السلطات العسكرية في كوريا الجنوبية -الأسبوع الماضي- أن كوريا الشمالية تعمل على ترميم الأنفاق المهدمة في موقعها الوحيد المعروف للتجارب النووية، ما قد ينذر بإجراء أول تجربة نووية في البلاد منذ عام 2017.
مهاجمًا جهود مون غير المثمرة لتأمين "إعلان نهاية الحرب" الرمزي مع كيم، جادل يون بأن "حالة أوكرانيا تظهر أنه لا يمكنك حماية الأمن القومي والسلام بالورق والحبر".
لكن المحللين يشيرون إلى أنه من المرجح أن يكون كيم قد توصل إلى النتيجة نفسها، ما يجعل أي احتمال للتوصل إلى اتفاق مع بيونغ يانغ أكثر قتامة من ذي قبل.
السياسة الإقليمية
كوريا الجنوبية عاشر أكبر اقتصاد في العالم وسابع أكبر مصدر، تتضح مكانتها الدولية المتنامية من خلال حضور مون قمة مجموعة السبع في بريطانيا العام الماضي.
إن قوتها التصنيعية وبراعتها في قطاعات مثل أشباه الموصلات وبطاريات السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي، تجعلها مهمة لصانعي السياسة الغربيين، الذين يسعون لتأمين الجيل التالي من التكنولوجيا وسلاسل التوريد.
تحت قيادة مون، شرعت كوريا الجنوبية في تحول طفيف، بعيدًا عن سياستها طويلة الأمد لما يسمى الغموض الاستراتيجي في ما يتعلق بالمنافسة بين الولايات المتحدة والصين، والتزمت بتعاون أوثق مع الولايات المتحدة، خلال قمة تاريخية في واشنطن بين مون والرئيس الأمريكي جو بايدن.
لكن المتشككين ما زالوا يرون في سيول حليفًا سلبيًا، وحتى غير موثوق به، وهو الانطباع الذي تضاعف من رد الفعل على الغزو الروسي لأوكرانيا، وترددها في إدانة موسكو أولًا، ثم فرض عقوبات قاسية.
تماشيًا مع الرؤساء المحافظين السابقين، وعد يون باتباع نهج أقل احترامًا للصين، مع تحسين العلاقات مع طوكيو، والدفع بدعم المبادرات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك التجمع الاستراتيجي "الرباعي" لأمريكا وأستراليا والهند واليابان، حتى لو كان ذلك يعني رد فعل سلبي من بكين.
السياسة المحلية
نما الاقتصاد الكوري الجنوبي 4 في المئة عام 2021، وهو أسرع نمو سنوي له منذ 11 عامًا، مدفوعًا بارتفاع قياسي في الصادرات.
لكن الاقتصاديين يصفونه بأنه "انتعاش على شكل حرف K"، حيث تزدهر التكتلات الكورية من الطلب العالمي على الصادرات من أشباه الموصلات إلى سفن الشحن، بينما تكافح الشركات الصغيرة والمتوسطة وقطاع الخدمات، للتعافي من تأثير جائحة كورونا.
أدى الارتفاع الصاروخي بأسعار المنازل في سيول، على وجه الخصوص، إلى إبعاد العديد من الكوريين عن ملكية المنازل أو العيش في العاصمة، مع ارتفاع أسعار العقارات 22 في المئة عام 2020.
وهناك منافسة شديدة على عدد محدود من الوظائف ذات الأجور المرتفعة، داخل التكتلات أو الجيل الجديد من الشركات، في قطاعات التمويل والتكنولوجيا والترفيه.
التحديات هناك تبدو حادة بشكل خاص بالنسبة للشباب، حيث تندلع التوترات في ما تسمى الحرب بين الجنسين، حيث يعبر الشباب -الذين يُجبرون على أداء الخدمة العسكرية الإجبارية- عن استيائهم من الدعوات الموجهة من الشابات لقدر أكبر من المساواة بين الجنسين.
واستغلت حملة يون الرئاسية هذا التوتر، حيث ألقى يون باللوم على الحركة النسائية في معدل المواليد المنخفض بكوريا، ووعد بإنكار وجود تمييز هيكلي، رغم أن البلاد بها أكبر فجوة في الأجور بين الجنسين، في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
بصفته المدعي العام السابق، الذي أجرى تحقيقات فساد مع كبار السياسيين من الحزبين الرئيسين، من غير الواضح أيضًا ما إذا كان يون مستعدًا أو قادرًا على معالجة الانقسام السياسي في بلاده.
التعليقات التي تقارن مون بـ "هتلر وموسوليني"، بعد أن اعترض البيت الأزرق الرئاسي على اقتراحه بأنه في حال انتخابه سيبدأ تحقيقًا قانونيًا مع سلفه، من غير المرجح أن تكون داعمة للرئيس المنتخب للحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يحظى بالأغلبية العظمى في الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية.