ملك الفحم والأسمدة الروسي: أوقفوا الحرب في أوكرانيا

الأحداث في أوكرانيا مأساوية.. نحن بحاجة ماسة للسلام. بصفتي روسي الجنسية وبيلاروسيا بالولادة وأوكرانيًا بالدم، أشعر بألم كبير وعدم تصديق لأرى شعوبًا شقيقة تتقاتل وتموت

ملك الفحم والأسمدة الروسي: أوقفوا الحرب في أوكرانيا

السياق

تحذيرات من أزمة غذاء عالمية، بعد ارتفاع أسعار الحبوب والمنتجات الغذائية لمستويات «جنونية»، منذ أن قررت روسيا «غزو» أوكرانيا قبل 20 يومًا؛ في حدث أنهك اقتصادات معظم الدول، وألهب ميزانية كثير من الفئات عبر العالم.

ورغم أن التحذيرات دقت أجراسها أغلبية الدول، منذ «الغزو» الروسي، فإنه هذه المرة مختلف، كونه صادرًا من إمبراطور الفحمم والأسمدة في روسيا أندريه ميلينشينكو، الذي ناشد، العديد من رجال الأعمال الأكثر ثراءً في روسيا، الدعوة علانية إلى السلام.

وقال ميلينشينكو، الذي يلقب بملك الفحم والأسمدة في روسيا، في تصريحات لـ«رويترز»، إن الحرب في أوكرانيا «مأساة» يجب وقفها، وإلا ستكون هناك أزمة غذاء عالمية، مشيرًا إلى أن أسعار الأسمدة في جميع أنحاء العالم مرتفعة للغاية بالنسبة للعديد من المزارعين.

وأكد ميلينشينكو (50 عامًا) وهو روسي ولد في بيلاروسيا لأم أوكرانية، في بيان أرسله المتحدث باسمه بالبريد الإلكتروني: «الأحداث في أوكرانيا مأساوية.. نحن بحاجة ماسة للسلام. بصفتي روسي الجنسية وبيلاروسيا بالولادة وأوكرانيًا بالدم، أشعر بألم كبير وعدم تصديق لأرى شعوبًا شقيقة تتقاتل وتموت».

 

الزراعة والغذاء... من الضحايا

وقال ميلنيشنكو، الذي أسس شركة Uralchem، أكبر منتج لنترات الأمونيوم في روسيا ومقرها زوغ بسويسرا، وشركة SUEK، أكبر منتج للفحم في روسيا: «ستكون الزراعة والغذاء من ضحايا هذه الأزمة (..) لقد أدت بالفعل إلى ارتفاع أسعار الأسمدة، التي لم تعد في متناول المزارعين».

وأشار إلى أن «سلسلة التوريد التي تعطلت بسبب جائحة كورونا أصبحت أكثر جنونًا (..) الآن ستؤدي الحرب إلى تضخم أعلى في أسعار المواد الغذائية بأوروبا، ونقص محتمل بالغذاء في أفقر الدول».

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، في قتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص، وأثار مخاوف من مواجهة أوسع بين روسيا والولايات المتحدة، أكبر قوتين نوويتين في العالم.

وبينما وصفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، غزو بوتين بأنه استيلاء على الأراضي على الطراز الإمبراطوري نُفِّذ بشكل سيئ حتى الآن، لأن موسكو قللت من تقدير المقاومة الأوكرانية والعزم الغربي على معاقبة روسيا، يقول بوتين إن الروس والأوكرانيين في الأساس شعب واحد، وإن هناك حاجة إلى «عملية عسكرية خاصة»، لأن الولايات المتحدة كانت تستخدم أوكرانيا لتهديد بلاده.

إلا أن الغرب فرض عقوبات على رجال الأعمال الروس، بما في ذلك عقوبات الاتحاد الأوروبي على ميلنيشنكو، وجمد أصول الدولة وعزل الكثير من قطاع الشركات الروسية عن الاقتصاد العالمي، في محاولة لإجبار بوتين على تغيير المسار.

 

لكن ما الوضع الميداني حتى الآن؟

دوت انفجارات شديدة، في أنحاء العاصمة الأوكرانية كييف، في الحادية عشرة صباح الاثنين بالتوقيت المحلي، بحسب شبكة «سي إن إن»، التي قالت إنها نتجت عن إطلاق بطاريات دفاع جوي أوكرانية، صوب طائرات روسية أو صواريخ كروز.

وبينما يمكن رؤية العديد من مسارات الدخان المتجهة إلى السماء من وسط كييف، لقي شخصان على الأقل مصرعهما، ونُقل ثلاثة إلى المستشفى، بعد تعرض مبنى سكني في إحدى ضواحي العاصمة للقصف، صباح الاثنين.

وأعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية، إنقاذ 15 شخصًا وإجلاء 63 شخصًا بعد أن أصابت قذيفة الطابق التاسع من مبنى سكني في منطقة أوبولون، إحدى ضواحي كييف الشمالية.

في الجهة المقابلة، تحدثت وكالة الأنباء الروسية (ريا نوفوستي) عن إنشاء ممر بري بين شبه جزيرة القرم ودونباس، لتوفير طريق استراتيجي يربط شبه جزيرة القرم بماريوبول، التي تحيط بها حاليًا القوات الانفصالية المدعومة من روسيا.

ونقلت وكالة الأنباء عن نائب رئيس وزراء القرم جورجي مورادوف، الممثل الدائم لجمهورية القرم في عهد رئيس روسيا، قوله إن الممر سيسمح للقوات في شبه جزيرة القرم بالانضمام إلى المتمردين المدعومين من روسيا في جمهورية دونيتسك الشعبية (DPR) ، فضلاً عن منح القوات المدعومة من روسيا، الوصول إلى المدن الساحلية الرئيسة على طول بحر آزوف.

ووصف تقرير لوكالة المخابرات الروسية الممر بأنه «طريق مهم» لربط شبه جزيرة القرم بالعاصمة ماريوبول لصناعة الصلب ومنطقة دونباس الصناعية.

 

جولة رابعة

وبين الهجوم الروسي ومحاولة ربط شبه جزيرة القرم ودونباس، كان باب المحادثات بين البلدين مفتوحًا، بحسب كبير المفاوضين الأوكرانيين، الذي قال إن الجولة الرابعة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا على وشك أن تبدأ، مشيرًا إلى أن الجلسة ستعقد عبر الإنترنت.

ونشر المفاوض الأوكراني، ميخايلو بودولياك، مقطع فيديو قصيرًا على «تويتر»، قال فيه: مفاوضات الجولة الرابعة للسلام ووقف إطلاق النار والانسحاب الفوري للقوات والضمانات الأمنية، مناقشة صعبة، مشيرًا إلى أنه «رغم أن روسيا تدرك هراء أفعالها العدوانية، فإنها لا تزال تتوهم بأن 20 يومًا من العنف ضد المدن المسالمة، الاستراتيجية الصحيحة».

 

تفشي كورونا

وتسببت الحرب الأوكرانية، في تحذيرات من تفشي جائحة كورونا وانتشار الأمراض المعدية، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي قالت إن هناك خطرًا كبيرًا بوجود المزيد من الأمراض والوفاة، بسبب انخفاض معدلات التطعيم في أوكرانيا، وكذلك بين أكثر من مليوني شخص فروا من البلاد إلى المناطق المحيطة، ذات معدلات التطعيم المنخفضة أيضًا.

ويبلغ معدل التطعيم ضد كورونا في أوكرانيا نحو 34%، بينما يبلغ معدل التطعيم في مولدوفا المجاورة قرابة 29%، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

 

فرار الملايين

من جهة أخرى، قال مفوض المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن عدد المتنقلين يشكل «أزمة اللاجئين الأسرع نمواً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية».

في حين أن العديد من السكان، في الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد، انتقلوا إلى غربي أوكرانيا وبعيدًا عن الخطوط الأمامية، غادر أكثر من 2.5 مليون أوكراني بعد الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي، وفقًا لأحدث تقديرات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وبحسب مفوضية اللاجئين، فإن معظم الفارين من أوكرانيا من النساء والأطفال، ومُنع الذكور الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا من المغادرة، بعد أن فرضت الحكومة الأحكام العرفية.

ومع عبور أكثر من 1.6 مليون أوكراني إلى أراضيها حتى الجمعة، وفقًا لبيانات المفوضية، استقبلت بولندا -حتى الآن- أكبر عدد من اللاجئين.

كما استقبلت الدول الواقعة إلى الغرب والجنوب من أوكرانيا أعدادًا كبيرة من اللاجئين منذ الغزو؛ فدخل أكثر من 245 ألف أوكراني المجر، بينما فر أكثر من 195 ألفًا إلى سلوفاكيا، وفقًا لبيانات المفوضية.

وفي جميع أنحاء أوروبا، أبلغت دول مثل ألمانيا والنمسا وكرواتيا وإستونيا واليونان وإيرلندا وإيطاليا وليتوانيا وهولندا والبرتغال والسويد، عن وصول آلاف الأوكرانيين.