الأميركيون يعدون الصين أبرز عدو لبلادهم.. وثقتهم بالجيش تتراجع
وجد المسح أن 37 في المئة من الأمريكيين، الذين شملهم الاستطلاع، أدرجوا شرق آسيا على أنها المنطقة التي يجب أن تكرِّس فيها الولايات المتحدة معظم قواتها العسكرية، بينما جاء الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بـ 17 في المئة.

ترجمات - السياق
كشف أول استطلاع للأمن القومي، منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان، أن الأميركيين يعدون الصين أبرز عدوّ لبلادهم، كما تراجعت ثقتهم بالجيش الأميركي، إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات.
وذكرت صحيفة وول ستريت الأمريكية، في تقرير، أنه للمرة الأولى منذ بدأ "معهد ريجان" إعداد مسح للأميركيين بشأن الأمن القومي، قبل أربع سنوات، وصف 52% من مواطني الولايات المتحدة الصين بأنها الدولة التي تشكّل أبرز تهديد لبلدهم، بعدما كانت النسبة 21% قبل أربع سنوات.
وجاءت روسيا في المركز الثاني، بـ 14%، علماً أن 30% من الأميركيين رأوا قبل ثلاث سنوات، أنها تشكّل الخطر الأكبر على بلدهم، متقدّمة على الصين (21%).
ووجد المسح أن 37 في المئة من الأمريكيين، الذين شملهم الاستطلاع، أدرجوا شرق آسيا على أنها المنطقة التي يجب أن تكرِّس فيها الولايات المتحدة معظم قواتها العسكرية، بينما جاء الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بـ 17 في المئة.
أعدّ الاستطلاع مؤسسة بيكون ريسيرش، لمصلحة مؤسسة ومعهد رونالد ريجان الرئاسيين، وشمل 2523 أميركياً عبر الهاتف والإنترنت، بين 25 أكتوبر و7 نوفمبر، بهامش خطأ 1.96%.
الصين الأخطر
وأشار روجر زاخيم، مدير معهد ريغان في واشنطن، إلى أن المسح أظهر زيادة ضخمة في عدد الأمريكيين من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، الذين يرون في الصين أبرز تهديد للولايات المتحدة، وأضاف: "تُظهر الزيادة المطردة بشأن الصين مدى قوة التحدي، إذ يدرك الناس أن التهديد الذي تشكله الصين ليس أمنياً فقط، ويشمل ذلك مخاوف اقتصادية وسياسية وأخرى مرتبطة بحقوق الإنسان".
الثقة بالجيش
وحسب "وول ستريت جورنال" أظهر الاستطلاع أيضًا تحول موقف الأمريكيين إزاء المؤسسة العسكرية، إذ أفاد 45% منهم بأن لديهم "قدراً كبيراً" من الثقة بالجيش، مقارنة بـ70% قبل ثلاث سنوات، وذكر 10% من المستطلعين أنهم "لا يثقون كثيراً" بالجيش، مقارنة بـ2% قبل ثلاث سنوات.
وفي هذا الصدد، أشار زاخيم: إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت نشر الجيش الأمريكي مرات في الشوارع، بما في ذلك أثناء الاحتجاجات التي تلت وفاة الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس، وأثناء اقتحام أنصار للرئيس السابق دونالد ترامب، مبنى الكابيتول في 6 يناير الماضي، محاولين منع المشرِّعين من تأكيد فوز جو بايدن في الانتخابات.
ويرى أن ذلك ربما ساهم في إشاعة فكرة أن الجيش بات مسيساً، مضيفاً أن الذين يعربون عن ثقة كبيرة بالجيش يقولون إنهم يحترمون جنوده، ولو أن لدى آخرين مخاوف من تسييس الجيش، معتبرين أن هذا الأمر سلبي بشكل متزايد، وتابع: "هذا الشعور العام بالسلبية يأتي غالباً من القيادة السياسية... قد تكون هذه هي الطريقة التي يُسيِّس بها مسؤولون منتخبون وقادة مدنيون الجيش".
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن هناك إحصاءات تفيد بتراجع الإعجاب بالجيش بـ 11% هذا العام، ففي فبراير الماضي، عندما طرح المعهد السؤال ذاته، قال 56% من الأمريكيين إن لديهم ثقة كبيرة بالجيش، بينما ذكر 6% أن ثقتهم معدومة به.
انسحاب فوضوي
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه بين استطلاعي فبراير ونوفمبر، نفَّذت الولايات المتحدة انسحاباً فوضوياً من أفغانستان، منهية حرباً استمرت عقدين، كما أهملت آلافاً من الأفغان الذين ساندوا قواتها، كذلك أسفر تفجير انتحاري خارج بوابة مطار كابل، أثناء عملية الانسحاب، عن مصرع 13 جندياً أمريكياً وجرح 30، بينما سقط مئات من الأفغان.
وبيَّنت "وول ستريت جورنال" أنه في حين أن الاستطلاع لم يربط الانسحاب الفوضوي بتقلُّص الثقة بالجيش، ذكر مشاركون أنهم شعروا بأن الحرب في أفغانستان مسَّت الأمن القومي للولايات المتحدة.
وأظهر الاستطلاع أن 59% من الأمريكيين، يرون أن الحرب كانت "فاشلة في الغالب"، مقارنة بـ50% في فبراير، وحمَّل 49% من المستطلعين، الرئيس بايدن، مسؤولية الانسحاب الأمريكي الفاشل، بينما أشار 20% إلى سوء تخطيط عسكري.
ورأى 48% من المشاركين في الاستطلاع، أن استيلاء حركة طالبان على السلطة يشكل "تهديداً كبيراً" لأمن الولايات المتحدة.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه منذ مغادرة الولايات المتحدة، أفغانستان، في 30 أغسطس الماضي، استعادت طالبان السيطرة على البلاد وفرضت قيودًا صارمة، لا سيما على النساء، مشددة على أن قرار الانسحاب الفوضوي، أدى من الناحية الاقتصادية، إلى انهيار أفغانستان، بينما حذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية، حيث سقط ملايين الأشخاص في براثن الفقر، وأصبحوا معرَّضين لخطر المجاعة.