إثيوبيا.. آبي أحمد يعتزم تنفيذ عمليات عسكرية واسعة وجبهة تيغراي تتوعد
قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في كلمة ألقاها من جبهات القتال، إن العمليات بدأت وستتم استعادة مدن خميسي وباتي وكومبلشا، من قبضة جبهة تحرير شعب تيغراي خلال يومين، مؤكدًا أن تلك العمليات ستكون مكثفة.

السياق
عمليات عسكرية واسعة النطاق، يعتزم الجيش الإثيوبي تنفيذها في الأيام المقبلة، لتحرير أكبر مدن البلاد، من قبضة جبهة تحريري تيغراي، فيما أعلنت جبهة "أورومو" أن قواتها تتقدم بسرعة نحو العاصمة الإثيوبية من الجنوب والغرب.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في كلمة ألقاها من جبهات القتال، إن العمليات بدأت وستتم استعادة مدن خميسي وباتي وكومبلشا، من قبضة جبهة تحرير شعب تيغراي خلال يومين، مؤكدًا أن تلك العمليات ستكون مكثفة.
وأوضح أن ما وصفه بـ«الانتصار» الذي أحرزه في الأيام الأخيرة شرقي وغربي البلاد، سيتكرر في هذه المدن وفي مناطق أخرى، قائلًا: «ستتحرير المزيد من المناطق من قبضة تيغراي في الأيام المقبلة».
رئيس وزراء إثيوبيا، دعا مواطنيه في مناطق القتال، إلى تنظيم أنفسهم لمنع هروب مقاتلي جبهة تيغراي، وحماية أنفسهم من العناصر المتناثرة في الأدغال بعد هزيمتهم.
خيار وحيد
من جهة أخرى، توعد المتحدث باسم جبهة تيغراي، بإطاحة حكومة آبي أحمد، قائلًا إن خيارهم الوحيد هو إطاحة النظام الإثيوبي بالقوة، مشيرًا إلى أن قوات الجبهة تركت مناطق استراتيجية تكتيكية، لشن هجمات أخرى استراتيجية وحاسمة.
يأتي ذلك، بينما أعلنت الحكومة الإثيوبية، إغلاق المدارس الثانوية في جميع أنحاء البلاد، حتى يتمكن الطلاب من المشاركة في حصاد المحاصيل بدلا من كونهم على جبهة القتال الدائرة في البلاد.
إغلاق المدارس
وأعلنت وزارة التعليم الإثيوبية، إغلاق المدارس الثانوية في جميع أنحاء دولة شرق إفريقيا أسبوعًا واحدًا، للمساعدة في حصاد مزارع أولئك الذين يقفون على خط المواجهة في القتال ضد المقاتلين المتمردين.
يأتي قرار وزارة التعليم الإثيوبية، في الوقت الذي كثفت فيه قوات الدفاع الوطني الإثيوبية -بدعم من الحلفاء الإقليميين والحركة الشعبية- عملياتها العسكرية ضد جبهة تحرير تيغراي الشعبية المتمردة.
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، أعلنت قوات الدفاع الوطني -بالاشتراك مع القوات الإقليمية ومقاتلي الميليشيات- السيطرة على مدن وبلدات استراتيجية عبر منطقتي أمهرة وعفر، المتاخمة لإقليم تيغراي.
ومنذ أن انضم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى القتال، في الخطوط الأمامية الأسبوع الماضي، أظهرت قوة الدفاع الوطني والقوات التابعة لها تعبئة قوية ضد قوات المتمردين، وسط الصراع المتزايد في الجزء الشمالي من إثيوبيا.
كان آبي أحمد قد دعا الإثيوبيين الوطنيين -الأسبوع الماضي- للانضمام إليه بالقتال في الخطوط الأمامية ضد القوات الموالية لجبهة تحرير شعب تيغراي، قائلًا: الوقت يقتضي قيادة الأمة من خلال الاستشهاد، وتحقيقًا لهذه الغاية، سوف أسير إلى ساحة المعركة من الغد فصاعدًا لقيادة قواتنا الدفاعية.
وصول المساعدات
من جهة أخرى، قالت وكالة أسوشيتيد برس، إن الأمين العام للأمم المتحدة تلقى خبرًا سارًا، في خضم حرب إثيوبيا المستمرة منذ عام ضد قوات من منطقة تيغراي، ممثلًا في وصول 157 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والإنسانية إلى عاصمة تيغراي، للمرة الأولى في أكثر من ستة أسابيع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إن رحلات الأمم المتحدة بين ميكيلي عاصمة تيغراي والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا استؤنفت أيضًا، إثر تعليقها في 22 أكتوبر الماضي، بعد أن أجبرت الغارات الجوية الحكومية رحلة إنسانية بـ 11 راكبًا على التخلي عن هبوطها في ميكيلي.
ولم تتلق منطقة تيغراي المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك الغذاء والأدوية والوقود، منذ أن شن الجيش الإثيوبي ضربات جوية على ميكيلي في 18 أكتوبر الماضي.
وحتى قبل ذلك، قالت الأمم المتحدة إن 15% فقط من الشاحنات المحملة بالإمدادات دخلت تيغراي، ومنذ منتصف يوليو الماضي يواجه مئات الآلاف في المنطقة ظروف مجاعة، في ظل ما أطلقت عليه الأمم المتحدة «حصارًا إنسانيًا فعليًا».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن أيًا من الشاحنات الـ 157 التي وصلت ميكيلي، لم تحمل الوقود الذي تشتد الحاجة إليه، وهو أمر ضروري لإيصال المساعدات الإنسانية.
إشارة جيدة
مع ذلك، وصف غوتيريش استئناف تسليم المساعدات إلى تيغراي واستئناف رحلات الأمم المتحدة بأنها «إشارة جيدة»، قائلًا إن هناك أيضًا بصيص أمل في أنها قد تؤدي إلى موقف أكثر إيجابية للحوار بين الأطراف المتحاربة.
وتحدث غوتيريش ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، في مؤتمر صحفي مشترك بعد اجتماع خاص، وأيد كلاهما بقوة جهود الوساطة التي يبذلها الرئيس النيجيري السابق أوليسيجون أوباسانجو، مبعوث الاتحاد الإفريقي.
وقال محمد إن أوباسانجو أعاد الاتصال بين الطرفين، بعد أن أجرى رحلات مكوكية بين أديس أبابا وميكيلي، واستمع إلى ظروف الجانبين للتوصل إلى حل، مشيرًا إلى أن الحكومة تريد عودة قوات تيغراي إلى أراضيها والاعتراف بـ«شرعية حكومة آبي أحمد»، بينما يريد مقاتلون من جبهة تحرير تيغراي فتح ممرات للإمدادات الإنسانية، واستعادة الخدمات العامة، ودعم القوات الإريترية.
رفع الحصار
وتقول قوات تيغراي إنها تضغط على حكومة آبي أحمد لرفع الحصار، لكنها تريد أيضًا أن يتنحى رئيس الوزراء، وصنَّفت الحكومة الإثيوبية قوات تيغراي بأنها جماعة إرهابية، ما زاد تعقيد جهود الوساطة التي يقوم بها أوباسانجو والمبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان لوقف إطلاق النار.
وقال محمد من الاتحاد الإفريقي: «نواصل الحديث مع الجانبين لكن للأسف القتال على الأرض مستمر (...) لقد لاحظنا في الأيام الأخيرة، ربما، أن الاستقرار بدأ يسود الجبهة، لكن لدينا مخاوف عميقة... لوقف إطلاق النار».
وتابع: «يجب أن يحدث هذا بالتأكيد، يجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى الذين عانوا بسبب هذا الصراع، نحن بحاجة ماسة إلى حل هذه المشكلات، من خلال المناقشات السياسية والحوار».
وقُتل عشرات الآلاف منذ نوفمبر 2020 عندما اندلع قتال بين قوات تيغراي التي هيمنت فترة طويلة على الحكومة الوطنية والإدارة الحالية لرئيس الوزراء آبي أحمد.
واستعادت قوات تيغراي في الأشهر الأخيرة، السيطرة على منطقة تيغراي وجلبت القتال إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين، بينما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في نوفمبر الماضي، مع اقتراب مقاتلي تيغراي من أديس أبابا. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليوني شخص نازحون الآن.
والشهر الماضي، صدق مجلس النواب الإثيوبي على حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، لاحتواء تقدم الجماعة المتمردة، ولضمان السلام والأمن في البلاد.