سفاح الإسماعيلية.. المتهم ينكر الواقعة وقرار من المحكمة يحدد مصيره
محكمة الجنايات بالإسماعيلية، عقدت أولى جلسات محاكمة سفاح الإسماعيلية، وشهدت حراسة أمنية مشددة، وانتشارًا أمنيًا مكثفًا داخل المحكمة وخارجها، تحسبًا لأي أعمال عنف، ضد المتهم

السياق
جريمة هزت الشارع المصري، الشهر الماضي، وأثارت غضبًا محليًا، امتد صداه خارج البلاد، بعد أن أقدم شاب مصري على قطع رأس رجل خمسيني أمام المارة، والسير به في أحد شوارع مدينة الإسماعيلية، شرقي البلاد.
إلا أنه بعد مرور شهر على حدوثها، بدأ القضاء المصري محاكمة مرتكبها، الذي عُرف إعلاميًا بـ«سفاح الإسماعيلية»، في جلسة أنكر خلالها المتهم ارتكاب الواقعة.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن محكمة الجنايات بالإسماعيلية، عقدت أولى جلسات محاكمة «سفاح الإسماعيلية»، وشهدت حراسة أمنية مشددة، وانتشارًا أمنيًا مكثفًا داخل المحكمة وخارجها، تحسبًا لأي أعمال عنف، ضد المتهم.
ويواجه المتهم، الذي يعرف بـ «دبور»، اتهامات بالقتل العمد لمواطن ذبحًا والشروع في قتل اثنين وسط الشارع بالإسماعيلية، في جريمة أعادت إلى الأذهان، الفظائع التي كان يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي، نظرًا للطريقة التي حدثت بها.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن المتهم أنكر أمام المحكمة ارتكابه الجريمة، التي وثقتها مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن المحكمة قررت تأجيل الجلسة إلى غد الأحد، وانتداب محام للدفاع عنه، وفقًا للقانون الذي يلزم المحكمة بتعيين محام، إذا لم يكن لدى المتهم مَنْ يدافع عنه.
من جانبه، قال أحمد ثابت، محامي ضحية «سفاح الإسماعيلية»، في تصريحات صحفية، إن المحكمة قررت تأجيل نظر الدعوى، لحين حضور محامٍ يكون مع المتهم في إجراءات المحاكمة، بالتنسيق مع نقابة محاميي الإسماعيلية.
محامي الضحية
وأوضح محامي الضحية، أن التحقيقات توصلت إلى أن الجاني متهم بجريمة قتل، إضافة إلى شروعه في قتل شخصين كانا في مسرح الأحداث، مشيرًا إلى أنه يواجه اتهامًا ثالثًا بحيازة سلاح أبيض من دون مسوغ قانوني.
وأكد ثابت، أن المتهم لم تثبت إصابته بأي مرض نفسي، بعد عرضه على الطب الشرعي، مشيرًا إلى أن الأخير أقر بأنه كان متعاطيًا للمواد المخدرة، مشيدًا بسرعة إجراءات المحاكمة في ما أصبحت قضية رأي عام، قائلًا: «النائب العام ضرب مثلًا بسرعة المحاكمة الناجزة».
كان المتهم اعترف في تحقيقات النيابة العامة، التي أعلنها مكتب النائب العام في 3 نوفمبر الماضي، بارتكاب الواقعة، وتعاطيه مواد مخدرة يوم حدوثها وحدد أنواعها.
وهو ما أكدته شهادة الشهود، الذين سألتهم النيابة العامة، مؤكدين أن المتهم اعتاد تعاطي المواد المخدرة، مشيرين إلى أنه التقى المجني عليه يوم الواقعة، ودار بينهما حوار لدقائق، انتهى بارتكاب المتهم جريمته.
وبحسب تحقيقات النيابة العامة، نقلًا عن شهود الواقعة، فإن المتهم أفصح للمارة، خلال اعتدائه على المجني عليه، عن خلافات بينهما، ليتراجعوا عن الذود عنه، ثم تعدى على اثنين من المارة أحدهما على علاقة به، فأحدث بهما بعض الإصابات، وحاول الفرار من محل الواقعة، إلا أن الأهالي طاردوه حتى تمكنوا من ضبطه.
مقاومة المتهم
إلا أن الوحيد الذي قاوم المتهم آيسًا، قال في تصريحات صحفية، إنه سمع صرخات واستغاثات، فتوجَّه إلى المكان، ليجد شابًا ينهال بساطور على آخر ملقى أمامه في الشارع، بإصابات بالغة في رأسه(..) توجَّهت إلي وحاول دفعه بدراجته بعيدًا عن المجني عليه، إلا أن القاتل صرخ فيه طالبًا منه الابتعاد.
وأكد أنه "حاول جاهدًا دفع الشاب ومنعه من ارتكاب جريمته، حتى إنه سعى إلى إقناعه بعدم تضييع مستقبله بارتكاب تلك الجريمة، إلا أن القاتل كان يواصل الصراخ، كاشفًا أنه قال له بحسم: ابتعد، لقد اغتصب أمي وزوجتي مرتين"؟
وأمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام حينها، بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات المختصة، في محاكمة جنائية عاجلة لمعاقبته عما نُسب إليه، وتعاطيه مواد مخدرة، وإحرازه أسلحة بيضاء من دون مسوغ قانوني، في أحد أماكن التجمعات، بقصد الإخلال بالنظام العام.
كانت النيابة العامة استدعت والدة الجاني وشقيقته واستمعت لأقوالهما، وواجهتهما بالمتهم، الذي نفى هو الآخر ارتكاب الواقعة للدفاع عن شرفه، وهي الرواية التي كان يرددها لحظة وقوع الحادث المأساوي.
وقالت والدة سفاح الإسماعيلية، أمام النيابة العامة، إن نجلها يعاني أزمات نفسية، بسبب تعاطيه المواد المخدرة، مشيرة إلى أنه سبق أن احتُجز في أحد مراكز مكافحة الإدمان.
عقوبات محتملة
يواجه الجاني سيناريوهات عدة للعقوبة -بحسب القانون المصري- أولها الإعدام استنادًا إلى المادة 230 من قانون العقوبات التي تقول: "كل مَنْ قتل نفسًا عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقَب بالإعدام".
إلا أن المتهم قد تُرفع العقوبة عنه، حال ثبوت إصابته بمرض نفسي، بعد عرضه على مصلحة الطب النفسي، وفقًا للمادة 62 من القانون المصري التي تقول: "لا يُسأل جنائيًا الشخص الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة، اضطرابًا نفسيًا أو عقليًا، أفقده الإدراك أو الاختيار، أو الذي يعاني غيبوبة ناشئة عن عقاقير مخدرة أياً كان نوعها، إذا أخذها قهراً عنه أو على غير عِلم منه بها".